" هنفرح بك امتى؟!".. جملة قد يسمعها الشباب كثيرا، من الأهل والأقارب، لاسيما في المناسبات المختلفة، خاصة الفتيات اللاتى تقدم بهن العمر، حيث يصبحن تحت ضغوطا مستمرة، وعيون تترقب، ويصبح هذا السؤال يهدد كل الأوقات السعيدة، وينسف فكرة التواجد في التجمعات الأسرية، فهذا السؤال سيكون حاضرًا لا محالة.
المفترض أن"كل واحد يبص في ورقته"، لكن لا يفعل البعض ذلك، وإنما يصرون على إقحام أنفسهم في حياة الغير، ويحشرون أنفهم في حياة غيرهم، ولا تكف ألسنتهم عن الأسئلة، ليجد الشاب أو الفتاة أنفسهم أمام محقق، وليس قريب، وعليه أن يكون جاهزا بإجابات مقنعة لأسئلة من نوعية: "هتتجوز امتى؟ مافيش حد في الطريق؟ مش كفاية كده اللي في سنك معاه عيل واتنين"، وغيرها من الأسئلة السخيفة والتدخلات الغريبة في حياة الآخرين بضحكة صفراء، كافية أن توجع الغير، دون أن يبالي السائل بالطرف الآخر، فالأهم أن يُمارس "سخافته" ولا يترك فرصة للسؤال والتدخل وحشر أنفه في حياة الآخرين.
للأسف هؤلاء الأشخاص الذين قابلتهم وتقابلهم في المناسبات المختلفة، وتعاني منهم الفتيات في الأفراح وأسئلتهم المحرجة، لا يعلمون أن الزواج ليس "كتالوجا" يجب أن نسير عليه، وإنما هو رباطا مقدسا، يجب أن نكون جاهزين له، وهناك توافق كبير بين الطرفين، حتى يستمر، ولا ينتهى بالطلاق وتشرد الأطفال.
لا تعلم بعض السيدات وهن يطرحن هذه الأسئلة على الفتيات لاحراجهن، أن الزواج هو المشروع الأهم، الذي يجب عدم التعجل والتسرع فيه، يجب أن يكون قائما على التفاهم والتناغم والمحبة والود والاحترام، هو شيء لا يُباع ولا يُشترى، لا يُوهب ولا يُستعار، هو "محبة" تسيطر على القلوب، وروح واحدة تسكن جسدين.
إذا.. عزيزتي الفتاة لا تُبالي بأسئلة المحققة "شرلوك هولمز" وهي تسألك عن سر تأخرك في الزواج، وردي عليها بأسلوب واقعي، وذكريها أن الزواج "قسمة ونصيب" سيأتي في الوقت المناسب، وفرغي وقتك وطاقتك في العمل وممارسة الهوايات التي ترغبيها، وأعلمي أن دورك في الحياة ليس مقتصرا على الزواج فهناك أشياء أخرى يجب تحقيقها سواء تزوجتي أم تأخر مشروع الزواج، وهي النجاح وتحقيق الطموحات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة