التخطيط الجيد يساعدك في المستقبل على تلاشى كافة الأزمات والكوارث المتوقع حدوثها، فالتخطيط يجعلك تضع كافة السيناريوهات التي من الممكن أن تلجأ إليها وقت حدوث الأزمة، وهو ما نراه مطبق عمليا في رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، واستراتيجة مصر الوطنية لتغير المناخ 2050، والتي وضعتها الحكومة من أجل النهوض بمصر واقتصادها، وتلاشى كافة الأزمات والكوارث التي قد تحدث في المستقبل وخاصة أزمة تغير المناخ.
فمصر منذ عام 2014 وهى تسير بخطى ثابته نحو التغير الأفضل، والوصول لمصاف الدول المتقدمة، ويظهر ذلك جليا في المشروعات القومية التي نفذت وجارى تنفيذها خلال الـ 8 سنوات الماضية، ويأتي في مقدمة تلك المشروعات مشروع الإسكان الاجتماعي، والذى يعد المشروع الأكبر على مستوى العالم والذى يتضمن وحدات سكنية لمحدودي الدخل.
الحكومة فكرها تطور بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يجعلنا نسلم بالأمر بأن فكرها فاق في أوقتا كثيرة فكر المستمر والمطور ورجال الأعمال، فالأمر أصبح لا يقتصر على تنفيذ عمارات سكنية فحسب، بل تنفيذ مجتمع عمرانى متكامل، شامل كافة الخدمات التي يحتاجها المواطن، لتحقيق له حقه في السكن، وحقه ى سكن ادمى يتوافر به كافة الخدمات.
كما أن الأمر أصبح لا يقتصر أيضا على الخدمات بل وصل لدجة ما هو أبعد وهو كيفية الحفاظ على البيئة وترشيد استهلاك الطاقة، واستخدام وتسخير الطاقة الشمسية لتقليل استخدام الكهرباء، كما توصل مركز بحوث الإسكان والبناء لأكواد بناء جديدة تهدف إلى مواجهة التغير المناخي من خلال تنفيذ ما يسمى بمشروع الإسكان الأخضر، كنوع من التجربة تمهيدا لتعميمها والتي بدأت في مدينة حدائق ألعاصمة.
ولا شك أن مشروع الإسكان الأخضر يدعم الجهود الوطنية لمكافحة تغير المناخ، وهذا يشمل رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030 التي تسعى إلى تحسين مستويات معيشة المواطنين من خلال إتاحة مصادر المياه النظيفة والطاقة، كما يشمل استراتيجية مصر الوطنية لتغير المناخ 2050 التي تشجع على خفض الانبعاثات الضارة."
وللتعرف أكثر حول مشروع الإسكان الأخضر، فهو يعتمد نظام الهرم الأخضر لتقييم المباني ممارسات صديقة للمناخ في كل مراحل دورة حياة المباني، ففي مرحلة التخطيط، يتحدَّد موقع المبنى من خلال تقييم كيفية تحقيق أكبر قدر من التهوية في الوحدة، الأمر الذي يساعد على تحسين جودة الهواء الداخلي، والبيئة العامة داخل المباني، ويهدف هذا إلى ضمان ألا يكون المنزل شديد البرودة في الشتاء أو شديد الحرارة في الصيف، كما تتحدَّد أيضاً درجة الراحة الحرارية لشاغلي المبنى من خلال سماكة الجدران التي تبلغ تقريباً ضعفي مستواها في الوحدات السكنية الحالية.
ويسهم تقليل الحرارة داخل المباني أيضاً في تقليص اعتماد السكان على مكيفات الهواء والمراوح، ومن ثم توفير استخدام الطاقة.
وتتسم كل مواد البناء بأنها لا تؤثِّر بشكل سلبي على البيئة، وتستهلك أقل قدر ممكن من الطاقة، ويساعد هذا الأمر في تخفيف الضغوط المرتبطة بارتفاع مخصصات تكاليف الإنشاء على الموازنة الوطنية، وتخلو كل مواد التشطيب المستخدمة من المركبات العضوية المتطايرة، وهي مواد كيماوية ضارة تتحلل في الهواء، وتوجد غالباً في مواد تشطيب المباني.
ولعلك عزيزى القارىء، تعرف جيدا المبادرة التي أطلقتها وزارة الإسكان، حول مشروع الإسكان الأخضر، قبل انطلاق مؤتمر المناخ بفترة كبيرة، وتبنت تلك المبادرة، وتم تخصيص 25 ألف وحدة سكنية بمشروع الإسكان الاجتماعي لتنفيذ مشروع الإسكان الأخضر، فالإسكان الاخضر هو عبارة عن إسكان صديق للبيئة، يعمل على تقليل استهلاك الكهرباء، كما أن نمط الزراعة مختلف عن الزراعات العادية، وأيضا المواد البنائية المستخدمة فى تنفيذ مشروع الإسكان الأخضر مختلفة عن المواد التقليدية، وتم بدء تنفيذ 1000 وحدة سكنية فى مدينة بدر وجارى أعمال الإسناد فى مدن العبور والعاشر من رمضان.
وحول معايير الإسكان الأخضر، تؤكد مى عبد الحميد، رئيس صندوق الإسكان الاجتماعي ، أنه تتمثل في زراعة أوجه وأسطح العمارات، وتركيب خلايا طاقة شمسية أعلى كل عمارة، واستخدام منظومة المياه الرمادية، واستخدام مواد صديقة للبيئة في التشطيبات مثل استخدام المونة البيضاء بدلًا من المونة الإسمنتية.
وفى الختام، نؤكد أن كافة المشروعات الجارية والتي هدفها وضع مصر في المقدمة ومواجهة ظاهرة التغير المناخى، تأتى متواكبة مع توجيهات وتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، ضرورة تطبيق كافة المعايير الحديثة على مستوى العالم في بناء وتجهيز البنية الأساسية للمدن الجديدة والقائمة، حتى تصبح مدنا خضراء وصديقة للبيئة، وكذا ضرورة تبني سياسات متناسبة مع تغير المناخ في تخطيط المدن الجديدة للحد من تلوث الهواء وحماية البيئة، وتحقيق بيئة صحية خالية من التلوث للمواطنين المستفيدين من وحدات المبادرة الرئاسية سكن لكل المصريين، فالحمد لله الذى أكرم مصر بقيادة سياسية لديها رؤية حقيقية تجعل مصر دائما في المقدمة وتنظر لما هو أبعد لمواجهة ما قد يتعرض له العالم من أزمات وكوارث.