سفير عمان فى حوار لـ"اليوم السابع".. دور مصر محورى فى استقرار المنطقة وعلاقاتنا تشهد دفعة قوية.. فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادى ونشارك بمشروع الطاقة المتجددة بالسويس.. "حياة كريمة" نموذج للاستثمار فى الإنسان

الجمعة، 02 ديسمبر 2022 06:00 م
سفير عمان فى حوار لـ"اليوم السابع".. دور مصر محورى فى استقرار المنطقة وعلاقاتنا تشهد دفعة قوية.. فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادى ونشارك بمشروع الطاقة المتجددة بالسويس.. "حياة كريمة" نموذج للاستثمار فى الإنسان سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومحررة اليوم السابع
حوار ـ إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ مصر لها دور محورى فى استقرار المنطقة ونقدر هذا الدور

ـ الدولة المصرية نجحت فى تقديم صورة مشرفة للعرب من خلال قمة المناخ.. وطفرة تنموية وعمرانية غير مسبوقة تشهدها البلاد

ـ فتح مزيد من أفق التعاون الاقتصادى بين البلدين.. عُقدت عدة لقاءات على هامش قمة المناخ بين مستثمرين عمانيين وممثلى هيئة الاستثمار لبحث مزيد من فرص الاستثمار فى مصر

ـ استثمارات بقيمة 1.5 مليار دولار فى مشروع طاقة الرياح بالسويس وجهاز الاستثمار العُمانى يشارك فيها بـ10%

 

طفرة كبيرة تشهدها العلاقات المصرية العُمانية على كافة الأصعدة، مدعومًة بدفعة قوية من قيادتى البلدين ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى والسلطان هيثم بن طارق تجسد رغبتيهما فى تطوير تلك العلاقات".. هكذا عبر سفير سلطنة عمان بالقاهرة السفير عبدالله بن ناصر الرحبى عن مستوى العلاقات التى تجمع مصر والسلطنة.

وأكد الرحبى فى حوار لـ"اليوم السابع"، على هامش الاحتفالات بالعيد الوطنى الثانى والخمسين للسلطنة، والذى تزامن مع الاحتفاء بذكرى اليوبيل الذهبى للعلاقات الدبلوماسية بين مصر والسلطنة، أن هناك زخم فى الزيارات المتبادلة لوفود رجال الأعمال ما يُبشر بفتح آفاق جديدة لمزيد من التعاون الاقتصادى، مشيرا إلى توقيع مذكرة تعاون للاستثمار فى مجال الطاقة المتجددة بالسويس بالتعاون مع "أكوا باور" السعودية على هامش فعاليات قمة المناخ التى عقدت مؤخرا بشرم الشيخ.

وأعرب السفير العُمانى عن تقديره ودولته، لما تبديه الحكومة المصرية من رعاية واهتمام ولتسهيل أعمالهم، مشددًا على أهمية الدور المحورى الذى تلعبه مصر بالمنطقة وهو ما يحظى بتقدير كبير.

كما أشاد بالنهضة العمرانية والتنموية التى تشهدها مصر، وخاصة مشروع "حياة كريمة"الذى يُعد استثمارا فى الإنسان، وتأكيدا عمليا على أن الإنسان يأتى أولاً، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى بأكثر من مناسبة.

وعلى صعيد التنمية الداخلية بالسلطنة ، أشار السفير إلى الخطوات الكبيرة التى قامت بها السلطنة  فى ظل الانطلاق نحو تنفيذ رؤية السلطنة 2040، كما تطرق السفير إلى العديد من الملفات نتناولها فى تفاصيل هذا الحوار ..

 

ما الذى ترمز إليه احتفالية مصر وسلطنة؟

يأتى الاحتفاء بمناسبة مرور 50 عاما على تدشين العلاقات البلوماسية بين مصر والسلطنة فى سياق الاهتمام المتبادل بتلك العلاقات، وما تمثله من قيمة كبيرة لكلا البلدين، وهذه مناسبة عزيزة على نفوسنا، ونكن لمصر التقدير والاحترام على المستويين الشعبى والرسمى.

ومرت تلك العلاقات بمحطات تاريخية مهمة، وصولًا إلى العصر الحديث منذ تولى السلطان الراحل قابوس بن سعيد فى سبعينيات القرن الماضى الذى وضع نهجا لتلك العلاقات حينما قال عن مصر "لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي، وهي لم تتوان يومًا في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام، وأنها لجديرة بكل تقدير"، واستمرت تلك العلاقات تزداد نموًا يومًا تلو الآخر، وستظل .

61b19814-a2f7-4c21-945b-c3d230124201
سفير سلطنة عمان خلال لقائه مع اليوم السابع

 

إن العلاقات بين مصر والسلطنة تمتد إلى أبعد من الخمسين عاما، فهناك روابط تاريخية بين البلدين تعود جذورها إلى أكثر من 3500 عام بين الفراعنة وحضارة عُمان فى ذلك الوقت، ففى جنوب عُمان جاءت الملكة حتشبسوت حيث كانت تمتاز تلك المنطقة بزراعة اللُبان الذى كان يُعد سلعة نادرة فى ذلك العصر وكان ينمو بمنطقة محددة من السلطنة وكان يستخدمه الفراعنة فى المعابد، وكانت تلك المرحلة نقطة انطلاق العلاقات التجارية التجارية بين البلدين، وظلت تلك العلاقة ثابتة فى أسسها متطورة فى مستواها وتنمو بشكل مستمر.

unnamed-19
 

 

وهناك دعم متبادل بين الدولتين، ومواقف عُمان تجاه مصر تظل عالقة بالأذهان، ففى أثناء الحملة الفرنسية على مصر كانت عُمان (سيدة البحار) وقتذاك تسيطر على الطريق البحرى، حيث إن السواحل العُمانية تمتد لـ3 آلاف كيلو متر وسيطرت على تلك  الموانئ بين الشرق والغرب، وكان الفرنسيون حينها يرغبون فى توقيع اتفاقية مع عُمان ولكن السلطنة رفضت احتجاجا على الحملة الفرنسية على مصر الشقيقة، وفى عام 1948 قام السلطان بن تيمور بزيارة إلى مصر والتقى بالملك فاروق.

وأثناء العدوان الثلاثى على مصر قام السلطان بمبادرة استقطاع جزء من رواتب الموظفين لمساعدة مصر.

وفى العصر الحديث حينما تولى السلطان الراحل قابوس بن سعيد زار مصر عام 1972 وكانت تلك الزيارة فاتحة مرحلة من العلاقان المتميزة بين البلدين، وجاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى السلطنة فى يونيو الماضى، ولقائه مع السلطان هيثم بن طارق لتعطى دفعة قوية لمسيرة العلاقات بين البلدين.

السفير العمانى وحرمه  فى جانب من احتفالية مصر وسلطنة عمان
السفير العمانى وحرمه فى جانب من احتفالية مصر وسلطنة عمان

 

..وعلى الصعيد الاقتصادى، هل هناك أفق لتطوير تلك العلاقات؟

نعم، العلاقات الاقتصادية بشكل خاص تشهد زخما كبيار وهناك تزايد فى عدد الزيارات المتبادلة لرجال الأعمال من البلدين، وتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون بين البلدين فى المجالات الصناعية والسياحية والاقتصادية.

وخلال قمة المناخ التى عُقدت مؤخرا فى مدينة شرم الشيخ، تم توقيع مذكرة تفاهم مشتركة بين مصر وسلطنة عمان مثلة فى جهاز الاستثمار العُمانى وأكوا باور السعودية للاستثمار فى مشروع طاقة الرياح بالسويس، بحجم استثمارات تبلغ 1.5مليار دولار، يمتلك الجهاز العُمانى فيها 10%، وهناك توقعات بتزايد حجم الشراكات والاستثمارات سواء العُمانية فى السوق المصرية أو الاستثمارات المصرية فى السوق  العُمانية، وتم أيضا عقد عدة لقاءات بين مستثمرين عمانيين وممثلى هيئة الاستثمار لبحث مزيد من فرص الاستثمار فى مصر .

 

فى ظل ما يشهده العالم من متغيرات انعكست على المنطقة، ما رؤيتك للدور المصرى؟

مصر دولة ذات حضارة عريقة كما أن لها دورمحورى بالمنطقة نقدره، ووسط منعطفات تاريخية ظلت عُمان مؤمنة بالدور المصرى.

مصر تلعب دورا مهما فى استقرار المنطقة، لذا فهى تستحق الدعم فى جهودها ، وعل هذا ما يفسر الدعم الذى قدمته الولايات المتحدة الأمريكية لمصر خلال زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لشرم الشيخ ومشاركته فى فعاليات قمة المناخ.

ونحن نحتفى مع الشعب العُمانى بالعيد الوطنى الـ52، ما أبرز ما تحقق للسلطنة فى مسيرة رؤية 2040؟

إن ذكرى العيد الوطني الثاني والخمسين لسلطنة عمان تجعلنا نتأمل حجم الإنجازات غير المسبوق والتي تحققت خلال خمسين عاماً مضت، برعاية السلطان قابوس تلك الإنجازات التي وضعت السلطنة على خارطة العالم واستطاعت عُمان أن تستعيد دورها المهم في الحضارة الإنسانية، كما أن ما تشهده السلطنة من تطور تحت رعاية السلطان هيثم بن طارق ياتى فى سياق الخطة الموضوعة لتحقيق رؤية السلطنة 2040، التى تستشرف المستقبل.

وقد شهدت عُمان منذ عامين انطلاقة جديدة فى مسيرة نهضتها بقيادة السلطان هيثم بن طارق  لتُضاف إنجازات أخري إلى مسيرة التنمية العمانية على الرغم من التحديات التي واجهتها تلك المسيرة والتى فرضتها جائحة كورونا والتحديات الإقتصادية التي ما زالت آثارها تلقي بظلالها على الإقتصاد العالمي إلا أن عمان استطاعت تجاوز تلك الظروف والتحديات وحققت إنجازات على مختلف الأصعدة، حيث حصلت السلطنة على تصنيف بين أفضل خمس دول عربية في التنمية البشرية عام 2022، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مؤخراً وهو المؤشر الذى يرصد مدى تمتع الناس بحياة صحية ومعيشية لائقة ومدى الإهتمام بالمعرفة في دول العالم.

جانب من حديث السفير العُمانى ليوم السابع
جانب من حديث السفير العُمانى ليوم السابع

 

إضافة إلى ارتفاع التصنيف الائتماني مرتين خلال العام الجاري، و ضبط وترشيد الإنفاق وإعادة هيكلة الجهاز الإدارى للدولة بهدف رفع مستوى الأداء الحكومى ليأتي متواكباً مع رؤية عمان 2040.

وأعلنت سلطنة عمان في مؤتمر المناخ الذي إنعقد في مدينة شرم الشيخ، تاريخاً لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2050م بهدف إتخاذ خطوات سريعة للعمل على الحفاظ على المناخ.

كما أن استشراف السلطان، لمستقبل السلطنة انعكس إيجابًا على تكامل وتناغم عمل المؤسسات والوحدات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وهو ما ظهرت نتائجه جليا من منجزات ماثلة للعيان في مختلف المجالات اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، فجاء قرار إعادة هيكلة مجلس الوزراء في الـ16 من يونيو الماضي ليؤكد حرصه على متابعة الجهود المبذولة في تجويد الأداء الحكومي لوحدات الجهاز الإداري للدولة تحقيقًا لرؤية عُمان 2040 ، بالإضافة إلى إنشاء مجلس أعلى للقضاء في توحيد الجهاز القضائي والإدعاء العام لتحقيق نهج إداري سليم. كما أكد السلطان على أهمية إشراك المجتمع في الرأي تطبيقاً لمبدأ الشورى على أهمية التواصل واللقاءات مع شيوخ وأعيان محافظات وولايات سلطنة عمان بهدف الإستماع المباشر منهم دعماً لخطة التنمية 2040.

ثم جاء قرار إضافة ولايتين جديدتين إلى التقسيم الإداري لسلطنة عُمان، وذلك برفع المستوى الإداري لكل من نيابتي الجبل الأخضر وسناو، لتكونا بمستوى ولايتين، وليصبح عدد ولايات سلطنة عُمان 63  ولاية لجذب الاستثمارات إليها وتنمية مواردها والارتقاء بالخدمات والأنشطة فيها.

كنت من المشاركين فى فعاليات قمة المناخ، كيف تقيم أهمية استضافة مصر لتلك القمة ومخرجاتها؟

نثمن جهود الدولة المصرية التى نجحت فى تقديم صورة مشرفة للعرب من خلال هذا المحفل الدولى مؤتمر المناخ، وهذا ليس بأمر جديد على مصر، فاعتدنا منها تقديم فعاليات على أعلى مستوى احترافى.

إن دولتنا شاركت بوفد كبير فى المؤتمر والشركات العاملة فى الاستثمارات بقطاعات مختلفة، كما شاركنا بجناح كبير لأول مرة يكون لنا مشاركة بمثل هذا الحجم، بمشاركة المرأة والشباب والمجتمع المدنى عرضنا من خلاله تجارب السلطنة فى التحول نحو الالطاقة النظيفة واستراتيجيتنا بخصوص الوصول لصفر انبعاث كربونى بحلول 2050، والفرص المتاحة لدينا للاستثمار فى طاقة الرياح.

 وقد نجحت مصر فى الوصول إلى نتائج فاعلة فى نهاية تلك القمة، لكن تنفيذ تعهدات الدول بشأن المناخ يحتاج لتضافر جهود جميع الدول، ونحن نثق فى قدرة الدبلوماسية المصرية برئاسة وزير الخارجية سامح شكرى رئيس قمة المناخ، ومصر تتحول للطاقة المتجددة بشكل لافت وسرعة كبيرة وخطوات ثابتة .

كما نجحت مصر خلال القمة أيضا فى توقيع اتفاقيات تجاوزت قيمتها 80 مليون دولار خلال هذه القمة وهذا ما أسعدنا جميعا كعرب.

بعين غير مصرية.. كيف ترى ما تحقق فى مصر حتى الآن؟

تبهرنا النهضة العمرانية والتنموية التى تشهدها مصر، وخاصة مشروع "حياة كريمة" الذى يُعد حقيقة استثمارا فى الإنسان، وتأكيدا عمليا على أن الإنسان يأتى أولاً، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى فى أكثر من مناسبة.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة