كثيرا ما قرأنا وشاهدنا فى الأفلام الهندية قصص الحب الأسطورية، التى تؤكد أن الحب يتحدى الظروف والمسافات، وأنه قد يكون هناك فارق فى اللغة والجنسية والعادات بين الشريكين، لكن يعيشان حياة زوجية سعيدة.
وعلى أرض الواقع لم يحدث ذلك كثيرا، إلا أن وسام بنت محافظة الفيوم، وأمان الهندى الجنسية، استطاعا أن يتحديا كل هذا ويكونا شريكين وزوجين سعيدين رغم اختلاف الجنسية واللغة والعادات والتقاليد، جمعهم الحب الذى جعل أمان يترك بلده الهند وبلده الثانى ومكان عمله بالسعودية ليعيش بمحافظة الفيوم، تنفيذا لرغبة والد وسام، الذى اشترط إقامتها بالفيوم للموافقة على إتمام زواجها، وهى لا تنسى لها معروفه هذا، وموقفه الشجاع وتضحياته من أجلها، فتواجه من أجل قصتهما كافة الانتقادات والتساؤلات، من جميع المحيطين بها.
تقول وسام رمضان محمد معبد، إنها كانت بجامعة الفيوم حيث كانت طالبة بكلية الزراعة، وأثناء خروجها من المحاضرة وجدت شابا يرتدى ملابس غريبة توحى بأنه ليس مصرى الجنسية، وحوله مجموعة من الطلبة والطالبات، ولكن لا يمكنهم مساعدته حيث لا يفهمون لغته واقتربت منه، وسألته إن كان يتحدث الإنجليزية، فأجابها نعم، فبدأت تتواصل معه ووجدت بيده ورقة، بعنوان مبنى شئؤن الطلاب بالجامعة، ولكن كان انتهى وقت العمل والموظفين غادروا المبني، فأخبرته أن يأتى فى يوم آخر وهى ستساعده فى الوصول إلى المبنى وتبادلا أرقام الهواتف كى لا يتوه مرة أخرى ويلجأ إليها فى كل ما يحتاجه من الجامعة.
وأكدت وسام أنها كان لديها حلم بالسفر والدراسة بالخارج، وتخيلت أنها إذا سافرت ستحتاج لمساعدة أحد، فقررت أن تقدم هى الخير بمساعدة أمان، وبالفعل بدأ فى التواصل من خلال الواتساب، وحضر أمان للجامعة واصطحبته وسام إلى مبنى شؤن الطلاب حتى أنهى أوراقه، وبدأ يتواصل معها بين الحين والآخر من خلال الواتساب حين يريد السؤال عن أى معنى لكلمة عربية أو ترجمة أى مصطلح للعربية.
ولفتت وسام إلى انه بعد ذلك حان وقت سفر أمان إلى السعودية للعمل هناك، وقبل سفره أرسل لها رساله بأنه يحبها ويريد الزواج منها، وهى أخبرته انها ما زالت تدرس ولا تفكر بالزواج، وسافر إلى السعودية وبعد تخرجها عاود عليها عرضه بالزواج منها، فعرضت على والدها ووالدتها فعارض والدها فى البداية، ولكن كان لها عم يعمل بالخارج ولديه أصدقاء هنود يحبهم فأقنع والدها فقال لها إن كان يرغب فى الزواج منك عليه أن يأتى إلى هنا.
تقول وسام: أخبرت امان أن والدى ووالدتى يريدان رؤيته، ففوجئت انه كسر تأشيرة سفره وترك السعودية وضحى بعمله من أجلي، ثم جلس معه والدى ووافق على زواجى منه بشرط أن يقيم هنا بمحافظة الفيوم فوافق أمان وتزوجنا.
وأكدت وسام انها حاليا حامل فى طفلها الأول، وتعيش مع امان حياة سعيدة مليئة بالحب، وتعلمت منه الكثير مثل الصبر وحسن معاملة الوالدين، والمثابرة، والالتزام بتعليم الدين.
وأشارت وسام إلى أن حلمها أن تجد فرصة عمل لأمان، حيث انه محاسب ولكن كل الفرص التى تعرض عليه باللغة العربية وهو يجيد الانجليزية مؤكدة انه ترك كل شئ من أجلها وتتمنى أن يجد عملا هنا فى مصر.
وقال امان الله شرافت الهندى الجنسية انه أحب وسام منذ اللحظة الأولي، حيث وجد شخصا طيبا يشبه الملاك، يعرض عليه المساعدة دوما، وجدها ملتزمة بالصلاة وهادئة الطبع فأحببتها وكنت مستعد أن أفعل أى شئ من أجلها، لافتا إلى انه وجد صعوبات كثيرة فى البداية من حيث اللغة، ولكن يوم عن الاخر يكتسب العديد من المصطلحات اللغوية باللغة العربية وتصبح المعاملات أسهل.
وعن أغرب العادات فى مصر أكد امان أن فى الهند العروس عليها كل شىء فى نفقات الزواج، والرجل لا يدفع شيئا على عكس مصر.