تعتبر أمريكا اللاتينية من المناطق التى شهدت انتشارا كبيرا فى استخدام العملات المشفرة وخاصة، البتكوين، كما أنها معروفة بأنها محور لصناعة العملات المشفرة بأكملها، فبسبب السياسات النقدية الفاشلة، والعديد من القضايا الاجتماعية توجهت الأنظار إلى العملات المشفرة للوصول إلى أصول ملاذ آمن أكثر استقرارا، ولكن ليس فى جميع دول أمريكا اللاتينية، فهناك دول حققت فيها نجاحا كبيرا.
فى عام واحد فقط، انخفض سعر البيتكوين بنسبة 77٪، من 69000 دولار إلى ما يزيد قليلاً عن 16500 دولار، بصفتها مرجعًا رائدًا ومرجعًا رئيسيًا للعملات المشفرة، ورغم ذلك فإن أمريكا اللاتينية مستمرة فى رهانها على العملات المشفرة، بصفتها الحل الأمثل للخروج من أزمة التضخم التى تواجه القارة.
ووفقا لدراسة أجرتها مؤسسة blockchain، Chainalysis، فقد أبلغت أمريكا اللاتينية عن نمو بنسبة 40% فى حجم المعاملات التى تتم باستخدام العملات المشفرة، وذلك على الرغم من الخسائر المتكررة التى تلاحق العملات المشفرة وخاصة البيتكوين، وبالتالى فإن أمريكا اللاتينية تعتبر سوق التشفير الأسرع نموا فى العالم.
وانخفضت سعر البيتكوين مرة آخرى إلى ما دون 2000 دولار وسط مخاوف من سوق العملات المشفرة حيث انخفض سعر البيتكوين ما يقرب من 5 ٪ وتحوم الآن حول علامة 19850 دولارًا فى البورصات العالمية.
وفى هذا السياق، تتخذ البنوك المركزية والسلطات فى المنطقة إجراءات لمكافحة التضخم، فيما يعبر المواطنون عن قلقهم، حيث أبدت سلطات وخبراء ومواطنو دول مثل كولومبيا والمكسيك وفنزويلا مخاوفهم بشأن الآثار الناجمة عن دوامة التضخم. ظاهرة تؤثر حاليًا على جزء كبير من دول العالم.
وتأتى السلفادور فى قائمة الدول التى تستمر فى رهانها المحفوف بالمخاطر حول استخدام العملات المشفرة، وذلك رغم تعرضها لخسائر فادحة، فقد تكبد الاقتصاد السلفادورى 67 مليون دولار.
وأشارت صحيفة كريبتو نوتثياس الإسبانية إلى أنه بعد هبوط العملة المشفرة نحو الـ 15 ألف دولار قبل أن تقلص من خسائرها وترتد إلى 16710 دولارات فى الوقت الحالى هبوطًا بـ 7.01%، فيما قلصت الإيثريوم هى الأخرى خسائرها بشكل طفيف لتعود أعلى مستويات الـ 1200 دولارًا وبالتحديد عند 1221.77 دولارًا هبوطًا بـ 1.48% فى الـ 24 ساعة الأخيرة.
وأعلنت بورصة العملات المشفرة أن السلفادور خسرت حتى الآن الكثير من استثماراتها، ومنذ 7 سبتمبر 2021، عندما أصبحت عملة البيتكوين مناقصة قانونية، استثمرت حكومة بوكيلى أكثر من 107 ملايين دولار لشراء 2381 بيتكوين فى أوقات مختلفة بمتوسط 45000 دولار، ومع القيمة الحالية لعملة البيتكوين، انخفض استثمار السلفادور بما يزيد قليلاً عن 67 مليون دولار، وفقًا للمعلومات الموجودة على الموقع.
أما فى الأرجنتين، فقد ركزت السلطات الأرجنتينية لعدة أشهر على مزارع تعدين البيتكوين، وانتهت العمليات بمداهمة ومصادرة معدات مما يوحى بان النشاط غير قانونى، وأوضح المحامى فرناندو برانسيفورتى، المتخصص فى العلاقات التجارية والقانونية فى مجال العملات المشفرة أن التعدين منظم فى الأرجنتين، وأوضح فى تصريحاته بالتفصيل ما هى القوانين والأنظمة التى تنظم النشاط.
وأوضح وزير المالية الكولومبى، خوسيه أنطونيو أوكامبو، الأسباب التى أدت برأيه إلى وصول البيزو الكولومبى إلى أدنى سعر تاريخى له مقابل الدولار الأمريكي، هذا، بعد أن شهدت العملة انخفاضًا بأكثر من رقمين خلال الأسبوع.
وتضاعف عدد مستثمرى العملات المشفرة فى البرازيل خلال الربع الثالث للعام الحالى 2022، وذلك حسب بيانات الإيرادات الفيدرالية، حيث أغلق شهر سبتمبر بإعلان حوالى ى1.5 من دافعى الضرائب مشاركتهم فى معاملات الأصول الرقمية، مقارنة بـ 800 الف تم الإبلاغ عنها فى الربع الثانى.
وفى اتجاه مماثل فقد تضاعف عدد الشركات التى تستثمر العملات المشفرة فى البرازيل خلال العام الماضى، كما أن البرازيل أغلقت الربع الثالث من العام الجارى بزيادة عدد مستثمرى الشركات بنسبة 20 % عن الربع الذى سبقه حيث وصل 11.797 شركة.
وبسبب نموها السريع فى البرازيل، فمن المتوقع أن يتم الموافقة على تداول الأصول الرقمية فى ظل حكومة الرئيس البرازيلى الجديد لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، بحلول نهاية العام المقبل.
فى الآونة الأخيرة توسعت شركة بيتسو فى كولومبيا وأعلنت خدمات التحويلات المالية فى البلاد باستخدم البيتكوين مع اطلاق حسابات مستقرة لتوليد عوائد الاستثمار كجزء من استيراتيجيتها لجذب العملاء من دول مثل الارجنتين التى تكافح حاليا مستويات عالية من التضخم وانخفاض فى قيمتها.
وفى السياق نفسه أعلنت بورصة ميركادو وبيتكوين أعلنت مؤخرا عن نيتها توسيع خدمتها فى المكسيك لتعزيزها فى أمريكا اللاتينية.
