تدخل القضية الفلسطينية مرحلة جديدة هي الأصعب مع تشكيل حكومة يمينية الأشد تطرفا خلال العقود الماضية، ما يبدد أي فرصة لتفعيل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وسط تخوفات من تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس المحتلة، ما دفع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لتوجيه رسائل تحذيرية إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي من أي تصعيد في القدس.
بدوره، حذر العاهل الأردنى الملك عبدالله الثاني من تجاوز الخطوط الحمراء في القدس، من قبل متطرفين من كافة الجهات لإذكاء الصراع والعنف، مؤكداً أن استغلال القدس لأغراض سياسية يمكن أن يخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة.
وجدد العاهل الأردني في حوار لشبكة سي إن إن الأمريكية، الأربعاء، التأكيد على أهمية الوصاية الهاشمية، بقوله: "نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس"، معرباً عن القلق من وجود تحديات تواجه الكنائس؛ إثر السياسات المفروضة على الأرض.
وفي رده على سؤال حول بوادر انتفاضة فلسطينية ثالثة، حذر العاهل الأردنى من أنها قد تقود إلى "انهيار كامل"، مؤكداً أنّ هذا الأمر لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين.
واستعرض ملك الأردن جوانب من تاريخ الوصاية الهاشمية، وصلتها بصون المقدسات الإسلامية والمسيحية، على مدار أكثر من مئة عامٍ، وقال الملك عبد الله الثاني: "محظوظون في بلدنا وفي القدس؛ لأن لدينا أقدم مجتمع عربي مسيحي".
وحول جهود تطوير موقع المغطس والمشاريع القائمة، أشار العاهل الأردنى إلى الحرص على الحفاظ على هذا الموقع لقرون قادمة، لافتاً إلى مشاريع عدة لتطويره، بينها إنشاء متحف تاريخي لتسليط الضوء على تاريخ المسيحية، وإنشاء مراكز تدريب لمختلف الكنائس.
وفي نهاية المقابلة، نوه ملك الأردن إلى أهمية التكامل الإقليمي، في كسر الحواجز، لافتاً إلى حضور القضية الفلسطينية في الشارع العربي من خلال التعاطف معها في فعاليات كأس العالم، وداعياً إلى خطوات بنّاءة بين دول الإقليم.
إلى ذلك، عرض رئيس وزراء الاحتلال المكلّف بنيامين نتانياهو، الأربعاء، الخطوط العريضة لبرنامج حكومته اليمينية المتطرفة التي ستؤدّي اليمين، الخميس، مسلّطا الضوء على توسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
وقال حزب الليكود الذي يتزعّمه نتانياهو والذي فاز مع حلفائه في الأحزاب الدينية المتشدّدة والأحزاب اليمينية المتطرّفة في انتخابات الكنيست في الأول من نوفمبر الماضي، في بيان له، إنّ "للشعب اليهودي حقّا حصريا وغير قابل للتصرّف في جميع أنحاء الأرض، وستشجّع الحكومة وتطوِّر الاستيطان في جميع أنحاء الأرض في الجليل والنقب والجولان والضفة الغربية".
وأشار البيان إلى مطالبة أحزاب اليمين المتطرّفة بمنح قوات جيش الاحتلال هامش تحرك أكبر في إطار استخدام القوة في الضفة الغربية، ضد الفلسطينيين.
وجاء في البيان أنّ "الحكومة ستعمل على تعزيز قوات الجيش ودعمهم بهدف محاربة الفلسطينيين وقتلهم".
وأكد أنّ "الوضع الراهن في ما يتعلّق بمسائل الدين والدولة سيبقى كما هو، بما في ذلك في ما يتعلّق بالأماكن المقدّسة".
وأعلن نتانياهو الأربعاء تعيين يوآف جالانت وزيرا لجيش الاحتلال.
ويعتبر جالانت (64 عاما) الذي كان قائدا سابقا للجبهة الجنوبية، أحد المؤيدين المخلصين لنتانياهو وقد شغل أيضا عدّة مناصب وزارية في الحكومات السابقة التي ترأسها. وبات جنرالا في العام 2002 كما أصبح الملحق العسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون.
وكان جالانت ضابطاً في وحدة النخبة، ثم قائد الفرقة العسكرية التي كانت تسيطر على قطاع غزة في نهاية التسعينات، ثمّ أصبح لاحقاً القائد العام للمنطقة الجنوبية.
من جهة أخرى، أعلن الليكود أنه يريد انتخاب رئيس جديد للكنيست هو أمير أوحانا.
في ذات السياق، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الأربعاء، أن إعلان بنيامين نتنياهو الخطوط العريضة لحكومته اليمينية، بتعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، هو مخالف لجميع قرارات الشرعية الدولية وخاصة القرار رقم (2334) الصادر عن مجلس الأمن، والذي أكد أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيه القدس الشرقية، غير شرعى.
وأضاف أبو ردينة، في بيان صحفي، أن هذه التصريحات تشكل تصعيدا خطيرا وسيكون لها تداعيات على المنطقة، ولذلك نقول "على الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة، أن تدرك بأنه دون الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، فلن يتحقق أي شيء، وأنه لن تبقى هناك أي مستوطنة على أراضي دولة فلسطين المستقلة".
وأكد أبو ردينة أنه بدون دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لن يكون هناك أمن أو استقرار في المنطقة، وقال أبو ردينة إنه يتعين على الإدارة الأمريكية أن تحول أقوالها إلى أفعال، حيث التزمت بحل الدولتين وبدون ذلك لن يكون هناك استقرار في المنطقة".
فيما كشف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الأربعاء، عن تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مكالمة هاتفية من وزير دفاع جيش الاحتلال بيني جانتس قبل ساعات من اعتماد الحكومة الجديدة.
أكد أبو مازن – بحسب ما نقله حسين الشيخ - أهمية وقف جميع الاعتداءات والاجتياحات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، مشيرا إلى أهمية خلق مسار سياسي ينهي الاحتلال وفق الشرعية الدولية.