"مافيش حاجة فى السكة؟!".. جملة يسمعها كثيراً، المتزوجون، خاصة الذين دخلوا "عِش الزوجية" حديثًا، فلا تمر سوى أشهر قليلة، وربما أياما على الزواج، وتبدأ هذه النوعية من الأسئلة تتكرر على مسامعهم، من هؤلاء المتطفلين، الذين لا يبالون بمشاعر الناس، يعشقون التدخل في حياة الغير، لا يعلمون أن التدخل فى شئون الآخرين فضول مزعج يقتل صاحبه.
هؤلاء "الحشريون" يحاصرون الناس بوابل من الأسئلة الفضولية التى لا تنتهى، عن "الإنجاب" ومواعيده، وكأنهم "موظفين في الصحة" مهمتهم تقييد المواليد، وربما لا يدرى هؤلاء الأشخاص أن الزوجين لا ينجبان أو توجد مشاكل طبية، أو تم تأجيل مشروع الإنجاب باتفاق، وغيرها من الأمور والخصوصيات التى يجب الحفاظ عليها واحترامها.
حديثو الزواج يجدون أنفسهم في مرمى هذه الأسئلة في كل مكان يتواجدون فيه، فيتم استنزافهم نفسيا وعصبيا، فهم ضحايا أشصاص يتصفون بالسذاجة التي تجعلهم يثرثرون كثيراً، ويخوضون فيما لا يعنيهم ويتكلمون بسبب أو دون سبب، فهم يمتلكون دوافع مكبوتة، ويشعرون بالفشل، والنقص فيحاولون فرض حاجتهم على الآخرين.
والبعض من هؤلاء "الحشريين" أصحاب الأسئلة المستفزة يعانون من وقت الفراغ، حيث إن معظم المتدخلين من الفاشلين والعاطلين عن العمل، ومن ثم يتغلبون على وقتهم بالنزعة الفضولية ومحاولة معرفة كل شيء عن الآخرين، فضلا عن انحدار مستواهم الأخلاقي والثقافي والديني، لا يعلمون أن من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعينه.
يجب مواجهة هؤلاء "المتطفلين" بقوة، وتعريفهم بالمساحات النفسية المسموح الدخول فيها، ووضع حدود ومساحات معينة في الكلام، وترسيخ مبدأ خصوصية الفرد، حتى نحافظ على السلام المجتمعي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة