يخوض الآن أبناء تونس الخضراء، مباراة مصيرية هامة يخوضها أعوان على معلول لاعب الأهلى المصرى أمام المنتخب الأسترالى فى الجولة الثانية من منافسات كأس العالم 2022، والمقامة فى قطر، وذلك عندما يصطفان أمام بعضيهما اليوم السبت، ضمن مباريات المجموعة الرابعة من البطولة.
ويلعب المنتخب التونسى المباراة ممثلا عن قارة أفريقيا، حاملا اسمها كما تحمل اسمه، فما هى قصة حمل القارة الأفريقية لاسم تونس؟
وكلمة أفريقيا إلى اللغة اللاتينية وتنقسم إلى قسمين وهم (Afar)والتى تعنى الغبار (ica) التى تعنى أرض، مما يعنى أن أصل الاسم يعنى ارض الغبار بسبب كثرة الصحارى الموجودة فى إفريقيا، ويقال إن أصل اسم القارة جاء بعد أن قامت الحرب البونقية الثانية بين الرومان وقرطاج (تونس الآن)، وأن فى هذا الوقت أطلق الرومان اسم إفريقيا على المقاطعة الجديدة.
اختلف الباحثون فى أصل مصطلح "إفريقيا"، أو "القارة الإفريقية"، وبدا خلط واضح بين كل من لفظ "إفريقية" وهى المدينة القديمة التى تقع فى غرب مصر فى بلاد شمال إفريقيا من ناحية، وتسمية "إفريقيا" Africa التى تشير للقارة ذاتها. ويُشير لفظُ أو مصطلح "إفريقية"، وتكتب بـ"ألف" أسفلها "همزة"، وآخرها "تاء مربوطة، فى المصادر العربية إلى مدينة تقع فى شمال إفريقيا حاليًا، وبحسب بعض المصادر تقع فيما بين مدينة برقة (فى ليبيا حاليًا) وما بين مدينة القيروان (فى تونس)، بينما يحددها البعض بمدينة القيروان، أو تونس حاليًا..الخ.
وعن موقع مدينة "إفريقية"، يقول ابن الفقيه: "ومن برقة إلى القيروان مدينة إفريقية ستمائة وثمانية وثلاثون ميلاً". وقد جعل المؤرخ المصرى ابن عبدالحكم (ت: سنة 257هـ) أحد الأبواب فى كتابه "فتوح مصر وأخبارها"، بعنوان: "ذكر فتح إفريقية" إشارة لأهمية فتح إفريقية فى شمال إفريقيا للمسلمين فى ذلك الوقت. وتجعل بعضُ المصادر "تاهرت" (الجزائر حاليًا) جزءً من مدينة "إفريقية"، يقول الإصطخري: "ويقال إن كورة تاهرت بأسرها من إفريقيا، إلا أنها مفردة بالاسم والعمل فى الدواوين". ومن اللافت أن الإصطخرى يذكرها: "إفريقيا"، ولعل هذا، فى الغالب، خطأٌ من ناسخ المخطوط الأصلى للكتاب، فهذا الشكل للتسمية، أى "إفريقيا"، لم يكن يُعرف بتلك الطريقة أيام المؤرخ والجغرافى الإصطخري، حوالى القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي. بينما بحسب ياقوت الحموي، فإن "إفريقية" اسم لبلاد واسعة ومملكة كبيرة تقع قبالة صقلية، وينتهى آخرها فى مقابل جزيرة الأندلس. بينما يجعل المقدسى إفريقية الكورة (أو الإقليم) الذى يلى برقة من كور المغرب، ثم تاهرت. ثم يقول عنها: "أما إفريقية، فقصبتها القيروان، ومن مدنها: صبرة، أسفاقس، المهدية، سوسة، تونس، بنزرد". وعلى هذا كان مصطلح "إفريقية" فى رأى المؤلف خلال العصر الوسيط يبدأ من مدينة برقة أو طرابلس غربًا، وحتى ما بعد تاهرت فى المغرب الأوسط فى أقصى الشرق. وبحسب روايات أُخرى، فإن المسافة فيما بين كل من إفريقية وتاهرت تبلغ مسيرة شهر على الإبل، أى أن المسافة تبلغ حوالى 1200 كم، فاليوم أو المرحلة بحسب المصادر العربية يبلغ حوالى 40كم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة