ـ رئيسة المفوضية الأوروبية تدعو العالم للتحالف لإنقاذ المحيطات
- جون كيرى يدعو للتحرك السريع لمكافحة التلوث
جهود حثيثة تقودها فرنسا لمكافحة التغير المناخى والحفاظ على التنوع الأحيائى في البحا والمحيطات، يتضافر جهود المجتمع الدولى، تلك كانت رسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي أعلنها من قمة "محيط واحد" المنعقدة اليوم في مدينة بريست الفرنسية بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وقادة ومسئولون من مختلف دول العالم .
تركز القمة على الموضوعات ذات الصلة بالبحار والمحيطات، بما في ذلك الحفاظ على النظم الحيوية بها ومكافحة التلوث البحري بشتى أنواعه، وعلاقة البحار والمحيطات بجهود مواجهة تغير المناخ.
ماكرون
تأتي هذه القمة في إطار سلسلة قمم تُعنى بالموضوعات البيئية، ينظمها الجانب الفرنسي بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون منذ عام 2017، وستعنى كذلك بدعم مفهوم "الاقتصاد الأزرق المستدام" وحشد التمويل له.
ماكرون يدعو لأجندة دولية
من جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في كلمته خلال انطلاق فعاليات قمة "محيط واحد"، إن فرنسا هي النفوذ البحري الثاني في العالم بفضل البحارة الفرنسيين، مؤكدا أن هناك خيارات علمية سيتم طرحها لمكافحة تلوث المحيطات.
وشدد ماكرون على أهمية الروح التضامنية بين دول المحيطات والتي ستكون حاسمة لإنهاء مآسي البحار، مشيرا إلى أن مصير مدينة بريست هو مصير مرتبط بالمحيطات، ودعا الرئيس الفرنسي جميع المشاركين في قمة "محيط واحد" إلى ضرورة تقديم تعهدات والتزامات من شأنها تحافظ على الأنظمة البحرية.
وقال ماكرون : "علينا اليوم تقديم وعود وتعهدات واضحة وصارمة للحفاظ على الأنظمة البحرية، وحماية البحار من التلوث، لكي تتنوع الأحياء"، لافتا إلى أن الجميع لديهم هدف واحد هو مكافحة فقدان التنوع الأحيائي وتغير المناخ، مؤكدا أنه في عام 2022 سيتم إقرار المصير الخاص بالبحار.
وأوضح ماكرون أن الحوار خلال هذه القمة سيقدم "حماية الأنظمة البحرية، وحماية البحار من التلوث، ومشكلات تغير المناخ، وحوكمة المحيطات"، كما شدد على ضرورة إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه البحار من تلوث واستغلال للموارد.. داعيا المجتمع الدولي إلى ضرورة اتخاذ عهود واتفاقيات ملزمة خلال الفترة المقبلة لمكافحة التلوث البلاستيكي.
وأشار ماكرون إلى أنه تم وضع حد للاستخدام لأهم أدوات البلاستيك التي تستخدم لمرة واحدة والتي يتم إلقاؤها في المحيطات ويجب استخدام هذه المعدات لإعادة تدويرها، مضيفا أنه يجب الوصول في شهر مارس بنيويورك إلى اتفاق لوضع اللمسات الأخيرة لإدارة شئون أعالي البحار بحلول نهاية العام الجاري.
وأوضح الرئيس الفرنسي قائلا "بعد مرور عشر سنوات من التزام فرنسا في ريو ينبغي على جميع المشاركين في هذه القمة الاتفاق وتبادل وجهات النظر للوصول إلى اتفاقية لإدارة شئون هذه المناطق الدولية في أعالي البحار".
الأمم المتحدة والمجتمع الدولى
وفى كلمته أمام القمة طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، المجتمع الدولي بضرورة مضاعفة الجهود لحماية المحيطات، حتى يتمكن الجميع من بلوغ الهدف العالمي المتمثل في حماية 30% من مساحة المحيطات بحلول عام 2030.
وقال جوتيريش - خلال مشاركته عبر تقنية (الفيديو كونفراس) ،"إن الكوكب الأرضي يواجه أزمة ثلاثية تتمثل في اختلال المناخ، وخسارة التنوع البيولوجي والتلوث"، لافتا إلى أن المحيط يلقى على عاتقه عبء كبير من هذه الأزمات، فهو بمثابة الحوض الذي يمتص الحرارة والكربون وبالتالي تزداد حرارة المياه وحموضتها.
وأشار إلى أن ظروف الأرصاد الجوية العالمية تتغير والأنظمة الإيكولوجية تعاني الأمرين والسكان الذين يعولون على هذه الأنظمة الأيكولوجية هم أكثر من 3 مليارات شخص يعولون على التنوع البيولوجي في السواحل والبحار لعماد حياتهم.
جوتيريش
وأكد جوتيريش أن اليقين القانوني فيما يخص شؤون البحار أمر ضروري، منوها بأن المؤتمر الثاني للأمم المتحدة بشأن المحيطات - والذي سينعقد في لشبونة خلال شهر يونيو المقبل - سيكون فرصة سانحة لتوطيد دور المحيطات فيما يخص أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ اتفاق باريس بشأن التغير المناخي.
ولفت جوتيريش إلى أن السواحل أصبحت مكبا للنفايات كما تأثرت الأرصفة المرجانية وتم القضاء على المغذيات وبالتالي أصبح هناك مناطق واسعة للخراب والموت، مشددا على أن تآكل السواحل والصيد غير المشروع والمفرط والصيد غير القانوني يهدد مخزونات السمك.
الرئيسان السيسى وماكرون
وقال "نحن بحاجة إلى عدد أكبر من الشركاء الذين يعملون بفاعلية لمكافحة مصادر التلوث التي تأتي من اليابسة وتؤثر على البحر.. وعلينا أن نعجل من وتيرة استخدام مصادر الطاقة البحرية المتجددة التي تسمح لنا بإنتاج الطاقة بنظافة بالإضافة إلى استحداث فرص عمل".
وشدد أنطونيو جوتيريش، على أهمية القطاع البحري للتقليل من أزمة المناخ.. مضيفا أنه يجب أن يساهم في خفض الانبعاثات بنسبة 45% بحلول عام 2030، والقضاء التام على الانبعاثات بحلول عام 2050.
وأشار إلى أن ساكني السواحل معرضون للخطر.. مطالبا بضرورة تضافر الجهود العالمية من أجل دعم وتطوير منازلهم، لتكون قادرة على مواجهة التغيرات المناخية التي سيشهدها العالم الفترة القادمة.
المفوضية الأوربية:المحيط هو دعامة الحياة
وعلى صعيد متصل، دعت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، اليوم الجمعة، إلى تحالف جميع الدول لإنقاذ المحيطات من مخاطر التلوث، مشيرا إلى تدشين تحالف أعالى البحار بين الاتحاد الأوروبى والرئاسة الفرنسية.
قالت دير لاين، في كلمتها خلال قمة محيط ، "إن المحيط هو دعامة الحياة وسبل معيشتنا على هذا الكوكب، حيث إنه يوفر نصف الأوكسجين ويمتص أغلب الكربون في الهواء، والمناخ برمته يعتمد على المحيط".
وأضافت أن المحيط هو الحياة والغذاء والطاقة وفرص العمل لملايين من البشر حول العالم، كما أن 90% من التجارة تمر عبر البحر والمحيطات، مشيرة إلى أن المحيطات اليوم مهددة بخطر التلوث من المواد الكيميائية ونفايات البلاستيك والإفراط في استغلال الموارد.
ولفتت إلى أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بتمويل عملية إعادة تأهيل البحار والمحيطات بحلول عام 2030، بحوالي نصف مليار يورو، موضحة أن هذه العملية ستركز على البحار الخمس الأوروبية.
وأشارت إلى أن هناك تعاون بين الاتحاد الأوروبي وكل الدول التي تقع على سواحل البحر الأسود لمكافحة التلوث والحفاظ عليه، مؤكدة على أن التعاون بين الدول يعد القوة الحقيقية لتجاوز أوجه الاختلاف فيما بيننا.
كيرى يدعو للتحرك السريع
كما دعا مبعوث الرئيس الأمريكى لشئون المناخ جون كيرى إلى ضرورة التحرك السريع لمكافحة تلوث المحيطات عبر تشجيع المؤسسات التى تعمل في هذا المجال.
وأكد كيري، في كلمته خلال افتتاح القمة المنعقدة في مدينة بريست، التزام بلاده الكامل نحو مساعي هذا المؤتمر وتطلعهم إلى العمل والتعاون مع الجميع من أجل الحفاظ على المحيطات، مشيرا إلى التزام بلاده لتوسيع نطاق العمل لتنفيذ جميع اتفاقيات قمة محيط واحد.
وأشار إلى أنه بلاده لاتكتفي بصياغة الاتفاقات حول مكافحة تلوث المحيطات لكنها توسع نطاق العمل لتنفيذها سريعًا، لافتا إلى ضرورة التحرك السريع لمكافحة تلوث المحيطات وتشيجع المؤسسات التي تعمل في هذا المجال.
وأضاف أن المحيطات حول العالم مهددة بالخطر، وإن 85% من الأكسجين مستمد من الكائنات الحية التي تعيش في المحيطات، كما أنها توفر سبل الغذاء والمعيشة لملايين من البشر، كما إنها يقطنها أكثر من 80% من الكائنات الحية على الكوكب، لافتا إلى قضية المناخ والمحيطات وجهان لعملة واحدة ومرتبطين، حيث لا يمكن معالجة مشكلة المناخ دون حل مشكلات المحيطات والعكس.
وشدد على ضرورة الاعتماد على الطاقات المتجددة مثل توليد الكهرباء من خلال التوربينات في البحار واستخدام سرعة الرياح، داعيًا إلى استخدام وسائل الصيد الحديثة للحفاظ على الكائنات الحية في أعماق البحار.. لافتا إلى أن المحيط الهادئ أصبح مكب إلى نفايات البلاستيك، وهو ما تسبب في وفاة كثير من الحيتان بسبب تلوث البحر.
وكشف كيري أن سفن الشحن والصيد الجائر تخرب أعماق المحيطات والعالم تأخر في حماية التنوع البيولوجي للمحيطات، مؤكدا أنه في مدينة شرم الشيخ سيتم استعراض الأنشطة المشتركة حول مكافحة تلوث المناخ.
المغرب: أحرزنا تقدما
ومن جانبه، قال رئيس حكومة المغرب عزيز أخنوش، إننا فى المغرب وضعنا كثير من الخطط لمكافحة عمليات الصيد غير القانوني وأحرزنا تقدما كبيرا في هذا الصدد ف95% من الموارد التي يتم صيدها تخضع للرقابة ولدينا خطط لتتبع ذلك بفضل اتفاقنا مع الاتحاد الأوربة، وفيما يخص سواحلنا على المحيط الأطلنطى استطعنا تنفيذ خطوات لمواجهة التلوث.
أخنوش
وأضاف أخنوش، خلال كلمته أمام قمة "محيط واحد"، إننا نسعى لزيادة عدد المحميات البحرية، ونثمن ونلتزم ببنود الصك الدولى لصون التنوع البيولوجى في أعالى البحار وهذا تتأثر به البلدان بشكل مباشر. كما ندعم بقوة وضع معاهدة دولية لتنظيم الأعمال في أعالى البحار برعاية الأمم المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة