حياة مليئة بالمحبة والمودة، عاشتها "مروة مصطفى"، مع زوجها "وائل"، الذي يكبرها بعدة سنوات، لكنها وجدت فيه قيم الاحترام والاحتواء، فصارت حياتهما سعيدة، لم يشاء القدر أن ينجبا، لكنه اعتبرها زوجته وابنته، حتى خطفه الموت منها، فقررت أن تشاركه تفاصيل حياتها اليومية حتى بعد وفاته.
بصوت ممزوج بالأسى، قالت "مروة": تزوجت منه زواجا تقليدًا، وعشت معه برفقة والدته بشقة واحدة، لكن مع مرور الوقت، بدأ التفاهم والانسجام يحدث بيننا، فقد اعتدنا أن نتحدث سويا عن تفاصيل يومنا، يعود من العمل فيحكي لي تفاصيل يومه، وأنا كذلك.
"كنا روح واحد في جسدين"، السيدة تكمل حديثها لـ"اليوم السابع"، مضيفة: "حياتنا كانت ترفرف عليها أجواء السعادة والمحبة، رغم أننا لم نرزق بأولاد، حاولنا أكثر من مرة بالعلاج، لكن القدر لم يكتب لنا الإنجاب، لكنه كل مرة كان يبوح لي بحبه، واعتباره لي بمثابة ابنته.
تلتقط السيدة أنفاسها وتكمل، قائلة: من شدة السعادة كنت أخاف، حتى خطفه الموت فجأة، وقتها شعرت أن الحزن فالق كبدي، فقد راحت روحي، وتملك الحزني مني، وأصبح يومي لا يكاد يمر دونه، فلمن أحكي تفاصيل يومي!، حتى اختمرت في ذهني فكرة الذهاب لقبره يوميا وكتابة تفاصيل يومي عليه، أحكي له ما حدث، وأستأذنه في الذهاب لأسرتي، وهكذا.
وأوضحت السيدة، أنها تشعر بتفريغ طاقتها في هذا الأمر، وأنها مهما فعلت فلن توفي حقه عليها، مؤكده أنها ستظل العمر كله تتذكره بكل خير، وتعيش على ذكرى أيامه الرائعة حتى تذهب إليه، في "جنات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر".