حازم صلاح الدين

وليد سليمان.. عندما تقسو كرة القدم على صناع السعادة

الأحد، 13 فبراير 2022 02:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعبة كرة القدم لها سحر خاص، تسحب الروح إلى عالم آخر من السعادة، لاسيما في اللحظات التي تشاهد فيها فريقك المفضل يحقق انتصارات وانجازات في المنافسات والبطولات الكبيرة، كما أنها تمنح أصحاب المواهب الفذة شعبية جارفة في قلوب الجماهير، لكنها في ذات الوقت تكون قاسية جدًا عند الخسائر رغم الإخلاص والتفاني واللعب برجولة مثلما حدث مع منتخبنا الوطني في بطولة أمم أفريقيا الأخيرة مثلاً، وتكون أكثر قسوة عند قدوم لاعب على خطوة الاعتزال أو تعليق الحذاء، كما يقال، في المصطلحات الكروية.
 
فعليًا، الاعتزال هو اللحظة الأصعب في حياة أي لاعب، خصوصًا إذا كان الموقف مع موهبة ظلت تقدم السحر الكروي للجماهير وفي نفس الوقت تتمتع بالأخلاق العالية والحب الجماهيري بمختلف الانتماءات، وهذا ما ينطبق حرفيًا على حالة وليد سليمان نجم الأهلي والشهير بـ"الحاوي"، والذي أعلن أن الموسم الحالي هو الأخير له مع عالم الساحرة المستديرة.
 
"جاءت اللحظة الأصعب في حياتي"، هكذا قال وليد سليمان عند الإعلان عن اعتزاله عقب فوز الأهلي على الهلال السعودي والتتويج ببرونزية كأس العالم للأندية، حيث كتب عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي:"جمهور الأهلي العظيم، الحمد لله الذي أعطاني أكثر مما تمنيت،هي اللحظة الأصعب لي في حياتي كلاعب كرة قدم في أعظم نادٍ في الكون النادي الأهلي بأن أختار التوقيت الذي أتوقف فيه عن ممارسة معشوقتي كرة القدم وأتوقف عن الدفاع كلاعب عن ألوان نادينا العظيم بطل القرن الإفريقي".
 
وأضاف:"أتمنى أن تظل جماهير الأهلي العظيمة تتذكرني على مدار التاريخ ويعلم الله أنني منذ اللحظة الأولي لي في النادي وأنا قطعت عهداً ووعداً على نفسي بأن أقدم كل شيء لخدمة نادينا العظيم.. اليوم بعد أن شاركت زملائي بالتتويج بالميدالية التاريخية العالمية الثالثة (برونزية كأس العالم الأندية)، أعلن أن نهاية هذا الموسم هو الأخير لي كلاعب كرة قدم".
 
كلمات الحاوي ابن السابعة والثلاثين عامًا، ونبرة الحزن بين السطور تجسد المعني الحقيقي لقسوة كرة القدم، لكنها تحاكي في نفس الوقت مدى وفاء الجماهير سواء أهلاوي أو زمالكاوي أو إسماعيلاوي أو اتحادواي أو مصرواي بعد إظهارهم مدى التأثر بقرار وليد سليمان عقب تصدره التريند على مواقع التواصل الاجتماعى بالحديث عن لاعب أمتعنا كثيرًا طوال مسيرته المليئة بالإبداع، فهو استطاع أن يترك بصمة فى قلوب الملايين، وهذا ما يعد خير تعويض له.
وليد سليمان لا يحتاج أبدًا للكتابة عن سيرته الذاتية وانجازاته والألقاب التي حصل عليها طوال مسيرته، فهو بلا شك سيظل أيقونة من أيقونات أساطير كرة القدم عندنا، حيث إنه لاعب من نوع خاص، ففي رحلة صعوده الكروي ركز اهتمامه على موهبته والإخلاص للمكان الذي ينتمي له وعدم الالتفات للشائعات وغيرها من هذا القبيل، حتى بات واحد من أفضل اللاعبين الذين مروا في تاريخ الكرة المصرية.
 
قرار سليمان بتعليق الحذاء الآن بعد كل هذا المشوار الحافل ورفضه العديد من العروض الخاصة بالأندية يؤكد أنه صادق مع نفسه، فالصدق هو أقصر الطرق لاحترام الذات، حيث يجعل من يعرفه يزيد من احترامه له والأهم يجعل هو يحترم نفسه أكثر، حيث إنه يعلم جيدًا أنه دوره مع الأهلي في الملعب أصبح شبه معدومًا في ظل اعتماد الجهاز الفني للفريق بقيادة الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني على توليفة جديدة من اللاعبين الصغار الذين يبحثون عن نجومية وتاريخ فى مسيرتهم داخل القلعة الحمراء، كما أنه يعى أن أي أخوض تجارب خارج جدران الأهلى ستكون محفوفة بالمخاطر وغير قابلة لتحقيق نجاحات توازى ما فعلته في السابق.
 
من الطبيعي هنا أن شخصية مثل وليد سليمان معروف عنها رغبته الدائمة في القتال والبحث عن ذاته داخل ساحات المستطيل الأخضر أن ترفض دور الموظف في أي تجربة أو تصبح رحالة بين الأندية مثل بعض اللاعبين، وبالتأكيد أنه يحاول حاليا الحفاظ على ما حققه وأضاع عمره معه في تجربته ومسيرته داخل ملاعبنا، تلك التجربة التي عاشها وواجه فيها تحديات كبيرة حتى يحقق حلمه باللعب في صفوف الأهلى وتحقيق إنجازات تاريخيه معه، ومن هنا عرف الحاوي بصدقه وصلابته وتمتعه بالروح الحقيقية للفرسان من نبل وشجاعة واعتزاز بالكرامة.
 
ختامًا.. حب وليد سليمان لكرة القدم وتفانيه في العمل هو سر نجاحه في اقتحام قلوب كل الجماهير بمختلف انتماءاتها، فقد عانى كثيرًا وكافح وصبر بإصرار وعزيمة لتحقيق أحلامه، ومن الصعب أن يتكرر هذا النموذج في ملاعبنا كثيرًا، ونتمنى له التوفيق في خطواته المقبلة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة