نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية دراسة جديدة توضح أن الأطفال الذين يولدون لأبوين مصابين بمرض السكرى أكثر عرضة للإصابة بالتوحد والمشاكل السلوكية.
وأوضحت الدراسة، التى أجرتها مستشفى جامعة تشينج كونج فى تايوان، ونُشرت فى مجلة Developmental Medicine & Child Neurology، أن هناك علاقة قوية بين الإصابة بمرض السكر لدى الأم أثناء الحمل ومجموعة من حالات النمو العصبى لدى الأطفال، ومن ضمن هذه المضاعفات التوحد، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط وتأخر النمو، والإعاقة الذهنية، والشلل الدماغى والصرع.
وخضع لهذه الدراسة مئات الآلاف من الأطفال الذين كانت أمهاتهم مصابات بالنوع الأول أو النوع الثانى من السكرى أو سكرى الحمل، وأثبتت النتائج هذا الكلام.
وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة، البروفيسور باو لين كو، من مستشفى جامعة تشينج كونج، أنه يمكن أن تسبب هذه الأمراض عيوبا فى النمو العصبى، كما أن تغير الجينات فى دم الحبل السرى عند الأطفال الحديثى الولادة والتى تحتوى على الخلايا الجذعية أى اللبنات الأساسية فى الجسم، فهذه العوامل تم أخذها في عين الاعتبار، وأوضحت أن خطر الإصابة باضطرابات النمو العصبي في مرحلة الطفولة يزداد مع زيادة شدة داء السكري لدى الأمهات.
وتتبع فريق البحث 877233 طفلا ولدوا في تايوان بين عامي 2004 و2008 لمدة تصل إلى 12 عاما، وأثبتوا أن تأثير مرض السكري من النوع الأول على اضطرابات النمو العصبى هو الأكبر، يليه مرض السكري من النوع الثاني، ثم سكري الحمل، وارتبط مرض السكري من النوع الأول بزيادة مخاطر تأخر النمو والإعاقة الذهنية والصرع عند الأطفال، فيما ارتبط مرض السكري من النوع الثاني بزيادة خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتأخر النمو والإعاقة الذهنية والشلل الدماغي والصرع.
وارتبط سكري الحمل بزيادة خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وتأخر النمو، وقال البروفيسور كو إنه بالنظر إلى العبء الكبير لمرض السكري وبعض الاضطرابات التنموية العصبية على مستوى العالم، فإن الحد منها في الأطفال المولودين لأمهات مصابات بمرض السكري هو حاجة لم تتم تلبيتها، ورغم أن الاضطرابات التنموية العصبية المختلفة قد تشترك فى نفس الأسباب الكامنة، بما فى ذلك العوامل الجينية والبيئية، إلا أن الآليات المميزة قد تساهم في حالات دماغية مميزة.
ووجدت أبحاث سابقة أن سكري الحمل يزيد من خطر إصابة الأطفال بأمراض القلب، وحدوث تغيرات في جسم الأم خلال فترة الحمل تعد من الأمور المسببة أن تعرض نمو الطفل للكثير من المشاكل وتعرضه لبعض العواقب، ويمكن للتحولات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل أن تتسبب في تغيير حساسية الإنسولين لدى المرأة وتطور سكري الحمل.
وعادة ما يصاحب مرض السكري، من أي نوع، استجابة التهابية من الجهاز المناعي، ولوحظ التهاب في أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد، مما يشير إلى أن هذا قد يكون أحد الروابط بين الحالتين.