قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية، إن نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب الأمريكى التى أعلنت تخليها عن قيادة الديمقراطيين بالمجلس بعد أكثر من عقدين على توليها هذا الدور، هى أقوى امرأة فى السياسة الأمريكية، وواحدة من أكثر القادة التشريعيين أهمية فى الولايات المتحدة حيث عاصرت أوقات الحرب والاضطراب المالى والوباء والهجوم على الديمقراطية.
والآن، وبعد أن بلغت من العمر 82 عاما وفى ظل ما تواجهه من خسارة سياسية وصدمة شخصية، إثر الاعتداء على زوجها فى منزلهما، أعلنت نانسى أنها لن تسعى لدور قيادى للديمقراطيين فى الكونجرس الجديد الذى ينعقد فى يناير المقبل، عندما يكون للجمهوريين السيطرة على مجلس النواب.
وفى حديثها للصحفيين الخميس، قالت بيلوسى إنها لم تفكر أبدا فى أنها ستتحول من ربة منزل إلى رئيسة لمجلس النواب. وحول مستقبلها، قالت بيلوسى التى ستظل محتفظة بمقعدها فى مجلس النواب، إنها تحب أن ترقص وأن تغنى، وهناك حياة خارج الكابيتول.
وتقول أسوشيتدبرس أن بيلوسى ورغم أنها شخصية مثيرة للانقسام ومقاتلة، لكنها أجرت مساومات مع الجمهوريين حول تشريعات تاريخية. وأجرت بيلوسى عمليات تصويت مست حياة الأمريكيين بطرق عديدة، منها ما يتعلق بكيفية حصول الملايين على الرعاية الصحية وحالة الطرق وتخفيف أعباء الديون على الطلاب، والحد الأدنى للأجور والتقدم فى مكافحة تغير المناخ الذى استغرق أكثر من 10 سنوات ليؤتى ثماره.
ويقول نيوت جنريتش، الجمهورى المحافظ الذى تولى من قبل منصب رئيس مجلس النواب ووصف نفسه بالحزبى المحافظ الذى يعتقد أن أغلب مواقفها مجنونة، أن بيلوسى لديها مسيرة رائعة. وأضاف أنها كانت مهيمنة تماما وهى واحدة من أقوى من ترأس مجلس النوب فى التاريخ ولديها انضباط ومثابرة هائلة.
وقال فرانسيس لى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة برنستون، إنه لا شك فى أن بيلوسى كانت زعيمة تشريعية عظيمة حقا، ومن بين عدد قليل من القادة الحقيقيية. وجعلت حزبها مسيطرا على مجلس النواب، ولا ينغى التقليل من صعوبة إدارته. ولم تبدو جميلة دائما لكنها حافظت على وحدة الحزب.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة ذا هيل أن قرار بيلوسى بالتنحى عن قيادة مجلس النواب فى الدورة القادمة يمثل لحظة فاصلة فى السياسات الأمريكية، وأحدث هزات عبر الكونجرس الذى قادت فيها حزبها على مدار عقدين.
وأوضحت الصحيفة أن هذا القرار يحمل تداعيات واسعة على أعمال الكابيتول، حيث يعد يتمهيد الطريق لجيل أصغر من القادة الديمقراطيين الذين سيتولون زمام الأمور مع الجمهوريين الذين سيسيطرون على مجلس النواب، مع تغيير صورة الحزب بعد 20 عاما من قيادة بيلوسى. وقالت بيلوسى أثناء إعلان قرارها أن الوقت قد حان لظهور قادة أصغر سنا، وأيدها رئيس الأغلبية الديمقراطية فى مجلس النواب ستينى هوير البالغ من العمر 83 عاما، وأعلن دعمه للنائب هاكيم جيفريس عن ولاية نيويورك والبالغ من العمر 52 عاما، الذى ينظر إليه على أنه المرشح المحتمل لخلافة بيلوسى.
ولو خلف هاكيم جيفريس بيلوسى، فإنه سيكون بذلك أول رجل من أصل افريقيى يتولى هذا الدور القيادى سواء فى مجلس النواب أو الشيوخ، وسيكون هذا تحولا بين الأجيال من فريق قيادة فى الثمانينيات من العمر إلى مشرعين فى الأربعينات والخمسينيات.
وإلى جانب جيفريس، فهناك النائبة كاثرين كلارك البالغة من العمر 59 عاما والمرشحة لتولى قيادة الأغلبية فى النواب، وبيت أجويلر عن ولاية كاليفورنيا البالغ من العمر 43 عاما، والمرشح لحيل محل النائب جيمس كيبلرن فى دور مسئول الانضباط الحزبى، بحسب ما قالت صحيفة نيويورك تايمز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة