كثيرا من آمال قارتنا الأفريقية معلقة على قمة المناخ، من خلال الجهود الدولية التى تسعى مصر لحشدها خلال رئاستها لأعمال وفعاليات المناخ التى تمتد لعام كامل، انطلقت مع انعقاد الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ.. وحول ما تواجهه القارة الأفريقية من تحديات ودور مصر فى تمثيل القارة وطرح معاناتها وعلى طاولة النقاش الدولى ..التقى "اليوم السابع" وزير التنمية الزراعية والأمن الغذائى البوتسوانى فيديليس مولاو، الذى وصف استضافة مصر قمة المناخ بأنها تمثيل مهم لأفريقيا ككل وطرح قضاياها المتعلقة بحجم التأثيرات الناجمة عن التغيرات المناخية، أن مصر المدافع الأول عن حقوق أفريقيا.
أضاف مولاو، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" خلال مشاركته بقمة المناخ المنعقدة فى شرم الشيخ، نحن نواجه مخاطر على بيئتنا وعلى قطاع الزراعة لدينا وفى الوقت نفسه ليس لدينا مصادر تمويل للتحول إلى الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة، لذا أفريقيا تواجه معضلة حقا، ونعلق الآمال على مصر كممثل لقارتنا من خلال رئاستها لقمة المناخ الحالية.
نحن كحكومات أفريقية نبذل قصارى جهودنا لمحاولة التكيف المناخى، والتحول للطاقة النظيفة ولكن تواجهنا معضلة التمويل، وأعتقد أنه ليس من السهولة توفير الأموال المطلوبة للعالم خاصة الدول النامية فى هذا الشأن وهى 100مليون دولار سنويا.
أضاف وزير الزراعة فى تصريحاته، أن cop27، فرصة أن يجتمع صناع السياسات ورؤساء الحكومات مع ممثلى مؤسسات التمويل الدولية وأيضا القطاع الخاص، لبحث مصادر التمويل اللازمة.
وحول دعوات الرئيس عبدالفتاح السيسى التى أطلقها خلال قمة المناخ بضرورة وقف الحرب الروسية الأوكرانية، قال الوزير: بالتأكيد نحن نؤيد وندعم تلك الدعوات فالعالم جميعا دفع ثمن تلك الحرب، خاصة ما نتج عنها من ارتفاع غير مسبوق لأسعار الطاقة، وشح الغذاء، وتشريد أسر بكاملها، ولا نعلم إلى أى مدى ستصل تأثيرات تلك الحرب إذا استمرت، أن النتائج مروعة.
وأضاف: إذا تحدثنا عن أهمية انعقاد مؤتمر المناخ، فهى تأتى من منطلق الظروف والتحديات التى يعقد فى ظلها، لدينا ارتفاع متزايد فى حرارة الأرض بينما مناطق أفريقية أخرى تعانى السيول وأخرى تواجه الجفاف، إنها تقلبات مناخية غير مسبوقة، فى ظل نقص التمويل والفقر وأدوات التكنولوجيا المتطورة الذى تواجهه البلدان الأفريقية على وجه الخصوص، ولا يزال العالم لم يتخلص كلية من تبعات التى تركتها جائحة كورونا، والتضخم والتحديات الاقتصادية، فى ظل ذلك تأتى جهود مصر لتقود العالم نحو أفعال حقيقية توقف العبث بالمناخ والأرض، وتطالب بحماية كوكبنا والحيوانات والطبيعة، فأى خلل بحلقة من تلك الحلقات تؤدى بنا لخلل فى المناخ .
وتابع مولاو، فى حديثه لـ"اليوم السابع"، قائلا لم يعد هناك وقت للكلام علينا بالتنفيذ والدخول فى خطط على الأرض، من خلال تحالف الجهود الدولية، وأن تفى الدول العظمى الكبرى بتعهداتها تجاه الدول النامية، كى نوقف دمار الأرض والمحاصيل وبالتالى شح الأغذية، لن تستطيع دولة القيام بحلول بمفردها، هنا يتحتم التعاون من أجل إنقاذ كوكبنا .
وعن الخطوات التى قامت بها مصر فى مجال الانتقال للطاقة النظيفة، قال مولاو، لقد قطعت جزءا كبيرا فى الاجاه الصحيح، مصر تسير بجدية فى مشروعات الهيدروجين الأخضر والاعتماد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية كبدائل للوقود الأحفورى، وهى بذلك تقدم نموذجا يحتذى بالنسبة للدول الأفريقية بشأن مواجهة التغيرات المناخية.
وبالنسبة للتعاون بين مصر وبوتسوانا، قال هناك عدة مشروعات للتعاون مع مصر فى قطاع الزراعة سيجرى بحثها خلال الفترة المقبلة، فمصر رائدة فى هذا المجال وبالتأكيد نحرص على توسعة التعاون معها .
واستضافت مصر قمة المناخ cop27 بشرم الشيخ، بداية من ال 6 من نوفمبر الجارى، والتى تعتبر أكبر وأهم قمة على مستوى العالم، لمناقشة مصير كوكب الأرض وإنقاذه من التدهور والانهيار، ليعود دور مصر الرائد والتاريخى فى تنظيم مؤتمرا يعول عليه العالم كثيرا فى إنقاذ البشرية من آثار التغير المناخى المدمرة، والمساهمة فى إنقاذ البشرية.
ويشهد مؤتمر الأطراف cop27 مشاركة دولية واسعة من مختلف أنحاء العالم، حيث يشارك أكثر من 120 من قادة الدول، وبحضور ممثلين من نحو 197 دولة، بما يقارب 40 ألف مشارك من أنحاء العالم، وعشرات المنظمات الدولية والإقليمية، للمشاركة فى المفاوضات السنوية بشأن تغير المناخ، بهدف مناقشة المضى قدما فى الحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية والتكيف مع تداعياتها، كما تحظى القمة بتغطية إعلامية عالمية مكثفة بتواجد أكثر من 3000 إعلامى يتابعون فعاليات القمة بكل لغات العالم.
وتسعى مصر، التى عززت خلال السنوات الماضية خططها نحو التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ باعتباره يشكل تهديدا وجوديا، على تهيئة الأجواء لحث جميع الأطراف على تعزيز الثقة المتبادلة والتى يمكن من خلالها تحقيق النتائج التى تتطلع إليها الشعوب فيما يتعلق بمواجهة أزمة تغير المناخ وتفادى كوارثها المدمرة.
ويهتم مؤتمر cop27 بتعزيز البعدين الإقليمى والمحلى للعمل المُناخى من خلال مبادرتين غير مسبوقتين، وهى مبادرة المنتديات الإقليمية الخمسة التى تمت بالتنسيق مع الأمم المتحدة وأسفرت عن نحو 400 مشروع إقليمى على مستوى العالم، حيث سيتم عرض 60 منها خلال مؤتمر شرم الشيخ لبدء التنفيذ الفعلى لها، ومبادرة المشروعات الخضراء الذكية التى أطلقتها الحكومة المصرية، وسيتم عرض نتائجها خلال المؤتمر كنموذج لتوطين العمل التنموى والمُناخي.