أحمد فتوح.. على الجميع أن يحفظ هذا الاسم جيدا، هو اللاعب الذي قدم أفضل أداء لظهير أيسر في بطولة كأس الأمم الأفريقية، رغم وجود منافسين له مع منتخباتهم، يلعبون في أكبر دوريات العالم، لكنه تفوق على الجميع وكتب شهادة ميلاد ظهير دولي بمواصفات عالمية.
وجاء فتوح عقب سنوات طويلة من المعاناة من مركز الظهير الأيسر فى الكرة المصرية بشكل عام، والتي انعكست بدورها على المنتخب الوطني، لعدم وجود الظهير الأيسر المتكامل على مستوى الدفاع والهجوم، منذ اعتزال الجيل الذهبى للفراعنة.
فتوح مدافع أيسر تتجسد قوته في الزيادة الهجومية، هذا كان انطباع الجميع عن فتوح قبل انطلاق البطولة القارية، لكن حينما تتصدى للاعب بحجم نيكولاس بيبي، جناح أرسنال، في لقاء كوت ديفوار فهذا هو فتوح الجديد، الذي لا تقل قدراته الدفاعية، عن الهجومية.
ولم يكتف ظهير أيسر الزمالك والمنتخب بالأداء المثالي في مواجهة الأفيال، بل كان التحدي الأبرز له مواجهة الظهير الأيمن الأفضل في العالم أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان الفرنسي، والذي تلاعب بكل المدافعين في البطولة وسجل هدفين، لكن مع فتوح لم ينجح حكيمي في الوصول إلى مبتغاه، لأنه وجد مدافعا يملك خبرات تفوق عمره ومشاركاته.
فتوح لعب بقميص المنتخب الأول 16 مباراة فقط حتى الآن، تمكن خلالها من تسجيل هدف واحد جاء في لقاء ليبيا بتصفيات كاس العالم، لكن مستواه يحمل الكثير من الدلالات الكروية التي تفوق ما تجسده تلك الأرقام، بعدما كان سببا مباشرا لوصول الفراعنة إلى نصف نهائي أمم إفريقيا.
والمؤكد أن فتوح بعد هذا المستوى سيكون هدفا للعديد من الأندية الأوروبية والخليجية، لكن أين يحط ظهير أيسر المنتخب رحاله.. هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة.
مسيرة قصيرة حافلة بالتألق فى تاريخ اللاعب الواعد، الذى لم ييأس بعد إعارته من الزمالك وسموحة، بل تألق وفرض نفسه من جديد للعودة إلى القلعة البيضاء وحجز مكانا أساسيا فى المنتخب الأولمبي الذي تأهل إلى طوكيو.
ومع تألقه كان من المنطقي أن ينضم أبو الفتوح إلى المنتخب الأول تحت القيادة الفنية لكارلوس كيروش، الذى رأى فيه الظهير الأيسر المناسب للفراعنة فى أمم أفريقيا، وأثبت فتوح أنه على قدر المسؤولية بعدما قدم مستويات رائعة مع المنتخب، خاصة فى مباراة كوت ديفوار الأخيرة، والتى حسمها المنتخب بركلات الجزاء الترجيحية، بعد التعادل سلبيًّا فى الوقتين الأصلي والإضافى، ليتأهل الفراعنة إلى الدور ربع النهائي بالبطولة، ويواجهون المغرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة