رصدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، فى عددها الصادر اليوم الخميس، الأجواء داخل فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب-27"، الذى تستضيفه مصر حاليًا في شرم الشيخ، ومدى هيمنة الأزمة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا على مناقشات المؤتمر، خاصة وأنه أول مؤتمر لكوب يُعقد منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة (في سياق تقرير لها نشرته عبر موقعها الإلكتروني في هذا الشأن) أن وفد أوكرانيا في شرم الشيخ يتم استقباله حتى الآن بحفاوة كبيرة من جانب المُشاركين، كما أنها للمرة الأولى التي يكون فيها لأوكرانيا جناحًا خاصًا في المؤتمر السنوي فيما يأمل المندوبون الأوكرانيون أن يكون وجودهم ليس فقط بمثابة تذكير صارخ بالتكاليف البشرية للنزاع الحالي، ولكن أيضًا بعواقب اعتماد العالم على منتجي الوقود الأحفوري مثل روسيا.
وقالت الصحيفة: أن جناح أوكرانيا تميز باللون الرمادي؛ حيث أوضحت ألينا كونوفالتشينكو، 23 عامًا، وهي مديرة عمليات في الميثاق العالمي للأمم المتحدة في أوكرانيا:" أن هذا اللون يمثل حاليًا الحياة في أوكرانيا، فنحن بينما كنا في طريقنا للانتقال إلى الحياد المناخي وإلى الكثير من الابتكارات الجيدة الأخرى، جاءت الحرب وأوقفت جميع جهودنا في هذا الملف".
وقال أليكس ريابشين، الذي مثل أوكرانيا في مؤتمر الأطراف منذ عام 2015، في تصريح خاص لـ"واشنطن بوست": كثيرًا ما طُلب منا عدم تسييس المناقشات، لكن هذا العام أدان العشرات من قادة العالم العمليات الروسية، وهنا في شرم الشيخ عندما يرى الحاضرون أن العلم الأوكراني على سترتك، يأتي الناس ويعانقوننا.
وأضاف ريابشين: أن تكريس قادة العالم الوقت للتحدث عن الأزمة العسكرية في بلادنا في خطاباتهم خلال كوب-27 عزز معنويات الوفد الأوكراني، مشيرًا إلى كلمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمام المؤتمر والتي ألقاها عن بُعد من كييف يوم أمس الأول: إن القوات الروسية دمرت بالفعل خمسة ملايين فدان من الغابات، وعلينا إدراك حقيقة أنه لا يمكن أن تكون هناك سياسة مناخية فعالة في العالم بدون سلام.
وأبرزت "واشنطن بوست" في هذا الشأن: أن أزمة أوكرانيا أصبحت موضوعًا مشتركًا هنا في مناقشات شرم الشيخ التي تتطرق إلى مجموعة واسعة من الموضوعات العالمية بداية من الهجرة وانعدام الأمن الغذائي حتى تمويل المناخ، وقال أنطونيو فيتورينو، رئيس وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة:" إذا دخل العالم في ركود، مرتبط إلى حد كبير بالأزمة في أوكرانيا، فهذا الأمر سيمثل مشكلة للجميع، لأن الموارد المتاحة للتعامل مع تغير المناخ يمكن أن تتقلص بالفعل".
وتابعت الصحيفة الأمريكية أن مؤتمر العام الجاري يتزامن أيضًا مع فترة من القلق الشديد في أوروبا بشأن أزمة الطاقة المستمرة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث يكافح ملايين الأشخاص في أوروبا لتدفئة منازلهم. كما أنه في الشهر الماضي، كثفت روسيا هجماتها على البنية التحتية لمنشآت الطاقة في أوكرانيا ودمرت العديد من المؤسسات الرئيسية، بما في ذلك تلك التي تُشغل أنظمة التدفئة في البلاد.
وقال مسئولون غربيون حول هذا الأمر، إن حملة القصف تؤثر بشكل أساسي على المدنيين وتصل إلى حد جرائم الحرب ،فيما يخشى الزعماء الأوروبيون أيضًا أن تؤدي الهجمات إلى موجة جديدة من اللاجئين الأوكرانيين.
ومن جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، من شرم الشيخ: إن ما يحدث في أوكرانيا وارتفاع أسعار الطاقة في جميع أنحاء العالم ليست سببا للتباطؤ في مواجهة تغير المناخ بل أن الأمر يدعو للعمل بشكل أسرع، فيما وصف المستشار الألماني أولاف شولتز التحول إلى الطاقة المتجددة بأنه "ضرورة لسياسة الأمن".