بينما كان "أحمد"، يجلس وسط عقوله، في جلسة استراحة استغرقت دقائق، تصفح خلالها هاتفه المحمول، فشاهد على "الفيس بوك" صورًا لصديقه "الأنتيم محمد" الذي سافر قبل عدة سنوات من الآن للخارج، وعمل في عدة أماكن هناك، وكون مبالغ لا بأس بها، وقد ظهر في صور له على الفيس بوك، بجوار سيارة فارهة.
أحلام وطموحات "أحمد" في السفر للخارج بدأت تراوده مجددًا، فلم ينسى حلمه القديم بالسفر للخارج وتكوين ثروة مالية، والعودة لقريته في احدى محافظات الدلتا، والزواج من فتاة حسناء.
هذه الأحلام والطموحات، دفعت "أحمد" للتحرك سريعًا نحو، إحدى شركات الحاق العمالة بالخارج، مطالبًا بسرعة السفر للعمل بالخارج، ليتلقى منهم عدة عروض، انتهت بالاتفاق أن يسدد أموالًا كـ"مصاريف إدارية" قبل السفر للخارج وتحقيق حلمه.
بادر الشاب لجمع الأموال التي ادخرها طوال السنوات الماضية، وحصل على جزء من المال من والديه وأصدقائه، وألقى بكل هذه الأموال بين يدي القائمين على إحدى شركات الحاق العمالة بالخارج، حالمًا بالسفر، لكن مر الوقت دون تحقيق ذلك، وتبخرت أحلام الشاب في السفر عندما تسربت إلى مسامعه أنباء عن ضبط القائمين على هذه الشركة لنصبهم على المواطنين، فاكتشف أن "تحويشة العمر" قد ضاعت والأحلام تبددت.
هذا المشهد التخيلي، يحدث يومًا تلو الآخر على أرض الواقع، حيث يتعرض بعض الشباب للنصب من قبل شركات الحاق العمالة بالخارج، التي تبيع الوهم للطامحين في السفر للخارج، وتستولي على أموالهم، ثم تتبخر أحلامهم في السفر للخارج.
هذه الشركات المنتشرة في محافظات الدلتا، خاصة الغربية، تجد من بعض المناطق بيئة خصبة للنصب، مستغلة أحلام الصغار في السفر، ورغم الجهود الضخمة المبذولة من مباحث الأموال العامة في ضبط القائمين على هذه الشركات غير المرخصة التي تنصب على الشباب، إلا أنه يتبقى دور هام على المواطن نفسه، بعدم الزحف خلف الشركات الوهمية، ووضع الأموال بين يدي النصابين والمحتالين، حتى لا نندم في وقت فات فيه الندم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة