من الصعب تصديق أنه كان هناك وقت لم تتمكن فيه "الست المصرية" من التنافس فى العديد من الرياضات والفنون والآداب الأكثر شعبية حول العالم، فهى امرأة مبهرة بكل المقاييس، منذ أن كانت ملكة متوجة حاكمة لأم الدنيا، مستمرة فى الريادة حتى قبل بضعة عقود فقط احتل هؤلاء اللاتى يكسرن القواعد مراكز الصدارة وغيرن منظور العالم للجنس الناعم "المستضعف" إلى الأبد.
تميز عام 2022 بصدارة العديد من السيدات المبهرات فى عدة مجالات منها الرياضية والأدبية والفنية، لم تتوقف عن كونها أما وطالبة وربة منزل، لكنها سارعت فى حصد الجوائز لتعلو أكثر وأكثر بمكنتها العلمية والعملية، ومن ضمن هؤلاء الرائدات اللاتى تميزن فى الرياضة ميار الشريف فى رياضة التنس، حيث صنفت من أفضل 50 لاعبة حول العالم، بجانب مرجان وليد بطلة الرماية قناصة الميدليات الذهبية، ولم تتوقف المبهرات على هذا النحو بل يستمر علو مكانة المرأة علمياً وليس رياضياً فقط، حيث حازت الدكتورة داليا شتا الجائزة الأمريكية لأفضل مشروع بحثي، بسبب اكتشافها علاج عدوى تتسبب فى وفاة 50% من مرضى السرطان، أما فى مجال الفنون حصل الدكتورة نورهان المهدى، المدرس المساعد بكلية الفنون الجميلة، على ثلاث جوائز دولية خلال هذا العام، وهى جائزة ليوناردو دافنشى فى الرسم من دولة إيطاليا، وجائزة باريس الدولية، حيث مثّلت مصرَ فى معرض بمتحف اللوفر بباريس فى شهر أكتوبر 2022، وفى المجال الأدبى حازت كل من الشاعرة الشابة حبيبة الزين على جائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية فى دورتها التاسعة لعام 2022، والأديبة المصرية نوال مصطفى رئيس مجلس إدارة جمعية أطفال السجينات، على جائزة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة العالمية لتمكين المرأة، وذلك لدورها البارز فى تمكين السيدات الفقيرات وأطفالهن من سجينات الفقر، فهن جميعاً أيادى ناعمة ولكنها قوية قادرة على فعل المستحيل.
رحلات تخوضها المرأة المصرية دون توقف أو ملل، تبحث دائماً عن مكانتها التى تكون دائماً فى القمة، لا يأس يأتى لها ولا ظروف تقهرها، البحث مستمر منذ زمن مصر القديمة، حيث تتوافر مجموعة واسعة من الاحتمالات المتاحة للمرأة حسب طبقتها الاجتماعية فلم يقتصر عمل النساء فى الطبقات الوسطى إجتماعياً داخل المنزل على رعاية الأسرة واحتياجاتها فحسب، بل عملن أيضًا خارج المنزل فى رعاية الغنم والزراعة والعمل فى الحقول، وخاصة فى موسم الحصاد المساهمات التي سجلتها جدران المعابد والتى ظلت تاريخ مرسخ لأجيال بعد أجيال يتعلمون منه الطموح والتفانى فى العمل، كما عملت النساء فى العديد من المهن فكن نساجات وفنانات وكاتبات وفنانات وصانعات وطهاة بل وحاكمات لمصرنا الحبيبة، فحتشيبسوت ليست ملكة فحسب، بل نستشعر أن روحها قد سرت في سيدات مصر فتجدهن فى أماكنهن ملكات لا أحد يقدر على قهرهن أو منافستهن، مصر الحضن الآمن لأبنائها وبناتها، تعلوا بمحبيها وبرافعى رايتها عالياً، فالتاريخ يعيد نفسه بالإنجازات وحصاد الكنوز، الكنوز الداخلية المتأصلة فينا كشعب محب للعمل والإبداع وليست الكنوز المقتنصة والملموسة فقط، فصار عام 2022 موسم حصاد جوائز ستات مصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة