يصادف يوم 25 نوفمبر الذكرى الثانية لوفاة أسطورة كرة القدم الأرجنتينية دييجو مارادونا الذي توفى فى عام 2020 ، عن عمر يناهز الـ60 عاماً، جراء أزمة قلبية، متأثراً بالعملية الجراحية التي أجراها وقتها في الأرجنتين لاستئصال ورم في المخ، وعلى الرغم من مرور عامان ، الا أن الغموض لا يزال يسيطر على وفاته ، او ما اذا قُتل بالفعل على يد فريقه الطبى.
وكان مارادونا الحاضر الغائب فى بطولة كأس العالم 2022، المقامة حاليا فى قطر ،حيث احتشدت أعداد كبيرة من جماهير منتخب الأرجنتين فى عدة مناطق متفرقة بالدوحة.
وحملت جماهير الأرجنتين أعلامًا عليها صورة الأسطورة الراحل دييجو أرماندو مارادونا، كما رفعوا تمثاًلا بصورته وهو يرتدى قميص بلاده، للتذكير بالنجم الذى قاد التانجو لحصد لقب كأس العالم 1986.
وتستمر قضية وفاة مارادونا فى المحكمة الأرجنتينية حيث يتم التحقيق مع فريقه الطبى المكون من 7 أشخاص ، وفى العام الماضي، وجدت اللجنة المكونة من 20 خبيرا، والتي عُينت للتحقيق في وفاته أن الفريق الطبي لمارادونا تصرف "بطريقة غير لائقة وقاصرة ومتهورة".
وأشارت صحية انفوباى الأرجنتينية إلى أن اللجنة خلصت أيضا إلى أن لاعب كرة القدم "كان سيتمتع بفرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة" إذا كان قد تلقى العلاج المناسب في منشأة طبية مناسبة، وفقا لحكم المحكمة، ومن بين المتهمين جراح الأعصاب والطبيب الشخصي لمارادونا، ليوبولدو لوكى والطبيبة النفسية أجوستينا كاساتشوف والطبيب النفسي كارلوس دياز وطبيبة تنسيق الرعاية المنزلية نانسي فورليني ومنسق الممرضين ماريانو بيروني والممرضان ريكاردو عمر ألميرون وداهيانا مدريد، وجميعم انكروا أنهم السبب فى وفاته.
وتتم محاكمة الأشخاص الثمانية جميعا على أساس تعريف قانوني للقتل يقوم على الإهمال المرتكب مع علمهم أنه قد يؤدي إلى وفاة شخص.
وبجانب قضية وفاة مارادونا ، تستمر قضية ميراثه التى رفعها أبناءه الثلاثة، وقام قاضى أرجنتينى باستدعاء المحامين ماتياس مورلا وفيكتورستينفال للإدلاء فى إطار القضية المرفوعة بتهمة التلاعب النفسى بدييجو مارادونا من خلال توفير الكحول والمخدرات من أجل الحصول على علاماته التجارية.
وأوضحت الصحيفة أن القاضى بابلو رايلى، مع المدعى العام فى لابلاتا سيسيليا كورفيلد، من الوحدة الوظيفية للتعليم 15، أكد أنه تم البدء فى التحقيق بناء على شكوى قدمها ثلاثة من أبناء نجم كرة القدم دلما وجيانينا ودييجو فيرناند.
واتهم المدعي العام محامى مارادونا الذى يدعى ماتياس مورلا بأنه "منظم الخطة"، ووضع "الأشخاص الذين استجابوا لمصالحه" حول مارادونا، بتزويد اللاعب السابق بالمخدرات والكحول والمخدرات "لإبقائه في حالة نفسية متربكة"، وبالتالي من بين مناورات أخرى، جعله يوقع عقدًا يمنح الاستغلال الاقتصادي لحقوق صورته لشركة Sattvica ، المكونة من محامي الضحية وصهره بومارجو.
ميراث مارادونا
وليست فقط قصة وفاة الأسطورة الأرجنتينى هى التى تمثل الغموض الوحيد ، ولكن أيضا ميراثه، الذى لا يزال يبحث عنه ابناءه، الخمسة ، حيث أنه وفقا لوسائل الاعلام الارجنتينية فإن جنى النجم الأرجنتينى الراحل "مارادونا" خلال حياته ثروة ضخمة تجاوزت 100 مليون يورو بفضل استثماراته بالعديد من المجالات إلى جانب عمله مدربًا ومسيرته الكروية الحافلة فى الملاعب لكن بعد قرابة العامين من وفاته لا تزال هذه الثروة مختفية.
وأثار الصحفى "دييجو إستيفيس" جدلاً واسعاً حول اختفاء ثروة مارادونا والغموض الدائر حولها وكشف الصحفى إيرادات ثروة اللاعب بداية من استثماراته مع الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو وصولاً لفترة عمله بدبى وتوليه منصب سفير الفيفا وتدريبه لفريق جيمناسيا، حيث جلبت الاستثمارات نحو 100 مليون يورو لمارادونا واختفت بشكل غامض فلم يتبق منها بعد وفاته سوى 20 مليونًا بحسب الصحفى، فيما أعرب صديق مقرب لمارادونا عن دهشته من اختفاء الثروة وأكد رصده لصندوق يضم 40 ساعة فاخرة فى منزل اللاعب لا تقل قيمتها عن 100 ألف يورو.
ويعتبر مارادونا أحد أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق، فهو كان كابتن الفريق عندما فازت الأرجنتين بكأس العالم 1986، وسجل الهدف الذي اشتهر باسم "يد الرب" ضد إنجلترا في ربع النهائي، وخلال النصف الثاني من مسيرته، عانى مارادونا من إدمان الكوكايين وتم حظره لمدة 15 شهرا بعد أن أثبتت التحاليل الطبية ذلك في عام 1991.
وساد حزن عميق في عالم كرة القدم بعد إعلان نبأ وفاته، حيث اصطف عدة آلاف من الناس لساعات للسير بجوار نعشه في القصر الرئاسي في بوينس آيرس.