صباح اليوم تتجه أنظار العالم إلى مصر .. إلى شرم الشيخ أرض السلام والتى قدرها دائما أن تكون جامعة للقادة ولرؤساء العالم من أجل انقاذ البشرية سواء من الحروب أو من العبث بالبيئة
هنا شرم الشيخ التى ينتظر منها العالم أن تخرج منها القرارات الحازمة والتوصيات الحاسمة فى قمة المناخ لإنقاذ العالم من الحرائق والتصحر والفقر والجوع وارتفاع حرارة الأرض. لأول مرة سوف تتحول قمة المناخ وعلى أرض مصر إلى محاكمة للدول الكبرى وتحديدا الدول الصناعية الكبرى ووضعها أمام مسئولياتها الإنسانية والتاريخية لإنقاذ باقى البشرية من التطور الصناعى الرهيب والذى ينجم عنه انبعاثات الكربونات والغازات الضارة بالبيئة وطبقات الجو وبالتالى ما يعيش ويحيا فوق الأرض.
من مصر وطوال أسبوعين -تقريبا- سوف يناقش الكبار والصغار الأزمة الكبرى ويضعون الحلول والاقتراحات بضمير انسانى وبوعى وادراك تاريخى كيفية انقاذ مصير البشرية، فالكل أمام أزمة حقيقية وكارثة قد تذهب بكل الإنجاز الإنسانى والتقدم الحضارى منذ آلاف السنين.
زعماء وقادة ورؤساء وملوك وأمراء قرروا القدوم إلى شرم الشيخ ...مصر يمثلون 196 دولة والتوقعات حضور 120 من قادة العالم وفى مقدمتهم الرئيس الأمريكى بايدن والفرنسى ماكرون ورئيس الوزراء البريطانى ورئيسة الوزراء الإيطالية ورئيس الوزراء الهولندى إضافة إلى حوالى 42 ألف مشارك فى قمة يدعو لها البعض بأن تكون " قمة الالتزامات والمسئولية" لإنقاذ العالم من التغييرات المناخية وآثاره السلبية على كوكب الأرض.
المحاور كثيرة أمام المشاركين وسيبقى محور التمويل هو حجر الزاوية لتنفيذ التوصيات والقرارات المقترحات فالمطلوب تقريبا أكثر من 200 مليار دولار للتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة والخضراء أما باقى المحاور فسوف تناقش المخاطر التى تهدد الحياة على الأرض مثل الانبعاثات الكربونية والتنوع البيولوجى والطاقة الجديدة والتكيف والزراعة والأبحاث العلمية ثم فى اليوم الأخير هو يوم الحل..
وفى وسط هذا الزخم تتوهج مدينة شرم الشيخ باستعدادات غير مسبوقة وبإجراءات تجعل منها المدينة الأولى الصديقة للبيئة فى الشرق الأوسط والمدينة الذكية والخضراء من خلال مشروعات صديقة للبيئة ومنظومة مواصلات جماعية تعمل بالكهرباء والغاز وغرف التحكم المركزة.
استضافة مصر لقمة المناخ الكبرى (cop27 ( لها رسائلها ودلالتها المختلفة سياسيا واقتصاديا وفى كل اتجاه رغم حقد الحاقدين الذين يحاولون فى يئس وبؤس التشويش على الفرح الكبير الذى تعيشه مصر باستضافة قمة المناخ واطلاق الشائعات المغرضة حوله
فالقمة سواء تم عقدها فى مصر أو فى أى دولة آخرى تتكفل بالإنفاق عليها من الألف للياء منظمة الأمم المتحدة ولا تتحمل الدول المضيفة دولار واحد وهذا ردا على أسئلة التشنج إياها وعن الزعم بأن مصر هى التى تنفق فى ظل الأزمة الاقتصادية .
الضيوف والمشاركون والبالغ عددهم حوالى 42 ألف شخص قادمون على نفقتهم الشخصية سواء بالسفر أو الإقامة فى الفنادق بما يعنى أن هناك مكاسب مباشرة لمصر خلال 11 يوم وانتعاش للسياحة المباشرة والغير مباشرة. فالعالم سوف ينقل عبر كافة وسائل الاعلام فعاليات القمة وما يدور فى شرم الشيخ. وحضور هذا العدد هو خير دعاية لمصر للسياحة المصرية اثناء وبعد المؤتمر.
الأهم من ذلك أن مصر التى تستعد بمشروعات كبرى فى مجال الطاقة النظيفة سوف تستفيد بشكل مباشر من توصيات وقرارات المؤتمر ومن الشراكة المتوقعة بينها وبين شركات عالمية كبرى للاستثمار فى مجال المشروعات الخضراء بالتالى فالمستقبل مبشر والعالم فى طريقه للاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة مثل الهيدروجين الأخضر الذى لا ينبعث عنه غازات سامة وضارة للبيئة ومصر تمضى فى هذا الطريق خاصة انها ليست دولة بترولية. فمصر تسعى إلى تكوين مزيج طاقة عام 2035 تمثل الطاقة الجديدة فيه حوالى 42 % والتخطيط لإنتاج الهيدروجين الأخضر هو مصدر طاقة ومصدر دخل قومى أيضا
مصر أطلقت فى يوليو الماضى " الاستراتيجية الوطنية المتكاملة لإنتاج الهيدروجين الاخضر " بتكلفة استثمارية لمشروعات تقدر بحوالى 4 مليارات دولار بالشراكة مع الصندوق السيادى المصرى وتشجيع القطاع الخاص الوطنى للمشاركة فيها وتحفيز الاستثمار الأجنبى للدخول فيها
وهناك بالفعل مشاورات مع كبرى الشركات الألمانية لبدء مشروع تجريبى مع الحكومة المصرية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، كما تقوم شركة اينى الايطالية بدراسة جدوى لمشروع ضخم فى مصر، ومجموعة ديمى البلجيكية قدمت مشروع، و تم توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة البترول ووزارة الكهرباء . وأيضا مجموعة هيونداى روتيم الكورية بالشراكة مع شركة سنام للطاقة الإيطالية، واستعداد شركة طاقة باور الاماراتية بالشراكة مع مجموعة مان سوليوشنز الألمانية لإطلاق مشروع تجريبى فى مصر.
ومن بين مشروعات التعاون للوكالة الفرنسية للتنمية ضمن استراتيجيتها الجديدة للتعاون مع مصر والتى تصل قيمتها إلى 25ر1 مليار يورو حتى عام 2025، اتفقت الوكالة مع الحكومة المصرية على منحة نقدية من أجل اقامة مشروع مصرى فرنسى مشترك. فمصر هى الدولة ذات الأولوية التى تطلع فرنسا للتعاون معها فى مجال الهيدروجين الأخضر.
مصر أيضا تبحث مع مؤسسة التمويل الأفريقية شراكات مختلفة للطاقة الجديدة الهيدروجين الأخضر فى أفريقيا بتمويل من المؤسسة كما صرح من قبل السيد سامايلا زوبايرو الرئيس والمدير التنفيذى لمؤسسة التمويل الافريقية.
الجدية والاهتمام المصرى بالطاقة الجديدة والدفاع عن حقوق دول العالم الثالث فى حمايتها من أضرار الانبعاثات والمخاطر البيئية دفع العالم إلى تأييده ودعمه لإقامة قمة المناخ فى شرم الشيخ ولم تنجح محاولات الكارهين والحاقدين لنقلها إلى مكان آخر.
العالم مطالب بضخ استثمارات ضخمة فى مجالات الطاقة البديلة والمستدامة وخاصة فى مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة ولا بد أن تستأثر دول الشرق الأوسط وأفريقيا الأكثر تضررا بنصيب الأسد من هذه الاستثمارات.
الاستثمار العالمى فى مجال الطاقة النظيفة سجل مستوى قياسيا بلغ أكثر من 260 مليار دولار وخاصة فى الدول المتقدمة. والطاقة الشمسية تعتبر المحرك الاساسى لنمو الطاقة النظيفة فى العالم مع صعود الاستثمارات فيها بنسبة 36% إلى 136.6 مليار دولار.
فاستثمارات دول أوروبا فى مجال الطاقة الشمسية والنظيفة زادت بحوالى 100 مليار دولار فى حين قفزت فى الهند إلى 10.3 مليار دولار وفى البرازيل إلى 8.2 مليار دولار
الشيء المثير للانتباه أن هذه الاستثمارات تقع خارج بلداننا العربية والتى تتمتع بالشمس الساطعة طوال العام.
الا أن الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة والتى من المتوقع أن تحصل عليها مصر فى هذا المجال حوالى 20 مليار دولار للاستمرار فى انتاج الهيدروجين الأخضر والذى تعد مصر واحدة من اكبر دولة بالعالم لديها مشاريع و بنية تحتية لإنتاجه وقد يكون بديلا للنفط ومستقبل العالم فى الطاقة للحفاظ على مناخ الكرة الارضية من الكربون.
بالتأكيد المكاسب كثيرة. وعلاوة على الاستثمارات المتوقعة، فهناك الثقة الدولية فى مصر والحضور العالى المستوى لزعماء العالم إلى شرم الشيخ وتنظيم مؤتمر بهذه الضخامة بما يضع مصر دائما فى بؤرة الاهتمام العالمى فى ملفات عديدة وأهمها ملفات الاقتصاد والاستثمارات والسياحة وغيرها... مرحبا بالعالم على أرض السلام .. مرحبا به فى مصر أرض المحبة أرض الأمن والأمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة