فى حلقة جديدة من برنامج حكايات سفر، تسلط الزميلة هناء أبو العز، الضوء على واحة الغروب بلد الزيتون سيوة، إحدى واحات مصر الخمسة والتى تقع فى قلب الصحراء الغربية.
فى هذه الحلقة تركز هناء أبو العز، على قلب الواحة قلعة شالى، التى تعتبر من أهم المعالم الأثرية بالمنطقة، حتى إن كلمة "شالى" باللهجة الأمازيغية تعنى "المدينة الحصينة".
وقلعة شالى، هى حصن قديم أثرى، تم بناؤه من الطوب اللبن، خلال عصر المماليك فى الثانى عشر والثالث عشر من الميلاد "السادس والسابع من الهجرة"، وذلك بغرض صد هجمات البدو، حيث كانت تسود الفوضى فى ذلك الوقت، فالقبائل كانت تغار على بعضها البعض من أجل الغذاء، وهذا كان من أهم الأسباب التى دعت أهل سيوة للعمل على إقامة هذه القلعة لصد العدوان الذى قد تتعرض له.
وتم بناء القلعة على يد أربعين رجلاً من أهالى الواحة، وقد أقيمت على قمة صخرة عملاقة من طابق واحد، قبل أن تضاف إليها طوابق أخرى وصلت إلى خمسة، فضلاً عن بناء سور عظيم يحيط بالمبنى؛ أما عن مادة بناء القلعة؛ فكانت من نفس مادة بناء القرية؛ فقرية شالى مبنية بشكل كامل من مادة الكرشيف، وهو عبارة عن خليط من الملح والطين ودعامات النخيل وأشجار الزيتون، وهذه الخلطة كانت عندما تجف تصبح شديدة الصلابة وعصية على الهدم والانهيار، وكان البناء بهذه المادة، يمنح المساكن الدفء فى الشتاء والرطوبة.
واستمرت القلعة تؤدى دورها فى حماية المنطقة، إلى أن جاء عصر محمد على عام 1805 فلم تعد هناك حاجة لها، فهُجرت، وقام سكان القرية بإقامة مبانٍ أخرى بالمناطق الأكثر اتساعاً، حول واحة سيوة، بل وقاموا بتفكيك الأبواب والنوافذ، والعناصر الحيوية الأخرى التى كانت بمنازلهم فى شالى القديمة، ودفع هذا كله إلى تدهور قلعة شالى بشكل واضح على مر السنين.
وقد تعرضت قلعة شالى لتدمير كبير فى العام 1926م، جراء سيول غزيرة هطلت على الواحة واستمرت ثلاثة أيام، وتسببت هذه السيول فى انهيار بعض المنازل وتصدع أخرى داخل قلعة شالى التى تحول قطاع كبير منها إلى طلل بعد هذه السيول.
وقد تبنى الاتحاد الأوروبى ووزارة الآثار مشروع ترميم القلعة، بقيمة 600 ألف يورو.
البرنامج تقديم هناء أبو العز، تصوير شيتوس، مونتاج إسلام فرغلى، جرافيك شيرى مجدى، إشراف علا الشافعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة