محمود عبدالراضى

صناعة الحلم فى الصعيد

الأربعاء، 21 ديسمبر 2022 12:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما أجمل أن نهتم بفلذات الأكباد منذ الصغر، فـ"يَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا، عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ"، فنصنع الحلم في الصغار منذ نعومة أظافرهم، حتى إذا ما كبروا وكبرت أحلامهم وتخطت النخل العالي، تصبح تلك الأحلام ممكنة، وهذه الأجيال قادرة على تحقيق المستحيل.
 
عظيم تلك الجهود الرائعة، التي تظهر في جنوب بلادنا بصعيدنا الطيب، من اهتمام بالأطفال منذ الصغر، وترسيخ القيم الرائعة لديهم، والعمل على تقويتهم بدنيا ورياضيا، وتنشيط عقولهم، وترسيخ المفاهيم الصحيحة بداخلهم.
 
ما أقوله لك هنا ليس دربا من الخيال، ولكنه واقع يتجسد على الأرض، ففي مسقط رأسي بقريتنا الحبيبة "شطورة" شمال محافظة سوهاج، يؤدى نادى شطورة الرياضي دورا رائعا في تهذيب سلوك الأطفال، من خلال دورات مستمرة، عن المفاهيم الصحيحة، وبناء عقول سليمة، قائمة على المحبة وتقبل الآخرين، وقلوب تتسع للجميع، حيث ينظم النادي دورات مستمرة للأطفال لتعريفهم بالمفاهيم الصحيحة، وبناء الوعي لديهم، وتعريفهم بانجازات بلادهم، وما يقام بها من مشروعات وإنجازات، ودورهم فى الحفاظ عليها.
 
العظيم فى الأمر، أنهم لم يهتموا ببناء الأطفال بدنيا ورياضيا فقط، وإنما حرصوا على بناء عقولهم وفكرهم، إيمانا منهم بأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر.
 
ما أروع هذه المشاهد التى تأتى إلينا من صعيدنا الطيب، مشاهد الطفولة المتفتحة، تجد فى ابتسامتهم البراءة، وفى تعاملاتهم البساطة، لا يحقدون ولا يحسدون وإن أصابهم مكروه لا يتذمّرون، أحاسيسهم مرهفة وأحاديثم مشوّقة وتعاملاتهم محبّبة، إن أسأت إليهم اليوم، في الغد ينسون، وبكلمة تستطيع أن تمحو تلك الإساءة ذلك لأنّ قلوبهم بيضاء لا تحمل حقدا على أحد.
 
عظيم جدا، بناء هذه الأجيال بمفاهيم صحيحة، وصناعة الحلم لأجيال قادمة، فهم ربيع وزهر، وأكاليل ياسمين تتقلّد جيد الحياة فتكون زينة لها، هم قصّة حلم، وقصيدة أمل، وخاطرة عذوبة، هم حياة الروح، وروح الحياة، هم أنفاسٌ عذبة وسحائب ماطرة وأريج عبق.
 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة