فى ظل الدعوة إلى أهمية الوعى فى بناء المجتمعات باعتباره سلاح مهم لمواجهة الظواهر السلبية، وفى إطار أهمية صحافة الحلول، نسلط الضوء فى مقالنا اليوم عن ظاهرة الجشع لدى بعض السائقين وفى المواصلات، خاصة أننا فى وقت يعانى العالم كله فيه من موجة ارتفاع للأسعار وبما أننا لسنا بمنأى عن ما يحدث، فمؤكد تأثرنا بالتداعيات السلبية، وطفح مثل هذه الأمور على السطح.
وظواهر الجشع كثيرة ومتعددة، لكن المتفق عليه أن كلها تحتاج إلى وعى ورقابة حاسمة لمواجهتها، ونموذجا ما يحدث من بعض السائقين فى مواقف السيارات، خاصة فى المراكز والمحافظات، فإن كانت أجهزة المحليات وإدارات المرور تبحث كثيرا لإيجاد حلول - وهذا صحيح - لكن ما زال الأمر يحتاج إلى جهود أكثر، سواء بالرقابة على المواقف بتواجد موظف بشكل ثابت فى مواقف المراكز ويراقب من قيادته فى الوحدة المحلية مع توجيه إدارات المتابعة وخاصة من ديوان عام المحافظة، بالتزامن أن يكون هناك تواجد مباشر من خلال شن حملات من قبل رجال المرور أو تمركز مرورى فى المواقف، وتطبيق القانون على كل من هو هو مخالف.
ورغم أهمية سلاح الرقابة، فهناك سلاح لا يقل أهمية ألا وهو سلاح الوعى، فلماذا لا يتم توجيه حملات توعوية إلى المواقف والجلوس مع السائقين وحثهم على أهمية التكاتف والانتماء وضرورة العودة إلى أخلاقنا الجميلة وقيمنا التى تدعونا إلى التخلى عن الاستغلال والجشع، بل أزيد القول أنه ربما يكون لدى السائقين مشكلات نحن لا نعرفها، فعند توجيه حملات توعية يتم معرفة هذه المشكلات ووضعها أمام المسؤولين المعنيين لحلها ويبقى كما يقولون .. ضربنا عصفورين بحجر ، وهذا الاقتراح تطبيقه سهل خاصة أن لدينا إدارات للوعى فى الجهاز الإدارى فضلا عن دور المؤسسات المجتمعية والاحزاب فى صناعة الوعى.
واستكمالا لهذا، نرى أيضا أنه يجب العمل على إيجاد حلول خارج الصندوق، مثل التواصل مع شركات النقل العام بتوجيه أتوبيسات أو من خلال عقد بروتوكولات مع المجتمع المدنى، أو عقد بروتوكولات تعاون مع أصحاب المدارس الخاصة، لأن لديهم سيارات وأتوبيسات من الممكن توجيه بعضها للمساهمة، لكن ونحن نتحدث عن هذا الاقتراح يجب مراعاة أن تتوفر الأتوبيسات الساعة السابعة صباحا وليست الساعة العاشرة صباحا، لأنه ذروة الزحام من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة التاسعة صباحا.
وهناك اقتراح آخر يخص المجتمع المدنى من خلال الجمعيات الأهلية، لأن عليهم مسؤولية اجتماعية، فمن الممكن أن يتبنوا مبادرات لتوفير أتوبيسات أو سيارات للمساهمة فى تقليل الزحام، وأعتقد أن مساعدة طالب على التعليم وتخفيف المعاناة عن البسطاء لا تقل أهمية عن المساعدة فى الأكل والشرب والملبس.
إذن.. نقول هذا ونحن نعلم أن القيادات التنفيذية تسعى جاهدة للحل، لكننا نتشارك الرأى لخدمة الصالح العام، وخاصة أن الشتاء يطرق الأبواب، ومع دخول الامتحانات بالجامعات تتفاقم مشكلة ازدحام المواصلات خاصة فى المحافظات.. حفظ الله مصرنا الغالية ..