"أول مرة يكون لمصر قمر اتصالات خاص بها"....جملة بسيطة سمعناها بالأمس لكنها ليست جملة عادية نمر بأعيننا أو بأسماعنا عليها هكذا. علينا جميعا أن نتوقف أمام هذا الإنجاز الذى لا ينبغى أن يمر مرور الكرام والبسطاء والهادئين. انجاز يجب الاحتفال والاحتفال به. انجاز يضاف إلى قائمة المشروعات القومية الكبرى. فمصر الأن ومع اطلاق القمر الصناعى طيبة-1 تدشن عصرا جديدا بأيدى أبناءها من الخبراء والمتخصصين والفنيين هو عصر الفضاء وصناعة الأقمار الصناعية لمواكبة حلم التنمية الكبرى التى تجرى على أرض مصر الآن وسوف نجنى ثمارها فى المستقبل القريب جدا.
فى 22 نوفمبر من عام 2019 أعلنت مصر أنها بصدد اطلاق قمر صناعى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ضمن سلسلة أقمار " طيبة -سات " التى تعتزم اطلاقها وقد تحقق ذلك الآن وانطلق بنجاح القمر الصناعى الذى سيحدث نقلة نوعية فى قطاع الاتصالات والتكنولوجيا فى مصر والمنطقة ويصل العمر الافتراضى للقم الصناعى وفترة الخدمة 15 عاما وتتولى الحكومة المصرية عملية الإدارة والتحكم وتقدم الشركة الوطنية المصرية خدمة الاتصالات الفضائية للأغراض التجارية وهو ما أشار اليه الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس فى اطلاق خدمات القمر الصناعى المصرى من أحد مركزى الإدارة والتحكم، عبر تقنية الفيديو. فالرئيس قال "أول مرة يكون لمصر قمر اتصالات خاص بيها وده ما كنش موجود قبل كده.. الشغل اللى هنا فيه شغل تجارى ممكن يحقق موارد كويسة لتقديم الخدمات للقطاعات المدنية والمستثمرين والقطاع الخاص اللى يهمه باخد خدمة بهذا المستوى وبهذه الجودة".
وبالفعل فالقمر يساهم فى توفير خدمات الاتصالات للقطاعين الحكومى والتجارى، وتوفير خدمات الإنترنت عريض النطاق للأغراض التجارية، ويعمل على توفير شبكة موازية تعمل على دعم الشبكة الأرضية، فضلا عن توفير خدمات الاتصالات على المستوى الدولى فى دول حوض النيل وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، وكذلك توفير خدمات الاتصالات للقطاعين الحكومى والتجارى.
كما يتميز "طيبة 1" بالسرعات العالية وأزمنة التأخير الصغيرة جدا، حيث سيعزز الإتاحة المكانية والزمنية من خلال التغطية الكاملة لخدمة الاتصالات والإنترنت بنسبة 100% من خلال عمل الشبكة الأرضية وشبكة الاتصالات "الستالايت" معا، ولهذا فإن سلسلة أقمار "طيبة سات" أمر حتمى لتقوية التغطية مستقبلا مع زيادة الأحمال نتيجة للزيادة المطردة فى الاستخدام بجميع المجالات، مما يمكن من استيعاب الأعداد المتزايدة من مشتركى الخدمة.
علاوة على أن هذا القمر يوفر بنية تحتية للاتصالات والإنترنت للمناطق النائية، مما يساهم فى دفع عجلة التنمية، لما سيحدثه من سد الفجوة الرقمية بين المناطق الريفية والحضرية. ويساهم القمر ايضا فى حل أزمة نظام التابلت الذى قابل العديد من المشكلات، بسبب قلة سرعة الإنترنت ويساهم أيضا فى النهوض بقطاع البترول والطاقة وغيرها من القطاعات الحكومية، فضلا عن دعمه لكافة أجهزة الدولة فى مجال مكافحة الجريمة والإرهاب.
دعونا نقول بكل فخر أن القمر الصناعى المصرى "طيبة -1" يعنى أن مصر تدخل عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات بما يمثل طفرة نوعية كبيرة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووضع مصر فى المكانة التى تليق بها والتى تستحقها إقليمياً ودولياً. ودعما لجهود التنمية الشاملة والتى تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر وتحقيق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والصناعية والبشرية لتوفير حياة كريمة، من اجل تحقيق استراتيجية التنمية المستدامة لمصر 2030
نستطيع أن نقول أن التحكم فى القمر وادارته من داخل الدولة المصرية وتشغيله تجريبيا بأيدى مصرية خالصة يعنى أنه أصبح لدينا كوادر فنية قادرة على الصناعة ومؤهلة للتحكم فى الأٌقمار الصناعية.
مبروك لمصر هذا الإنجاز الكبير ومبروك للشعب المصرى فالقادم فضل بإذن الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة