حين تسمع أن "على عيسى" هو مكتشف الملح في واحة سيوة، تتساءل هل وجود الملح يحتاج لاكتشاف؟ نعم؛ فحين تلمسه يد فنان تنحت من صخوره قطع فنية تزين المكان يصبح الملح اكتشافًا، سنعود معًا للخلف لعام 1989 بالتحديد في منطقة الملاحات داخل واحة سيوة، لنجد رجلًا في الثلاثين من عمره يسير في طريقه إلى عمله كعادته كل صباح ليلفت نظره قطعة من الملح يغازل بريقها عينيه ليلتقطها بيده ويضعها في عين الشمس ليجد أنها جزء شفاف حينها، تلمع في ذهنه تلك الفكرة التي غيرت حياته من رجل يعمل في نجارة الأخشاب إلى فنان نحات لصخور الملح ينحت منها تحف للزينة، ويمكن أن يبدع فيها فتكون مضيئة كـ"الأباجورة".
اكتشاف الملح
"اليوم السابع" كان في حضرة هذا الفنان السيوى على عيسى وتحدث الرجل الستينى عن 30 سنة من فن النحت في صخور الملح، وكيف تغيرت حياته من نجار إلى نحات فقال: حين يريد الله تغير أمر يسخر الدنيا لتنفيذ ما يريد، حياتى تغيرت علمت أولادى فن النحت في صخور الملح في البداية كنت أصنع التحف للبيت ثم كهدايا للأصدقاء والجيران ثم رزقنى الله بمن يشترى منى، فأصبحت أصنع كميات تطلب منى وتسافر خارج الواحة لمطروح والإسكندرية والقاهرة.
أثناء تصنيع الملح الصحرى
وأكمل "عيسي": توسعت في عملي كنحات للملح الصخرى، ففتحت باراز كبير بجوار بيتى وعلمت أولادى الأولاد والبنات، الأسعار ليست مرتفعة فلا تتجاوز الـ100 جنية حسب القطعة والخامات المزودة فيها سواء خشب أو زجاج أو غيرها، السائحين يأتون إلى هنا ليشاهدوا التحف التي أصنعها وأحيانًا كثيرة يشترون منها لتكون معهم في بلدهم.
على عيسي مكتشف صناعة الملح في سيوة
وتابع" وجود الملح في بلدها خير كبير لأنه يمتص الطاقة السلبية من الواحة، مافيش عندنا شجار ولا جرائم، احنا هنا ناس هاديين جدًا وعايشين في راحة نفسية والسر في وجود الملح بالواحة. دلوقتى كتير اتعلم النحت في صخور الملح وأصبحت منهة داخل الواحة".
ملح مصنع
وينهى على عيسي حديثه: " أتمنى أن أحضر معارض كثيرة في القاهرة مثل تراثنا وديارنا، أتمنى أن أصدر عملى للخارج وارفع شعار صنع في واحة سيوة بمصر" .
أدوات مطبخ خشبية
بحيرة ملح
بنت تعمل في تصنيع الملح الصخرى
ملح صخرى مصنع
ملح