فى مصر تقترب الأحزاب السياسية من الـ100، لكل حزب برنامجه وأفكاره وأشخاصه ومنهجيته فى تشريح وتفسير الواقع المصرى وتقديم البدائل، وطرح الأفكار، كما أن لكل حزب سياسى تجمع مواطنين يتقاسمون نفس الأفكار ويجتمعون لغرض وضع مشروع سياسى مشترك حيز التنفيذ للوصول بوسائل ديمقراطية مشروعة وسلمية إلى ممارسة السلطات والمسئوليات فى قيادة الشؤون العمومية.
وتتنوع الأيديولوجيات السياسية للأحزاب ما بين ليبرالية وديمقراطية واشتراكية واجتماعية، وبالمناسبة جميع أيديولوجيات أحزابنا المصرية مستمدة من الخارج وليست منبثقة من عمق الهوية المصرية الوطنية، لكن ليس هذا حديثنا، والهيكل الإدارى للأحزاب السياسية متقاربة بعضها لبعض سواء من رئاسة حزب ومجلس رئاسى وهيئة عليا وأمانات بالمحافظات ولجان متنوعة وأخيرا أعضاء الحزب.
ودائما تتحدث الأحزاب بشأن برامجها سواء على نوعية الانتخابات وطريقة إجرائها أو رؤيتها فى شئون الخارجية، لكن حديثا عن الملف البيئى حديث العهد بالسياسة، ولذلك تجد أمناء لجان المرأة، والتنظيم، والاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها من أشهر اللجان داخل الحزب الواحد أو الأحزاب عامة، لكنا لم نر أو نشاهد فعاليات للأحزاب عن "التغيرات المناخية".
فهل ستنمى الأحزاب الفترة المقبلة خطواتها فى ملف التغيرات المناخية؟ هل ستشكل لجانا خاصة بهذا الملف أم تكتفى بوجود اسم لجنة للبيئة داخل الحزب لا تهش أو تنش؟ هل سوف تعيد الأحزاب السياسية المصرية رؤيتها بشأن التغيرات المناخية وتجعلها من الأولويات فى الفعاليات والندوات والمؤتمرات؟ هل ستضع الأحزاب السياسية على عاتقها تبسيط ملف المتغيرات المناخية لأعضائها ثم للمواطنين والجماهير؟. كل هذه التساؤلات وغيرها سوف نجيب عنها الأيام المقبلة.