محمد ثروت

القمة العربية الصينية.. دبلوماسية المسار الثاني

الأربعاء، 23 نوفمبر 2022 05:28 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تلقيت دعوة كريمة من الدكتور محمد كمال عميد  معهد البحوث والدراسات العربية التابع لمنظمة الألكسو، لحضور ندوة خاصة بعنوان القمة العربية الصينية: "آفاق ورؤى".  والتي شارك فيها نخبة من الدبلوماسيين المخضرمين والأكاديميين والخبراء وسفير الصين بالقاهرة لياو ليتشيانج.  قبل أيام من انعقاد القمة العربية الصينية بالرياض في ديسمبر القادم.

 كان أكثر ما لفت انتباهي في الندوة حديث السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق عن" دبلوماسية المسار الثاني" Track Two diplomacy التي تنتتهجها الصين كآلية لحل الصراعات وبناء السلام بين الدول.وهي مفهوم جديد قديم في العمل الدبلوماسي كان أول من استخدمه كمصطلح الدبلوماسي الأمريكي جوزيف مونتفيل Joseph Montville تعبيرا عن اللقاءات الدبلوماسية غير الرسمية بين الدول، بعيدا عن المسار الرسمي، وهو ما تنتهجه الصين كمسار غير رسمي عبر أدواتها الثقافية والإعلامية وإبراز  دورها في إحلال الأمن و السلام الدوليين، ومحاولة حل الصراعات الحديثة التي يصعب فيها التفاوض في شكل دبلوماسي رسمي.   

 ورغم أن القمة العربية الصينية عبارة عن ثلاث قمم خليجية وعربية، وهي بمثابة دبلوماسية المسار الأول، إلا أن الصين في مشاركاتها بندوات لمؤسسات ومنظمات وجامعات ومعاهد علمية وثقافية، وترجمة كتب وعمل لقاءات مع المثقفين وممثلي المجتمع المدني في الدول العربية، قبل القمم العربية الصينية يعتبر بمثابة دبلوماسية المسار الثاني. 

  ولعل ذلك ما قصده الدكتور عماد الأزرق مدير مركز التحرير للدراسات في  كلمته من أن الصين رغم كونها دولة كبيرة إلا انها تنتهج دبلوماسية لها خصائص فريدة مثل شراكة القوة أو صداقة الشراكة، وهو ما يتوافق مع الرغبة العربية في بناء مجتمع عالمي متعدد الأقطاب.

فيما تناولت دكتورة رنا محمد أستاذة العلوم السياسية فكرة الدبلوماسية الصينية التي تقوم على أنه لايوجد صيغة أفضل بل صيغة مناسبة في العلاقات الدولية، وأن المعرفة قوة والمعلومات الخاطئة تقيد القوة،  وأن القيم الإنسانية المشتركة والمصالح الآمنة هي الدافع نحو التقارب العربي الصيني، بالإضافة إلى حاجة الصين المتزايدة للطاقة مع زيادة إنتاجها.

 لاشك أننا مقبلون على عالم جديد متعدد الأقطاب والمسارات والتوزانات وسوف يتغير فيه شكل الصراعات والنزاعات وإعادة رسم خريطة العلاقات الدولية، لتبرز قوى واتجاهات جديدة، دون تلاشي قوى أخرى بما لها من مصادر قوة.

من هنا تبرز أهمية التعامل بتوازن وحكمة وعقلانية وتوظيف القوة الناعمة جنبا إلى جنب القوة الصلبة، والثقافة والإعلام ودبلوماسية المسار الثاني جنبا إلى جنب مع الدبلوماسية الرسمية.

أقدر تماما ما يقوم به الدكتور محمد مصطفى كمال من جهود ثقافية وفكرية فقد ترجم في عهد رئاسته أكبر معهد عربي للبحوث كتاب هل انتصرت الصين؟ التحدي الصين للسيادة الأمريكية لكيشور محبوباني، ولعل ما قاله في المقدمة: إن جوهر التنافس بين الولايات المتحدة والصين ليس حول قضايا التجارة بل قضايا التكنولوجيا "، سيكون حديث القمم العربية الصينية..أفلا تعقلون؟







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة