بعد 18 سنة إقامة داخل المطار.. شارل ديجول يكتب سطر النهاية فى حياة اللاجئ مهران ناصرى.. تضارب فى الإجراءات والمستندات وراء المأساة.. مسئول ملاحى: ألهم صناع فيلم the terminal ولم يكن يعانى أزمات مادية

الأحد، 13 نوفمبر 2022 05:30 م
بعد 18 سنة إقامة داخل المطار.. شارل ديجول يكتب سطر النهاية فى حياة اللاجئ مهران ناصرى.. تضارب فى الإجراءات والمستندات وراء المأساة.. مسئول ملاحى: ألهم صناع فيلم the terminal ولم يكن يعانى أزمات مادية مهران كريمى ناصرى
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نوبة قلبية أسدلت الستار على قصة درامية ألهمت الكثيرين على مدار 18 عاما، رويت عنها الحكايات وكتبت منها سيناريوهات الأفلام، فالرجل الذى ألهم توم هانكس عام 2004 في فيلم "ذا تيرمينال"، أصيب بنوبة قلبية، تم استدعاء على أثرها خدمات الطوارئ لمساعدته، لكنها لم تستطع إنقاذه، ليعلن مطار شارل ديجول  وفاة  مهران كريمي ناصري، الذي عاش فيه من عام 1988 حتى عام 2006.
 
وعاش مهران كريمي ناصري في المبنى رقم 1 بالمطار من عام 1988 حتى عام 2006، بسبب مأزق قانوني متعلق بأوراق الإقامة، واتخذ من منطقة صغيرة من مطار رويسي شارل ديجول بيتا له في عام 1988.
 
بدأت رحلته في عام 1974، عندما ذهب بحثا عن والدته في لندن،  فبعد وفاة والده، أخبره أقاربه أن والدته الحقيقية هي في الواقع ممرضة سويدية عملت في "شركة النفط الأنجلو فارسية" في لندن، فدرس الاقتصاد، وشارك في الاحتجاجات ضد السلطات الإيرانية، التي حرمته من جنسيتها وطردته من البلاد.
 
وما بين عامي 1977 ـــ 1981، حاول الحصول على اللجوء السياسي في ست دول، إلى أن حصل أخيرا على وضع اللاجئ في بلجيكا،  وبعد عمله في مكتبة لمدة ست سنوات، قرر الانتقال إلى المملكة المتحدة، التي سافر اليها بالطائرة مع توقف في باريس،  وفي العاصمة الفرنسية سًرقت منه حقيبة الوثائق، وعندما وصل إلى لندن بدون وثائق أعيد إلى فرنسا.
 
ومنذ 26 أغسطس 1988، عاش في مطار شارل ديجول، وعمل في وظائف عديدة بالقرب من المطار وأصبح يعرف باسم السير ألفريد.
 
وبوصوله إلى فرنسا بشكل قانوني، لم يتمكنوا من طرده، وفي الوقت نفسه كان من المستحيل السماح له بدخول البلاد بدون وثائق،  ولم يتمكن محاميه من استخراج تصريح إقامة له في فرنسا إلا في عام 1999، لكنه رفض التوقيع عليه لأن فيه إشارة إلى أنه مواطن إيراني، و بعد ذلك، عاش في المطار حتى عام 2006، ثم احتاج لدخول المستشفى وتم نقله خارج حدود المطار.
 
وعاش الرجل الإيراني على مقعد في المطار، محاطاً بعربات تحتوي على ممتلكاته المتراكمة، أمضى أيامه يكتب عن حياته في دفتر ملاحظاته ويقرأ الكتب والصحف.
 
وجذبت قصته انتباه وسائل الإعلام الدولية ولفتت انتباه الممثل والمخرج ستيفن سبيلبررج، الذي أخرج فيلم The Terminal، بطولة هانكس وكاثرين زيتا جونز.
 
وبعد عرض الفيلم، توافد الصحفيون للتحدث مع الرجل الذي كان مصدر إلهام لفيلم هوليود،  وفي وقت من الأوقات، كان ناصري، الذي أطلق على نفسه اسم "السير ألفريد"، يعطي ست مقابلات في اليوم، حسبما ذكرت صحيفة لو باريزيان.
 
 وقال مسؤول في المطار لوكالة فرانس برس إن ناصري حصل في نهاية المطاف على حق العيش في فرنسا، لكن انتهى به الأمر بالعودة إلى المطار قبل أسابيع قليلة، حيث توفي لأسباب طبيعية ،  وأضاف  أنه تم العثور على عدة آلاف من العملة الأوروبية "اليورو" في حوزته.
 
وأوضح المصدر أن كريمي ناصري، بخلاف الشخصية المستوحاة في فيلم "تيرمينال"، لم يكن حبيس جدران المطار، وكان بمقدوره  الخروج بأمان، لأنه كان يتمتع بوضعية لاجئ، وتصريح إقامة في فرنسا، ولم يتم حبسه أبدا في منطقة الصعود للرحلات الجوية، بخلاف الانطباع السائد بعد مشاهدة الفيلم، وكان بإمكانه الذهاب إلى أي مكان يريد، كما أنه لم يُترك وحيدا لمعاناته، فقد اعتنى به ممثلو خدمات المطار".
 
 
 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة