يلتقي منتخب الكاميرون مع المنتخب السويسرى، اليوم الخميس ضمن منافسات الجولة الأولى للمجموعة السابعة، في كأس العالم 2022، ويتطلع المنتخب السويسري لمواصلة عروضه القوية في مبارياته الافتتاحية بالمونديال، والتي بدأت أمام هولندا في كأس العالم إيطاليا 1934، حيث انتهت تلك المواجهة بفوز "بلد الساعات" بنتيجة 3-2، وأخيراً في مونديال البرازيل 2014 حين تغلب على الإكوادور بهدفين لهدف.
وبعيدا عن كرة القدم، تميزت سويسرا منذ نهاية القرن الثالث عشر بحرصها على الحياد والسلميّة مع الدول، وابتعادها عن الدخول في حروب مع جيرانها، ومع أنها تقع في قلب القارة الأوروبية، إلا أنها تمتاز عن معظم الدول المجاورة لها بتنوّعها الديني واللغوي وتمسكها بالديمقراطية.
وأصبحت سويسرا قوة عظمى في أواخر فترة القرون الوسطى، وخاصة خلال الحروب الإيطالية في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، حيث اكتسب السويسريون شهرة واسعة بسبب غزواتهم وانتصاراتهم الحربية، وأدى السويسريون عرضاً مذهلاً للقوة العسكرية، كما عُرف حاملو الرماح السويسريون بقدرتهم على الحفاظ على بأسهم حتى في المواقف الصعبة، فضلاً عن قدرتهم على تغيير تشكيلتهم بسرعة من الهجوم إلى الدفاع، وكان لهم دور كبير في الثورة السويسرية للحصول على حكم ذاتي من الإمبراطورية الرومانية، حيث أرسلت الامبراطورية قوة من الفرسان لسحق الثورة، لكنها تعرضوا لهزيمة نكراء على يد حاملي الرماح السويسريين.
لكن الأسباب التى جعلت سويسرا تلتزم بالحياد التام وعلى مدار نحو أكثر من 5 قرون كاملة، جاء لأسباب متعلقة بالحرب نفسها، حيث ترجع بدايات الحياد السويسري إلى هزيمة الاتحاد السويسري القديم في معركة مارينيانو في سبتمبر 1515، أو معاهدة السلام التي وقعها الاتحاد السويسري القديم مع فرنسا في 12 نوفمبر 1516. قبل ذلك، نهج الاتحاد السويسري القديم سياسة خارجية توسعية.