زينب عبداللاه

فى محبة البرنسيسة ليلى طاهر.. وحشتينا يا جميلة الجميلات

الجمعة، 09 ديسمبر 2022 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"قارورة العسل" هكذا سماها الكاتب الصحفى والأديب الكبير إحسان عبدالقدوس، وهكذا هى دائما فى كل مراحل عمرها، تنظر إلى وجهها الجميل وابتسامتها الصادقة وأدائها السهل الممتنع، فتشعر بالارتياح وينفذ حبها وفنها إلى القلب والوجدان.

 

هى رمز من رموز الفن المصرى والعربى ونجمة من نجوم الزمن الجميل، امتد عطاؤها الفني، وأمتعتنا فى كل مراحل عمرها، أحد أجمل الوجوه التى طلت على الشاشة وسكنت القلوب، ليس فقط بجمالها ولكن بموهبتها العظيمة التى أثرت السينما والمسرح والتلفزيون .

 

تاريخ طويل من الفن والجمال والرقى والذكاء والثقافة، وعشرة طويلة ومحبة غامرة يستدعيها اسم الفنانة الكبيرة ليلى طاهر، قاروة العسل الجميلة، التى يعادل اسمها كل معانى التفاؤل والحضور والجمال والرقة والرقى.

 

الفنانة الكبيرة التى يجمع الجميع على حبها ويشتاق الجمهور دائماً إلى طلتها، ويوقن دائماً حين يرى اسمها على أى عمل فنى أنه سيرى فناً راقياً ويستمتع بأداء مبهر، حيث تنوعت الفنانة الكبيرة فى كل أدوارها ولم تنحصر فى قالب واحد بل قدمت الكوميدى والتراجيدى، الرومانسى والاجتماعى والتاريخى والدينى.

 

ليلى طاهر اسم يمثل أحد كنوزنا الفنية التى نفخر بها، صاحبة المشوار الطويل الثرى الذى بدأته نهاية الخمسينات وهى  طالبة بمعهد الخدمة الاجتماعية واستمر المشوار الذى تعاونت فيه مع كبار وعمالقة الفن كمن يبنى صرحاً بهدوء وإتقان وإبداع دون ضجيج أو صخب، مما جعلها تحتل مكانة خاصة فى قلوب الملايين، حاضرة حتى وإن غابت بسبب ظرف صحى أو قرار بالابتعاد والاكتفاء بتاريخها الفنى وأعمالها العظيمة، تعيش معنا كما قالت بمئات الأعمال العظيمة، التى تنوعت تنوعاً كبيراً، حيث أدت أدوار المراهقة والبرنسيسة، وزوجة ريتشارد قلب الأسد الجميلة التى تشبه مريم العذراء كما قال عنها المخرج العالمى يوسف شاهين، وأدت أيضاً أدوار المرأة الناضجة والفلاحة والممرضة والطبيبة، والزوجة والأم، وأبدعت فى عشرات المسرحيات والأعمال الدينية والتاريخية وشاركت العمالقة فى صناعة  روائع الأعمال حتى أصبحت صاحبة رصيد فنى ضخم، رأت ألا تسيء إليه بقبول أدوار لا تليق بها وبتاريخها.

بدأت موهبة شيرويت مصطفى فهمى الشهيرة بليلى طاهر فى مسرح المدرسة، وكان والدها ذو عقل متحرر وسابقاً لعصره حيث درس لمدة سبع سنوات في أوروبا، ، ورغم ذلك أصر على إلحاق ابنته بإحدى المدارس العربية ورفض أن تلتحق بمدرسة فرنسية كي تتحدث بلغة وطنها.

 

وبدأت الفنانة الكبيرة  مشوارها الفنى بالمشاركة فى فيلم أبو حديد أمام وحش الشاشة فريد شوقى، واختار لها المنتج الكبير رمسيس نجيب اسم ليلى طاهر وهو اسم إحدى بطلات رواية ليوسف السباعى، وشاركت الفنانة الجميلة فى بداياتها بفيلمى الناصر صلاح الدين والأيدى الناعمة مع عمالقة الفن، فلم تقل عنهم إبداعاً وتألقاً ، وعملت كمذيعة تلفزيونية مع بداية إرسال التلفزيون المصري عام 1960، حيث جمعتها لقاءات ومواقف عديدة بالمخرج التلفزيوني روبير صايغ الذي كان من الرعيل الأول لمخرجي التلفزيون، وكان وقتها عدد المذيعات قليلا، فكانوا يستعينون بالنجمات لتقديم بعض البرامج، وقدمت ليلى طاهر برنامج مجلة التليفزيون.

انطلقت الفنانة الجميلة فى مسيرتها الفنية لتشارك فى العديد من الأعمال الهامة، ومنها أفلام عدو المرأة ، الخائنة، أيام ضائعة، بطل للنهاية ، وغيرها ، كما شاركت عمالقة المسرح فى العديد من الأعمال المسرحية، ومنها الدبور ، عريس فى أجازة ، كومبارس الموسم، غراميات عفيفى، سنة مع الشغل اللذيذ ، وغيرها، كما قدمت العديد من الشخصيات المهمة على المسرح منها «أوفيليا» فى مسرحية «هاملت» و«ديدمونة» فى مسرحية «عطيل» ، ثم قدمت شخصية «أم هاملت» حينما قدمها الفنان فتحى عبد الوهاب.

وكونت ثنائى فنى مع الفنان الكبير صلاح ذو الفقار الذى شاركته العديد من الأعمال ، وشاركت في العديد من روائع الدراما والمسلسلات التلفزيونية والتي تنوعت بين المسلسلات الدينية والاجتماعية والكوميدية منها (القاهرة والناس، عادات وتقاليد ،القضاء في الاسلام، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، بوابة الحلواني، فوازير عمو فؤاد، عائلة الأستاذ شلش).

وكان آخر عمل شاركت فيه الفنانة الكبير مسلسل "الباب فى الباب" عام 2014، ومنذ سنوات لم تشارك الفنانة الكبيرة فى أعمال جديدة ، حيث أشارت إلى أن ما يعرض عليها من أعمال لا يناسبها، كما تعرضت لأزمة صحية بعد سقوطها فى منزلها وإصابتها فى ساقها مما استلزم إجراء جراحة وفترة من العلاج الطبيعى بدأت تتعافى بعدها، ولكنها أعلنت أنها تكتفى بتاريخها الفنى وما قدمته من أعمال تشعرها بأنها لا تزال حاضرة بين جمهورها المحب.

بالتأكيد فإن الفنانة الجميلة الراقية ليلى طاهر لم تغب عن جمهورها رغم عدم مشاركتها منذ سنوات فى أية أعمال فنية جديدة لأنها حاضرة دائماً فى وجدان ملايين الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج بمحبتها وأعمالها ورصيدها وتاريخها الفنى الثرى المشرف، ولكن مهما غاب الفنان وابتعد وقال أنه اكتفى بما قدمه، خاصة إذا كان ما يعرض عليه من أعمال لا تتناسب مع تاريخه وموهبته، فإنه يحن دائماً للفن الجيد، ويشتاق لجمهوره ويتمنى أن يطل عليه بما يليق به وبتاريخه وموهبته، ورغم ما صرحت به الفنانة ليلى طاهر من أنها لن تتراجع عن قرار الابتعاد والاكتفاء بتاريخها ورصيدها الفنى، نتمنى أن تجد الفنانة الكبيرة عملاً فنياً يليق بها وبتاريخها يحفزها على العودة من جديد ونتمنى أن نستغل هذا الكنز والجوهرة الفنية الفريدة وما تتمتع به من رصيد محبة فى قلوب الملايين، وأخيراً نقول للجميلة دائماً ليلى طاهر جمهورك يشتاق إليك وإلى فنك الراقى وإبداعك الذى لا ينضب، وفى انتظار عودتك وطلتك ياجميلة الجميلات.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة