رئة الأرض فى خطر.. إزالة غابات الأمازون تصل لأعلى مستوى منذ 15 عاما.. والحرائق تجاوزت 12 ألف حالة منذ بداية 2022.. وصعوبة فى صيد الأسماك بسبب الجفاف.. ورئيس كولومبيا: البشر ينقرضون خلال قرنين حال عدم حمايتها

السبت، 12 نوفمبر 2022 02:30 ص
رئة الأرض فى خطر.. إزالة غابات الأمازون تصل لأعلى مستوى منذ 15 عاما.. والحرائق تجاوزت 12 ألف حالة منذ بداية 2022.. وصعوبة فى صيد الأسماك بسبب الجفاف.. ورئيس كولومبيا: البشر ينقرضون خلال قرنين حال عدم حمايتها رئة الأرض فى خطر
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

تعتبر منطقة الأمازون التي يُطلق عليها "رئة الأرض" من أهم المناطق في العالم حيث أن بها أكبر تنوع بيولجى في العالم ، ولها أهمية كبيرة في الاستقرار البيئي العالمى، و تخزن الأمازون ما بين 90 و140 مليار طن من الكربون، وتساعد بذلك على استقرار المناخ العالمي.

وتمثل غابات الأمازون المطيرة وحدها 10٪ من إجمالي الكتلة الحيوية للكوكب. وفي المقابل فإن الغابات التي تمت إزالة شجرها ونباتها هي أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة. وإزالة الغابات من أجل تحويلها لأراض تستخدم للزراعة ينتج عنها إطلاق غازات دفيئة في الغلاف الجوي وتزعزع استقرار المناخ.

 

حرائق غابات الامازون

زادت حرائق الغابات في منطقة الأمازون، حيث تم الكشف عن 12906 حريقا منذ بداية العام الجارى، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 13٪ مقارنة بالأشهر السبعة الأولى من عام 2021.

وقال رومولو باتيستا، المتحدث باسم منطقة الأمازون في منظمة السلام الأخضر بالبرازيل: "هذه ليست سوى بداية صيف الأمازون ، الموسم الذي تقل فيه الأمطار والرطوبة ، حيث يتم للأسف إطلاق ممارسات حرق الغابات وحرائق الغابات الإجرامية"، حسبما قالت صحيفة انفوباي الأرجنتينية.

وأكد باتيستا أنه بالإضافة إلى تدمير التنوع البيولوجي، فإن الدخان الناتج عن الحرائق يؤثر أيضًا على صحة السكان المحليين، موضحًا أن الأشهر الأكثر تدميراً بالنسبة لحرائق الغابات في منطقة الأمازون عادة ما تكون شهري أغسطس وسبتمبر.

 

وأصدرت منظمة السلام الأخضر (Greenpeace) صورًا جوية لحرائق الغابات التي شوهدت الأسبوع الماضي خلال رحلة جوية فوق ولاية روندونيا شمال الأمازون.

 

إزالة غابات الأمازون

نشرت هيئة النقل والبيئة في منطقة الأمازون تقريرا يربط بين قطع الأشجار الهائل المتنامى في المنطقة والتقدم في محاصيل فول الصويا لتصنيع الوقود الحيوى في أوروبا، وهو ما جعل إزالة غابات الأمازون التي يطلق عليها رئة الأرض تصل لأعلى مستوى لها منذ 15 عاما.

وأشارت وكالة أوروبا بريس على موقعها الإلكترونى إلى أن الوقود الحيوى أو ما يٌطلق عليه الوقود "المستدام"، يرتبط بتوفير كميات هائلة من زيوت فول الصويا النباتية ويرتبط إنتاجها وثيقا بفقدان التنوع البيولوجى ومناطق الغابات الواسعة في جنوب الكرة الأرضية.

وفى عام 2021، سجل المعهد الوطنى لأبحاث الفضاء في البرازيل أعلى ذروة لإزالة الغابات في الـ 15 عاما الماضية، وهى زيادة تشكل جزءا من اتجاه تصاعدى أصبح فيه فقدان هكتارات الغابات منتشرا على نطاق واسع.

وأوضحت الصحيفة أن الوضع أكثر خطورة فى عشرات المجتمعات المنتشرة فى جميع أنحاء المنطقة المحيطة بتيفى، حيث تضررت حوالى 3500 أسرة، فقد جفت العديد من البحيرات والجداول، مما أدى إلى القضاء على الوصول إلى نهر الأمازون وبالتالى إلى المدن المجاورة، والتى تعمل كمراكز تجارية.

فى مجتمع ساو إستيفاو، أجل الصيادون صيد أسماك البيرارو، أكبر سمكة فى منطقة الأمازون، لأن القارب الذى ينقل ما يصطادونه إلى المدينة لا يمكنه الرسو. يستمر موسم الصيد القانونى حتى نهاية شهر نوفمبر.

وقال الصياد بيدرو كانيزيو دا سيلفا فى رسالة صوتية إذا لم يرتفع منسوب المياه قريبًا، فسيفقد المجتمع المكون من سبع عائلات مصدر دخل كبير.

 

وأشارت الوكالة إلى أن الاتجاه في معدلات إزالة الغابات يتسبب في عودة بعض المناطق الى سجلات التسعينات، وهذا ما تستخدمه الصناعات الزراعية التي تحتل الأرض وتؤسس مزارع جديدة، حيث تعتبر أوروبا السبب الرئيسى في مضاعفة الطلب على زيوت فول الصويا النباتية لتصنيع ما يسمى بالوقود الحيوى، لدرجة أنه من عام 2005 حتى الآن، ارتبط 40% من الزيادة في إزالة الغابات في الأمازون المرتبطة بفول الصويا ارتباطًا مباشرًا بالطلب على الوقود الحيوي في أوروبا.

في الأرقام الحالية، يتم استخدام 30% من فول الصويا الذي تجلبه القارة القديمة من الجانب الآخر من المحيط الأطلسي لتصنيع الوقود المصنف على أنه مستدام، علاوة على ذلك فإن 20% فقط من فول الصويا المزروع في منطقة الأمازون مخصص للاستهلاك المباشر، وبعبارة أخرى، فإن الجزء الأكبر من الإنتاج المرتبط بإزالة الغابات له علاقة بالطلب الأجنبي، سواء كان ذلك للوقود الحيوي أو لإنتاج الغذاء.

هذا هو السبب في أن مجموعات الحفظ الأوروبية تطالب المفوضية الأوروبية بتصنيف فول الصويا على أنه مادة خام عالية الخطورة لإزالة الغابات، بالإضافة إلى حظر باقي محاصيل الخضر المخصصة لتصنيع الوقود الحيوي، وبهذه الطريقة، فإن الغرض منه هو منع ترجمة حق نقض فول الصويا إلى زيادة فى الأعمال التجارية الزراعية الأخرى المرتبطة بقطع الأشجار على نطاق واسع.

 

تحذيرات كولومبية

وحذر رئيس كولومبيا جوستافو بيترو من عدم حماية غابات الأمازون التي تعد "رئة الأرض"، مشيرا إلى أن هناك احتمال انقراض الجنس البشرى في غضون قرن أو قرنين بسبب التأثيرات السلبية على الصحة التى ستحدثها أزمة المناخ.

وأكد الرئيس بيترو في خطابه الافتتاحى في ساحة بوليفار على التغييرات التي التزم بها قبل وصوله للمنصب، والتى منها تحسين البلاد ونوعية حياة الكولومبيين، حسبما قالت صحيفة "نيوبو سيجلو" الكولومبية .

ويطلب بيترو من الدول الغنية والشركات متعددة الجنسيات دفع أموال للفلاحين لحماية غابة الأمازون وإعادة المناطق التي أزيلت منها الأشجار، مشيرا إلى أنه سيقدم هذا العرض مبادرة طلب الدول الغنية دفع أموال من أجل حماية غابات الامازون خلال مؤتمر كوب 27 في مصر.

وقال بيترو، خلال زيارته مدرسة للسكان الأصليين في ليتيسيا: "نحتاج إلى إنشاء صندوق مالي بنحو 500 مليون دولار سنوياً، بشكل دائم ولمدة عشرين عاماً، لتتمكن الشركات الكبرى في العالم وأغنى الحكومات، إذا كانت تريد فعلاً دفع مكافحة تبدل المناخ قدماً، من تمويلنا إما عن طريق أرصدة الكربون أو عبر مساهمات مباشرة".

وأضاف أنه "لن يكون هناك مستقبل إلا إذا وازننا بين حياتنا واقتصاد العالم كله والطبيعة، وأعلن العلم عن احتمال انقراض الجنس البشري في غضون قرن أو قرنين فقط من الزمان بسبب التأثيرات على الصحة التي ستحدثها أزمة المناخ، أظهر فيروس كورونا للبشرية جمعاء التنبيه الحى والحقيقي لهذا الاحتمال.

وشدد بيترو على أن هذا هو السبب في أنه من كولومبيا هذه ، "نطلب من العالم العمل وليس النفاق"، وأكد أننا "على استعداد للانتقال إلى اقتصاد خالٍ من الفحم والنفط ، لكننا لا نفعل الكثير لمساعدة البشرية فى ذلك".

وأشار بيترو إلى أن غابة الأمازون هي إحدى ركائز التوازن المناخي والحياة على كوكب الأرض، هل سنترك تلك الغابة تُدمر لتصل إلى نقطة اللاعودة في انقراض البشرية؟ أم أننا سننقذها مع البشرية نفسها التي تريد الاستمرار فى العيش على هذه الأرض؟".

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة