"حركة الشباب" تخوض حرب استنزاف ضد الحكومة الصومالية

منظمات دولية حذرت من مخطط إرهابي يستهدف العاصمة مقديشو

الأربعاء، 30 نوفمبر 2022 06:32 م
منظمات دولية حذرت من مخطط إرهابي يستهدف العاصمة مقديشو حركة الشباب الصومالية
كتب- أحمد الجمل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رغم الضغوط والإصرار من الحكومة الصومالية على استكمال خطتها الرامية للقضاء على نفوذ "حركة الشباب"، إلا أن الهجمات المضادة والتفجيرات ضد القوات الحكومية تزداد وتيرتها بشكل ملفت، ما يعني دخول مقديشو في حرب استنزاف قد تكون طويلة الأمد، خصوصا وأن منظمات دولية حذرت من مخطط ارهابي يستهدف العاصمة مقديشو.

وتحدث خبراء لـ"سبوتنيك"، عن الوقت، الذي يمكن أن تستغرقه الحكومة الصومالية للتخلص من "حركة الشباب"، وهل ستنجح في ذلك، أم ستتمكن الحركة من إضعاف الحكومة ومنعها من تنفيذ خطط التنمية لتعيد أجواء الفوضى إلى البلاد.

وقال عمر محمد، المحلل السياسي الصومالي: "حسب المعطيات على أرض الواقع، فإن السرية المحيطة بحركة الشباب والمنتمين إليها، تمثل عاملا من العوامل التي تساعدها على الاستمرار في حرب الاستنزاف وتغيير أساليب القتال وفقا للظروف المحيطة بها وتنفيذ الهجمات في المناطق الحساسة

التقاعس الأمني

ولفت محمد، إلى أن الأمر الآخر الذي يساعد الحركة على مواصلة حرب الاستنزاف ضد الحكومة هو التقاعس الأمني الملحوظ داخل القيادات الأمنية في الحكومة الفيدرالية، بسبب غياب المحاسبة الرسمية، ومساءلة المسؤولين، وشعور بعض القيادات بإمكانية إقالتهم من مناصبهم بما يؤثر سلبا على جهودهم في التصدي لهجمات الشباب.

وأضاف: "استهداف فندق "فيلا روز" بهجوم مزدوج يؤكد ذلك، حيث أن الفندق يقع في محيط القصر الرئاسي الخاضع للحراسة الأمنية المشددة".

وأشار المحلل السياسي الصومالي إلى أن "الحكومة الصومالية وعلى رأسها الرئيس حسن شيخ محمود، تولي اهتماما كبيرا لملف حركة الشباب، ويؤكد ذلك زيارة الرئيس، الأسبوع الماضي، للجبهات القتالية الأمامية تشجيعا للقوات الوطنية والمليشيات المحلية المتعاونة في الحرب على حركة الشباب".

وبحسب المحلل السياسي الصومالي، فإنه كلما نجحت الحكومة في ترتيب بيتها الداخلي وتنظيم صفوفها، كلما استطاعت تضييق الخناق على حركة الشباب، وعلى العكس من ذلك، فإن تقاعسها عن أداء واجباتها يمثل فرصة لحركة الشباب في مواصلة حرب الاستنزاف ضدها".

من جانبه، يقول عبد الرحمن عبدي، مدير مركز مقديشو للدراسات في الصومال، إن الآونة الأخيرة شهدت زيادة في وتيرة الهجمات، التي تشنها حركة الشباب على مواقع داخل العاصمة مقديشو، وكان آخرها الهجوم الذي شنه مقاتلون من حركة الشباب، على فندق قرب القصر الرئاسي، وهذا مؤشر خطير، يمكن تفسيره بأن "حركة الشباب" تحاول استنزاف الحكومة الصومالية وعرقلة جهودها الرامية للقضاء عليها.

وأضاف عبدي، في حديثه لـ"سبوتنيك": "كذلك تحاول الحركة تخفيف الضغوط التي تمارسها الحكومة الصومالية واللجان الشعبية التي تقاتلها في أكثر من موقع في وسط وجنوب الصومال".

وتابع: "لكن من ناحية أخرى يمكن القول إن الحكومة كانت تتوقع مثل هذه الامتدادات، لأن حركة الشباب تعرضت خلال الأشهر القليلة الماضية لضربات قوية خاصة في منطقة هيران ووسط البلاد"، مضيفا: "هذه الاضطرابات أثرت بشكل كبير على الحركة، حيث فقدت خلالها بعض قادتها وأسلحتها، وهذا الأمر أدى فيما يبدو أن تقوم حركة الشباب بخطوات وعمليات هجومية على مناطق حكومية، من أجل تخفيف الضغط على الجبهات التي تقاتل حركة الشباب".

وقال مدير مركز مقديشو للدراسات في الصومال إن حركة الشباب تمر بأصعب فتراتها، وأنها تحاول إثبات وجودها عبر تنفيذ هجمات هنا وهناك عبر مهاجمة بعض المواقع الحكومية ومواقع مدنية، لكن هذه الخطوات التي تقوم بها الحركة لم تثني الحكومة عن عزمها على مواصلة الهجمات على المناطق التي تسيطر عليها بالتعاون مع اللجان الشعبية.

وأوضح عبد الرحمن عبدي أن هناك معطيات على الأرض وأن كل التحاليل والتوقعات تشير إلى أن حركة الشباب قد تواصل هجماتها بل تزيد ضغوطها على الحكومة الصومالية عبر تنفيذ هجماتها داخل المواقع الحساسة في العاصمة مقديشو، مشيرا إلى أن هناك تحذيرات تأتي من قبل المنظمات الدولية ومن قبل المصادر الأمنية عن وجود مخطط ارهابي يتم تنفيذه داخل العاصمة مقديشو خلال الأشهر المقبلة، وقد حدثت بعض الهجمات التي حذرت منها المنظمات الدولية والمصادر الأمنية.

وتوقع مدير مركز مقديشو أن تزداد وتيرة التفجيرات خلال الفترة المقبلة، لكن بالتأكيد هذه الهجمات لن تثني الحكومة الصومالية عن عزيمتها وإرادتها لتنفيذ وعدها وخطتها للقضاء على حركة الشباب في العاصمة مقديشو، وفي مناطق سيطرتها خارج المدينة.

وزار الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، العديد من مناطق التماس والجبهات القتالية الأمامية في محافظات شبيلي الوسطى وهيران وغلغذود ومذغ، وجميعها في ولايتي هيرشبيلي وغلمذغ، وسط الصومال.

وكانت مدينة "محاس" في محافظة هيران أولى محطات الرئيس في هذه الزيارة الهادفة إلى تشجيع المشاركين في العمليات العسكرية التي تدور حاليا ضد "حركة الشباب" في هذه المناطق، حسبما ذكر مركز مستقبل للدراسات والبحوث في الصومال.

وقتلت قوات الأمن الصومالية المدعومة من قبل شركاء دوليين، المئات من مقاتلي "حركة الشباب" ومليشياتهم خلال الأسابيع الماضية خلال العمليات التي نفذتها في الجزء الأوسط من البلاد، حسبما ذكر مسؤول حكومي.

وقال نائب وزير الإعلام والثقافة والسياحة عبد الرحمن عدالة، إن العمليات التي استهدفت قادة حركة الشباب ومليشياتهم في مقاطعة شابيلي الوسطى، شهدت أيضا تدمير سيارات مفخخة، موضحا أن العمليات الناجحة تم تنفيذها بالتعاون مع وكالة المخابرات والأمن الوطنية وشركاء دوليين.

وتعهدت القوات الأمنية بتكثيف العمليات الجوية والبرية على حد سواء لطرد مقاتلي الحركة الذين يهاجمون السكان المحليين ويجمعون جبايات غير قانونية من السكان.

وعلى الرغم من العمليات الأمنية المكثفة التي شنتها الحكومة، فقد كثف المسلحون من هجماتهم على قوات الأمن الحكومية والأماكن العامة الأخرى للإطاحة بها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة