انتخابات التجديد النصفي للكونجرس: بايدن وأوباما في مواجهة ترامب.. الجمهوريون يتعهدون باستعادة النواب والشيوخ.. الديمقراطيون يتمسكون بالأمل رغم الاستطلاعات.. واتهامات "التدخل الروسي" تتوالي.. وموسكو تنفي

الإثنين، 07 نوفمبر 2022 07:30 م
انتخابات التجديد النصفي للكونجرس: بايدن وأوباما في مواجهة ترامب.. الجمهوريون يتعهدون باستعادة النواب والشيوخ.. الديمقراطيون يتمسكون بالأمل رغم الاستطلاعات.. واتهامات "التدخل الروسي" تتوالي.. وموسكو تنفي بايدن وترامب فى مواجهة "بالوكالة" فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس ـ أرشيفية
كتب- أحمد الجمل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ساعات فاصلة على الانتخابات النصفية الحاسمة في الولايات المتحدة، والتي ستحدد الحزب الذي سيسيطر على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، تلك الساعات التي وجه فيها الجمهوريون إنذارا شديد اللهجة إلى الرئيس جو بايدن، متعهدين باستعادة الكونجرس، فيما أصر الديمقراطيون على أنهم ما زالوا في ساحة المعركة.

وفيما يسعى الناخبون إلى التخلص من الإحباط السائد بسبب التضخم الأكثر ارتفاعا منذ أربعة عقود والهجرة غير الشرعية المتزايدة، أظهرت استطلاعات الرأي أن الجمهوريين متقدمون في السباق، فيما وضعت الديمقراطيين في موقف دفاعي.

وكان من النادر أن يوجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الرسالة نفسها التي يوجهها سلفه باراك أوباما والرئيس الحالي بايدن، لكن هذا هو ما حدث عندما كان الثلاثة في مؤتمرات انتخابية في ولاية بنسلفانيا في اليوم نفسه، حيث حث كل الخصوم السياسيين الأمريكيين في الولاية الحاسمة: اذهبوا للتصويت.

وبينما اعتبر بايدن وأوباما الانتخابات معركة من أجل الديمقراطية، رأى ترامب أن أمن وسلامة البلاد على المحك.

ويتنافس المرشحون من الحزبين على 435 مقعدا في مجلس النواب بينما يتنافسون على 35 مقعدا فقط في مجلس الشيوخ.

وهناك فارق ضئيل يفصل بين مرشح الحزب الديمقراطي في بنسلفانيا جون فيترمان، 53 سنة، والمرشح الجمهوري ميميت أوز، 62 سنة. وألقى ظهور الرئيسين الأمريكيين الحالي بايدن والسابق أوباما في مؤتمر انتخابي في هذه الولاية، في عطلة نهاية الأسبوع التي تسبق الانتخابات، الضوء على أهمية هذه الولاية بالنسبة للحزبين.

وكان فوز ترامب بأغلبية الأصوات في بنسلفانيا من العوامل التي ساعدته على الفوز بمقعد الرئاسة الأمريكية في 2016 عندما ضربت رسالته عن الغضب الشعبي على الوتر الحساس لدى الناخبين من الطبقة العاملة في الولاية.

لكن الشعور السلبي تجاه البراجماتية والسياسات الليبرالية في المراكز الحضرية أعاد الولاية إلى الديمقراطيين في انتخابات الرئاسة 2020، وهو ما أدى إلى فوز بايدن بأغلبية الأصوات في الولاية التي نشأ فيها بفارق أقل من 2.00 في المئة عن منافسه.

وأثناء حديثه في مدينة فيلادلفيا السبت الماضي، أعلن بايدن أنه كان من "الرائع أن تعود إلى بلدك"، وذلك أثناء حديثه الداعم للمرشح الديمقراطي للكونجرس فيترمان والمرشح الديمقراطي لمنصب حاكم الولاية جوش شابيرو.

وحذر بايدن جمهور الناخبين الذين كان يتحدث إليهم من أن الفشل في استعادة الديمقراطيين الأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب قد يؤدي إلى فرض قيود صارمة على الحق في الإجهاض وخفض الإنفاق على الرعاية الصحية.

وقال بايدن: "هنا في فيلادلفيا، التي تعكس الروح الأمريكية، اليوم نواجه نقطة تحول هامة، وكل صوت لصالح الديمقراطيين سوف يكون صوتا لصالح صحة المرأة، وفرض قيود على حمل السلاح ولصالح الرعاية الصحية".

وغالبا ما ينظر إلى انتخابات التجديد النصفي للكونجرس على أنها استفتاء على الرئيس الأمريكي الحالي.

ومع تراجع شعبية بايدن إلى 40 في المئة، وفقا لأحدث استطلاعات الرأي، أصبح أمام الجمهوريين الكثير من السلبيات التي يمكنهم انتقادها في أداء الرئيس الأمريكي وسط حالة من القلق تنتاب الأمريكيين إزاء التضخم المرتفع وحمل السلاح في الولايات المتحدة بالإضافة إلى قضية الهجرة.

وعلى بعد حوالي 402 كيلو متر من فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا، في مدينة لاتروب تحديدا، وقف ترامب أمام الناخبين في الولاية محذرا من أن استمرار الديمقراطيين في السيطرة على الحكم قد يؤدي إلى المزيد من الجريمة والهجرة غير الشرعية.

واحتشد الكثيرون في بنسلفانيا قبل ساعات من بدء المؤتمر الانتخابي لترامب ليشاهدوا الرئيس الأمريكي السابق.

وقال ترامب: "إذا أردتم الأمن والسلامة لأسركم، فعليكم توجيه كل صوت إلى الإطاحة بالديمقراطيين من مناصبهم".

وأضاف: "هناك خيار واحد فقط - إذا أردتم اضمحلال وسقوط الولايات المتحدة، فعليكم التصويت لصالح الديمقراطيين الأصوليين... أما إذا أردتم وقف الدمار الذي تتعرض له البلاد، فعليكم التصويت لصالح الجمهوريين في موجة حمراء عملاقة".

كما أشار الرئيس الجمهوري السابق مرة ثانية إلى إمكانية ترشحه للرئاسة الأمريكية في 2024 - وذلك رغم استمراره في إطلاق مزاعم تشير إلى أن النظام الانتخابي الأمريكي يشهد ممارسات تزوير.

وحاصرت المخاوف والمزاعم الكاذبة عن التزوير هذه الدورة من انتخابات التجديد النصفي وسط تعالي أصوات الكثيرين بأن انتخابات الثامن من نوفمبر سوف تكون اختبارا لنزاهة النظام الانتخابي في الولايات المتحدة.

وقال وباما، الذي تحدث بعد الرئيس بايدن مباشرة: "الحقيقة، والحقائق، والمنطق، والعقل، وقواعد اللياقة الأساسية حاضرة في ورقة الاقتراع، والديمقراطية نفسها في ورقة الاقتراع وسط مخاطر شديدة".

على الجانب الأخر من الكرة الأرضية، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، اليوم، إن روسيا لا تتدخل في الانتخابات الأمريكية، ولن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية.

وكتب البرلماني الروسي على قناته في "تيلجرام": "جزء لا يتجزأ من سياسة بلادنا: التدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة أمر غير مقبول، نحن لا نتدخل، ولن نسمح بالتدخل في شؤوننا".

وأضاف: "الاتهامات الأمريكية الجديدة هي محاولة من قبل الديمقراطيين، لتبرير هزيمتهم في انتخابات الكونجرس المقررة غدا"، ووفقاً لفولودين، فإن الديمقراطيين "اتخذوا الأساليب القديمة".

وأردف: "الرئيس الأمريكي جو بايدن ورفاقه في حزبه على الأرجح سيخسرون أغلبيتهم في كل من مجلسي الشيوخ والنواب... شعب الولايات المتحدة لا يصوت للديمقراطيين بسبب المشاكل التي نشأت جراء تدخلات روسية.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه صحيفة "نيويورك تايمز"، إن الخبراء الأمريكيين في مجال الأمن الرقمي والباحثين، أعلنوا عن محاولات روسية مزعومة للتدخل في الانتخابات النصفية للكونجرس

كما أشارت مجلة "بوليتيكو" الأميركية إلى قيام مجموعات على الإنترنت بحشد الجمهوريين لأحداث على الأرض، استناداً على ترويج معلومات "غير صحيحة" تتهم الديمقراطيين بمحاولة التلاعب بنتيجة انتخابات التجديد النصفي، في حين تحدث موقع "أكسيوس" عن "حملة تضليل" يشتبه في وقوف روسيا وراءها.

ونقل موقع "أكسيوس" عن شركة "جرافيكا" المعنية بتحليل اتجاهات مواقع التواصل الاجتماعي قولها إن "حملة تضليل معلوماتي" يشتبه في تنفيذ روسيا لها، تستهدف جماهير أقصى اليمين في الولايات المتحدة لتقويض الدعم للمرشحين الديمقراطيين قبيل انتخابات التجديد النصفي، المقررة غدا.

وذكرت "جرافيكا" أن "الحملة المستمرة" تقف وراءها جهات فاعلة يشتبه بارتباطها بروسيا، وتستهدف انتخابات مجلس الشيوخ وحكام الولايات التي تشهد احتداماً في المنافسة، في ولايات بنسلفانيا وجورجيا ونيويورك وأوهايو، من خلال نشر سلسلة من الرسوم الكاريكاتورية السياسية العنصرية والتحريضية.

ورأى الموقع الأمريكي أن الحملة الجديدة تشير إلى أن "التدخل الأجنبي القوي لا يزال موجوداً" قبل أيام من انطلاق الانتخابات التي تشهد استقطاباً قوياً بين الديمقراطيين والجمهوريين.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة