"الجارة أم الصغير".. إحدى قرى واحة سيوة البعيدة والأقرب للصحراء الغربية تقع في منتصف الطريق بين سيوة ومطروح، وتبعد عن كل منهما 300 كيلو متر بالتساوى، من بين سكان تلك القرية البعيدة الحاج أحمد بركة، قارب عمره الـ 90 عامًا ولديه 4 أبناء و18 حفيدًا، مع النظرة الأولى إليه تجد خطوط الزمن وقد ترك أثارها على وجهه الأسمر، ولفافة رأسه البيضاء تعكس نقاء قلبه وصفاء ضحكته.
الحاج أحمد بركة أكبر معمر في سيوة
في جلسة طويلة ومٌريحة للنفس مع أكبر معمر في سيوة، تعرفنا على عادت وتقاليد أهالى القرية التي يبلغ عدد سكانها الـ500 نسمة ولا يتعدى عدد منازلها عن 90 منزلا، في البداية حيانا "بركة" بعدة لغات يتقنها جيدًا فقال:" آش حالك لغة بدوية، إزيك لغة مصرية، هو أر يو لغة إنجليزية، كومس تيرى لغة إيطالية، سودونودو بالهندية، تنتا الحال باللغة السيوية".
الحاج أحمد بركة أكبر معمر في سيوة
وبصوت هادئ قال الحاج أحمد بركة: أنه ابن قبيلة سعد الله من احدى القبائل العربية، ولد في الجارة المصرية أبًا عن جد، يعمل إمام وخطيب ومحفظ للقرآن في وزارة الأوقاف المصرية وعمل فيها 24 عامًا بدون أجر، كما أن والده وجده عملا بنفس الوظيفة، حفظ القرآن على يد جده الذى تعلم وتخرج في دار المعارف بالقاهرة، يتحدث "الجَد" اللغة الأمازيغية والتي تُعد لغتهم الأساسية في سيوة وخاصة في قريته الجارة، علمنا الكبير بعض الكليمات السيوية فقال" أما يعنى ميه، والأكل يعنى إتشو، المخمخ وهو عشب الرجلة" .
الحاج أحمد بركة أكبر معمر في سيوة
ومن عادات النساء في سيوة وخاصة الجارة، أن المرأة كانت لا تخرج من بيتها أبدًا نهارًا خوفًا عليها أن يراها أحد، وله واقعة مع أمه وهو صغير، فطلب منه جده أن يأخذها بعد صلاة العشاء لزيارة جارة لها مريضة، وبالفعل أجاز المهمة رغم عدم وجود إضاءة في ذلك الوقت، ولكن في زمننا الحديث أصبحت تخرج ولكن للضرورة فقط مرتدية عباءة أو "ملاية" كما يطلقون عليها من رأسها إلى كعب أرجلها، وتكون بصحبة أحد من أبنائها أو أخ لها أو زوجها.
الحاج أحمد بركة أكبر معمر في سيوة
يقول الجد "بركة" :" كنا 9 أخوات كانت أمى تصحى مع أذان الفجر ويضر بالراحة لتطحن الحبوب لتسوى الخبز وتعد الفطور، وكان زيت زيتون مع الجبنة والزعتر المطحوت، وكان الأكل المفضلة زمان اسمها المخمخ بالسيوي وهى الرجلة باللغة العربية وبلبشة باللهجة الليبية، لما تأكلها تشعر أن معدتك أصيبت بالتعنية الشديدة، ليخرج كل السموم من البطن حتى السحر بيطلعه المخمخ، الناس مش عارفة إنه علاج".
الحاج أحمد بركة أكبر معمر في سيوة (1)
وتابع" التجلتنيتى أكلة سيوية بيجيو البلح ويفركوه في الميه ويتصفى وبعدين يجيبوا الدقيق يطبخوا الدقيق في الميه، ويحطوا عليه زيت زيتون، ولو عندك صداع أهم شيئ هو الزعفران نطحنه ونجيب ميه ورد وليمون بنزهير ونعصره وتدهن على راسك 3 أيام ويروح اللصداع خالص"، أما عن المغص فقال" تيجبي الزعتر واسمه بالسيوى إيزري وبالبدو الشيخ، ينقع في الميه وتشربها، لو في ديدان هتطلع، ويهدى المعدة، وللألام الأسنان نجيب ورق شجر الزيتون وتغليه ونتمضمض بيه".
الحاج أحمد بركة أكبر معمر في سيوة (5)
الحاج أحمد بركة أكبر معمر في سيوة (8)
الحاج أحمد بركة أكبر معمر في سيوة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة