"قريبتي كانت مخطوبة منذ فترة لشاب يحبها جدًا ومتمسك بها جدًا، ولكن يوم فرحها أخت العريس أهانتها وألغي الفرح بسببها ورغم أن أخوه الأكبر "زعق" لأخته وحاول احتواء الموقف في ذلك اليوم، إلا أن أخته في اليوم التالي كررت إهانتها لها عبر الرسائل، فأرسل أهل العروس الشبكة للعريس بسبب غلط أخته، لأنه رغم تمسكه إلا إن أمه وإخوته البنات يغيرون منها جدًا، بعد فترة عاد مرة أخرى وتكلم مع أهلها مرة أخرى وتكلم مع البنت ولكن لم يوافق أحد على الصلح بسبب أهله، خاصة أن أمه وأخته حاولا إفساد الموضوع ورغبا أن يأتي الرفض من أهل البنت بسبب تمسك الولد بها، فأشاعا عنها في المنطقة كلها أنها هي من تطارده وادعا أنها تكلمه من دون علم أهلها وعلى غير رغبتهم رغم أن هذا لم يحدث.
حين عرف الشاب بما تفعله أخته وأمه تشاجر معهما وحدثت مشكلة كبيرة، واعتذر أخوه الكبير لوالدها وأقنع والدها بأن يوافق على الخطبة مرة أخرى، وهي الآن مترددة، بعض الناس تقول لها اقبلي به ولا تهتمي لأهله خاصة أن أخوه الأكبر وعد بأنهم لن يتدخلوا في أي شيء، وبعض الناس نصحوها بألا توافق خاصة بعد الإساءة لها من قبل أخته ومحاولتها تشويه سمعتها بين الجيران وهي محتارة توافق أم لا؟ وإذا رفضت هل تظلمه؟".
*****
القارئة العزيزة نتفهم الحيرة التي تواجهها صاحبة المشكلة، بين الإشارات الحمراء الصارخة التي يرسلها تعامل الأهل معها وبين الإشارات الخضراء التي يرسلها تمسك الشاب بها والتفكير في أنه ليس عليه أن يدفع ثمن خطأ ليس خطأه، ولكن في النهاية، علينا عند التفكير في أي قرار مصيري يخصنا، أن نتعاطف مع أنفسنا أولاً قبل أي شخص آخر. وقد نقلنا المشكلة إلى الدكتورة إيمان عبد الله، استشارى علم النفس والعلاج الأسرى التي قالت: بداية نشكرك جزيلاً على حرصك على قريبتك وعلى الاستعانة برأي محايد في مشكلتها ولأنك أثرتِ قضية مهمة جدًا. دعينا نتفق بداية على أن لكل شيء في حياتنا قواعد ورغم أن لكل قاعدة استثناء، لكن من المهم أن نكون مدركين تماما للقاعدة، ومن أهم قواعد اختيار الزوج المستقبلي النظر في أهله هل هم أشخاص مناسبين أن يكون بيننا نسب أم لا، هل هم الأهل المناسبين لأبنائي في المستقبل أم لا؟ وما هي طبيعة علاقتهم ببعضهم البعض؟
الشاب يبدو حريصًا على الزواج منها ومتمسكًا بها للغاية، وقد يكون مختلفًا عن أهله ومتشبث بها لأن العلاقة بها طوق النجاة له من البيئة المحيطة به. ولكن هناك الكثير من الأسئلة التي يجب أن تطرحها على نفسها وتجيبها بكل صراحة وشفافية وعقلانية كي تصل في ا لنهاية إلى القرار الصحيح، ويجب أن ترى بوضوح عواقب وتبعات اختيارها وتسأل نفسها بكل أمانة هل ستكون قادرة على تحملها أم لا؟ هل يمكن أن أرتبط بشخص أهله يرفضونني؟ ولماذا أفعل ذلك؟ هل فيه مميزات كافية تجعلني أتحمل هذا الوضع مع أهله؟ هل شخصيته قوية وتضمن أنهم لن يؤثروا عليه فيما بعد ولا يتسببوا في مشاكل بينهما؟ هل هو شخص قوي كفاية ليقف ضد التيار العمر كله أم أنه سينهار ويضعف في منتصف الطريق بعد أن تكون تزوجت وأنجبت أيضًا؟
القاعدة تقول أيضًا أن الإنسان ابن بيئته. قد يكون استثناءً ولديه إرادة قوية ليكون مختلفًا عنهم ويتعلم من أخطائهم، ولكن لا ينبغي أن تغفل أبدًا ما رأته في البيئة التي تربى فيها فرغمًا عنه قد يكون متأثرًا بالأهل في طبعه وسلوكياته ووقت الخلاف أو حين يفتر الحب ترى منه التصرفات التي كرهتها في أهله كالعصبية والفجر في الخصومة.
يجب أن تحدد أيضًا سبب رفض أهله لها، هل لأنهم يشعرون بالغيرة فعلاً كما تشعرون؟ أم يرفضون وجود تفاوت في المستوى الاجتماعي أم لديهم تحفظات عليها شخصيا او كانوا يريدون تزويجه من أخرى يختارونها، ينبغي أن تعرف الأسباب وتعرف هل هي قادرة على أن تجعلهم يحبونها أم أن هذه معركة كبيرة بالنسبة لها ومرهقة؟ خاصة أنهم غير مسالمين.
لا يمكننا أن نقول لها قرارًا حاسمًا كي لا نظلم أيَا من الطرفين خاصة أن ما يتوفر لدينا من معلومات يأتي من طرف واحد فقط، ولكن ما نحن أكيدين بشأنه هو أنها بحاجة للتريث والتفكير جيدًا في القرار بعد أن تجيب على الأسئلة السابق ذكرها وتفكر بها في تمعن، وإن وافقت على الخطوبة مرة أخرى يجب أن تتريث في قرار الزواج وتختبره مرارًا وتكرارًا وتتأكد بشكل جيد من أنه مختلف عن البيئة التي نشأ به وأنه يستحق أن تتحمل لأجله هذه الصعوبات والمتاعب الإضافية التي ستأتي إلى جانب متاعب الزواج العادية.
صفحة وشوشة
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة