محمد غنيم

آخر أسبوع فى ديسمبر

السبت، 17 ديسمبر 2022 09:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلم أنك سترد على العنوان بأن كل الأيام شبيهة ببعضها، دعنى أصطحبك إلى بستان ذكرياتك لعلنا نقطف الثمار سويا، هل فكرت كيف ستكون نفسية الإنسان لو حرمنا العقل من لذة حنين الذكريات، أو كيف ستستمر الأيام لو لم ترطب جفافها ألاعيب الحنين وذكرياته؟
 
الإنسان كائن له تاريخ يسعى بذكرياته أن يتخفف من ألاعيب الزمن وإزالة أتربة الهموم، وهو على أعتاب سنة جديدة، وذلك من خلال استنشاقه نسيم الذكريات، ومن منا لم يقع أسير مكان ما؟ من منا لا يربطه الحنين بمكان كلما مشى فيه خطوات فاح فيها عبق الذكريات وهاج الشوق إلى قلوب انغرست معالم فى نفس المكان، فيقول أهل الاختصاص النفسى من الأطباء والمحللين وأصحاب الدراسات النفسية: أن الشخص السوى الذى يتمتع بوجدان ومشاعر متنزنة، تربطه علاقة حميمة مع الأماكن التى يأنس إليها وظل منجذبا لها وإلى ألوانها ورائحتها حتى وإن اتسمت بالفوضى والصخب، على عكس الأماكن التى تصيب الإنسان بالضيق فهى ليس لها مكانة فى النفس وإن كان المكان أكثر نظاما وهدوءا فهو لم يكن محفورا فى شريط الذكريات.
 
دعنى أفسر لك لماذا ديسمبر؟ ففيه يتغير المناخ ورعشة الشتاء تداعب الأبدان فتحرك مشاعر الإنسان بشكل لا إرادي، فلكل منا أسبوعه الأخير من ديسمبر يتعايش معه على طريقته الخاصة، فهو الأسبوع الفاصل بين عامين عام انقضى بحلوه ومره وعام قادم مزين بالأمل، اجعل من ذكرياتك الجميلة أمل فى غد أفضل، فما من إنسان قادر على التعامل مع الحياة دون رصيد وافر من الذكريات فى بنك الماضى الذى يستطيع أن ينفق منه على الأيام المقبلة، فهى كفيلة أن تمنحك نعمة التخفف من هموم الواقع.. اجعل من الأسبوع الأخير فى ديسمبر بستانا يانعا بالأفكار المثمرة المطعمة بحنين الذكريات حتى تخطو الخطوة الأولى على أعتاب السنة القادمة واقفا على أرض صلبة، تاركا الألم مفعما بالحب والأمل.. مشاعر الحب والوئام والتخفف من الهموم والتمسك بالحلم والأمل من وراء القصد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة