علام عبد الغفار

سلطان المقارئ .. فى حب العزيز "السيد سعيد"

الأربعاء، 16 نوفمبر 2022 03:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار أكثر من نصف قرن من الزمان، يبقى صوته يصدح بالقرآن الكريم في النجوع والقرى والمدن ومحافظات مصر، بل وصل صوته من دولة لأخرى حتى أصبح سلطان المقارئ المصرية والعربية ، بمجرد ذكر سورة يوسف تجد نفسك تلقائيا تسرح فى عالمه الخاص، وصوته الندى العاشق لكتاب الله.

نعود بالزمان لمنتصف التسعينيات كان حديث المصريين بشكل عام والعاشقين للاستماع لقراء القرآن الكريم بشكل خاص، هو من أين نقتنى شريط كاسيت لتلاوة من سورة يوسف للقارئ الشيخ السيد سعيد، والذى حقق مبيعات كثيرة فى ذلك الوقت، حيث يرى البعض أنه السبب الحقيقى وراء شهرة الشيخ السيد سعيد أو سلطان القراء، كما يطلق عليه، الذى ولد عام 1943، فى قرية "ميت مرجا سلسيل" التابعة لمركز الجمالية فى محافظة الدقهلية، لأسرة فقيرة لها 9 أبناء، 4 من البنات و5 من الذكور، وكان أصغر الذكور، ووهبه الله ملكة الحفظ منذ كان صغيرًا حتى أتمه في عمر الـ7 سنوات، فشجعه والده على حفظ القرآن بعدما اكتشف أن صوته جميل فى التلاوة.

العزيز الشيخ السيد سعيد أحد أعلام دولة التلاوة المصرية الذى حقق شهرة واسعة محليا وعالميا بسبب طريقته الخاصة وإتقانه للقرآن الكريم، علاوة على مبادئه التي تمسك بها منذ صغره ولم يستغن أو يتنازل عنها يوما من الأيام، ليعطى درسا للأجيال التي عاصرته والأجيال القادمة، أن قارئ القرآن عليه الالتزام بآداب التلاوة وعدم المغالاة فى الأجر واحترام "عمة" القراءة لأن لها احترام كبير خارج وداخل مصر.

ستبقى مكانة وشهرة سلطان المقارئ في قلوب المصريين وكل محبيه من مختلف دول العالم، والتي كشف سرها قائلا عنها "لجنة الاستماع للقراء كان بها الشيخ محمود حافظ برانق - رحمة الله عليه - جلس معى ليستمع، وكنت أتمنى أن أسجل سورة يوسف بطريقتى الخاصة، وراجعت معه وسألته هل يوجد أخطاء؟ وأكد عدم وجود أى أخطاء، فطلبت منه أن أسجل بطريقتى الخاصة وسجلته وكانت سبب الشهرة".

لا شك كان وما زال الشيخ السيد سعيد، خير سفير لدولة التلاوة المصرية فى عدد من دول العالم منها دولة الإمارات وكذلك لبنان وإيران والسعودية وجنوب أفريقيا وعمان وباكستان وغيرها، كان شعاره خلال أكثر من 60 عاما من التلاوة عدم الحصول على أجر فى بادئ الأمر، وحتى بعدما بدأ يحصل على أجر لم يشترط يوما أجرا بعينه.

الشيخ السيد سعيد كان خير سفير للكتاتيب المصرية التي خرجت ملايين من الحاملين لكتاب الله ، بعدما حفظه على يد الشيخ عبد المحمود عثمان فى كتاب القرية، وهذه الكتاتيب هى التى تخرج فيها أفضل القراء، لأنها كانت تبنى عقولهم أيضًا، وعندما بلغ التاسعة من عمره كان يقرأ القرآن فى المساجد، وهنا دعوة لضرورة التوسع والانتشار والمراقبة لهذه الكتاتيب من جديد تحت راية وزارة الأوقاف تحت يخرج لنا مليون قارئ على غرار "سلطان المقارئ".

يبقى ما قاله الشيخ السيد سعيد: "اقرأ القرآن حبًا فى القراءة ذاتها، لذا لا يهمنى مقدار المال الذى أتقاضاه، لأن الله يقول: «وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِى ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّاىَ فَاتَّقُونِ» .. أكره من يتخذ قراءة القرآن حرفة ويتعامل معها بنظام السمسرة"، دستورا عمليا لكل قارئ قرآن في الوقت الحالى، حتى يسير على دربه.

قراء مصر العظام في الوقت الحالى حجاج هنداوى وممدوح عامر وطه النعمانى ومحمود كشك الأقرب إلى قلب سلطان المقارئ، وغيرهم من عملاقة دولة التلاوة الحديثة، عليهم دور كبير في تمثيل مصر في المحافل الدولية ليكونوا خير سفراء لنا في الخارج.

في النهاية رسالة للدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية .. جاء الوقت لتكريم عالمنا الجليل البالغ من العمر 79 عاما ، ليس بمنحه درعا وتشريف محافظته له، بل تكريما يليق بمكانته لدى المصريين خاصة والمسلمين عامة، كإطلاق اسمه على أحد الشوارع والميادين والمدارس والمساجد الكبرى بمحافظة الدقهلية على غرار كبار المشاهير في الرياضة والفن والسياسة، لأنه يستحق منا أكثر من ذلك.

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة