أوكرانيا وروسيا.. دبلوماسية اللحظات الأخيرة تواجه "أربعاء الغزو".. زيلينسكى: سنواجه الحرب غدًا.. "البنتاجون" يحذر من مراوغات بوتين.. "شولتس" يطرق أبواب موسكو.. وقلق من أزمة خبز وطاقة حال اندلاع الحرب

الثلاثاء، 15 فبراير 2022 12:00 م
أوكرانيا وروسيا.. دبلوماسية اللحظات الأخيرة تواجه "أربعاء الغزو".. زيلينسكى: سنواجه الحرب غدًا.. "البنتاجون" يحذر من مراوغات بوتين.. "شولتس" يطرق أبواب موسكو.. وقلق من أزمة خبز وطاقة حال اندلاع الحرب بوتين وبايدن
كتبت: ريم عبد الحميد ـ رباب فتحى ـ نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بوتيرة متسارعة، تواصل الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، وكلاً من روسيا جهودهم لتلافي وقوع حرب داخل الأراضي الأوكرانية، وسط تصعيد مستمر منذ أسابيع بين الجانبين، في وقت أعلن فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تلقيه معلومات تفيد بتعرض بلاده لهجوم روسي الأربعاء.

وفى اتصال هاتفي مساء الأثنين، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أنه لا تزال هناك "فرصة للدبلوماسية" لحل الأزمة القائمة حاليًا حول أوكرانيا ـ وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني إن جونسون وبايدن أطلعا أحدهما الآخر على المحادثات التي أجرياها أخيرًا مع القادة العالميين، وتوافقا على أنه لا تزال هناك فرصة للدبلوماسية ولتراجع روسيا عن تهديداتها لأوكرانيا.

وجدد الزعيمان التشديد على أن أي توغل في أوكرانيا سيؤدي إلى أزمة طويلة الأمد مع روسيا وإلى أضرار كبيرة لروسيا والعالم، وأكدا ضرورة وقوف الدول الغربية صفًا واحدًا في مواجهة التهديدات الروسية، وخصوصا عبر فرض مجموعة عقوبات واسعة في حال تصاعد العدوان الروسي، كذلك أكدا ضرورة تقليص البلدان الأوروبية اعتمادها على الغاز الروسي، في خطوة ستطال أكثر من أي خطوة أخرى، صلب مصالح روسيا الاستراتيجية.

 

دبلوماسية اللحظات الأخيرة

وتحاول العديد من الدول الأوروبية، وبمقدمتها بريطانيا قيادة جهود دبلوماسية مكثفة لنزع فتيل الحرب، حيث قالت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها إن جونسون يخطط لإجراء مزيد من المحادثات مع قادة العالم حيث يعملون على الضغط على روسيا للتراجع عن الحرب مع أوكرانيا ومنع دخول الأزمة "منعطفًا حرجًا".

وسيواصل رئيس الوزراء جهوده الدبلوماسية هذا الأسبوع على الرغم من أن مجلس الوزراء يقدر أن جميع المعلومات تشير إلى أن موسكو قد تخطط لغزو "في أي لحظة".

وسيتوجه وزير الدفاع البريطاني بن والاس، إلى بروكسل لحضور اجتماع لوزراء دفاع الناتو هذا الأسبوع لمناقشة ردهم على الأزمة.

وقال متحدث باسم داونينج ستريت – مجلس الوزراء-: "وصلت الأزمة على الحدود الأوكرانية إلى منعطف حرج.. وتشير جميع المعلومات التى لدينا إلى أن روسيا يمكن أن تخطط لغزو أوكرانيا فى أى لحظة، وسيكون لذلك عواقب وخيمة على كل من أوكرانيا وروسيا".

ومن ناحية أخرى، أعلن وزير شئون القوات المسلحة البريطانى جيمس هيبى أن المملكة المتحدة ستؤيد أوكرانيا إذا قررت التخلى عن فكرة الانضمام إلى حلف الناتو فى ظل خطر "الغزو الروسى الوشيك جدًا".

وجاء هذا على لسان هيبى مساء الأثنين خلال حوار صحفى، وفق ما أوردته صحيفة، الاندبندنت، البريطانية عبر موقعها الالكترونى، فى معرض تعليقه على تصريحات سفير أوكرانيا لدى لندن فاديم بريستايكو بخصوص إمكانية أن تتخلى كييف عن طلبها للانضمام إلى الناتو بغية تفادى اندلاع حرب مع روسيا.

وشدد هيبى على أن أى حل سياسى للأزمة الحالية ينبغى ألا يمس سيادة أوكرانيا، مضيفا فى الوقت نفسه: "لكن إذا قررت أوكرانيا أنها لم تعد تعرض نفسها كعضو جديد فى الناتو فإننا سنؤيد ذلك، ويعود هذا القرار إلى الحكومة الأوكرانية".

وأعرب الوزير عن مخاوفه من أن "الغزو الروسى” لأوكرانيا أصبح الآن "وشيكا جدا"، نظرا لتعداد القوات الروسية المنتشرة عند حدود هذا البلاد، مقرا فى الوقت نفسه بأن ذلك "لا يعنى بالضبط أنه سيحصل".

وحث هيبى جميع البريطانيين المتواجدين فى أوكرانيا على مغادرتها فورا، قائلا: "إنه تحذير لأن صواريخ وقنابل قد تسقط على مدن أوكرانية فى غضون دقائق من إصدار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الأوامر".

 

فى الوقت نفسه، أعرب الوزير البريطانى عن أمل لندن فى تسوية الأزمة، قائلا أن هناك أدوات دبلوماسية يمكن الاستفادة منها فى هذه المسألة، منها اتفاقات مينسك و"آليات تعود إلى الحرب الباردة".

وفى كييف، اعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن أمله في أن تقدم روسيا علي "خطوات عاجلة لوقف التصعيد حيال أوكرانيا"، قائلاً في مؤتمر مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده خصصت 150 مليون يورو لدعم أوكرانيا، داعيًا موسكو إلى التعامل "بإيجابية".

وأضاف شولتس قبل توجهه إلى موسكو لإدارة مفاوضات تهدف لنزع فتيل الحرب: أن ألمانيا والحلفاء في الناتو يعملون لضمان أمن وسيادة أوكرانيا على أراضيها.

 

ترقب لـ"الأربعاء الأسود"

وبعد ساعات من المؤتمر المشترك الذي جمع زيلينسكي بالمستشار الألماني، وبالتزامن مع حشد روسيا 100 ألف جندي علي الحدود الروسية ـ الأوكرانية ، وقع الرئيس الأوكراني مرسوماً بتحديد الأربعاء "يوماً للوحدة"، مؤكدة تلقيه معلومات تفيد ببدء هجوم عسكري روسي على الأراضي الأوكراني في ذلك اليوم.

وقال زيلينسكي، في خطاب: "أُخبرنا أن يوم 16 فبراير هو يوم الهجوم، سنجعله يوم الوحدة"، حسب ما جاء على موقع الرئاسة الأوكرانية على الإنترنت.

وفى واشنطن ، عقب المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" جون كيربي علي تصريح زيلنيسكي قائلاً: ليس هناك اعتقاد لدينا بأن قراراً نهائياً بشأن غزو روسيا لأوكرانيا قد تم اتخاذه.. لن أخوض في الحديث عن تقييم استخباراتي، ولا عن تاريخ بعينه، ولا أعتقد أن هذا أمر جيد، لكنني سأقول إنه من الممكن تماما أن يتحرك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدون إنذار".

وعلي صعيد العسكري، كشفت مصادر أمريكية لشبكة سي إن إن، أن القوات الروسية دخلت مرحلة الإعداد النهائي لاستخدام الخيار العسكري ضد أوكرانيا، مشيرة إلى أن صور الأقمار الصناعية أظهرت في الساعات الأولي من صباح الثلاثاء تحرك القوات الروسية من نقاط تجمعها إلى مواقع هجومية، ضد أوكرانيا.

كما نقلت قناة "سي إن إن" الإخبارية عن مسئول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن مصادر استخباراتية، أشارت إلى أن القوات الروسية التي تحيط بأوكرانيا "تطور بوضوح قدرتها للغزو" في أي لحظة.

وأضاف المسئول الأمريكي أن هذه القوات تستعد بشكل أكثر جاهزية وأن هذه المعلومات استنتجت منها واشنطن احتمالية قيام روسيا بشن هجوم ضد العاصمة كييف بدون سابق إنذار.

وتابعت القناة الأمريكية، نقلاً عن مصادر أخرى، أن عدد الجنود الروس المتمركزين حالياً على الحدود الأوكرانية يبلغ ما يقارب 130 ألف أو أكثر.

 

قلق في الأسواق العالمية

وصباح الثلاثاء، سجلت أسعار العقود الآجلة للنفط تراجعا ملحوظا في مستهل تعاملات اليومية، حيث يقيم المستثمرون مؤشرات تراجع حدة التوتر في الأزمة الأوكرانية واحتمالات زيادة المعروض من الخام في الأسواق، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.

وتراجع سعر عقود خام غرب تكساس الوسيط وهو الخام القياسي للنفط الأمريكي بعد ارتفاعه خلال تعاملات أمس إلى أكثر من 95 دولارا للبرميل، ورغم تحذيرات الولايات المتحدة من احتمالات مهاجمة روسيا للأراضي الأوكرانية خلال الأسبوع الحالي، دعت روسيا إلى مواصلة المساعي الدبلوماسية لتسوية الأزمة، مجددة نفي اعتزامها غزو أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إنه سيقترح استمرار الاتصالات الدبلوماسية مع الدول الغربية بشأن التوتر في أوكرانيا، وهو ما هدأ المخاوف من نشوب نزاع مسلح على الحدود الروسية الأوكرانية.

وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء، أنه في الوقت الذي ستسيطر فيه المخاطر الجيوسياسية في أوروبا على حركة الأسواق خلال الأسبوع الحالي، فإن مؤشرات النمو القوي لإنتاج الزيت الصخري في أوروبا واحتمالات عودة النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية مع قرب التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، عززت الآمال في زيادة المعروض من النفط الخام في الأسواق.

وتراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.6% إلى 94.92 دولار للبرميل تسليم مارس المقبل، في تعاملات صباح اليوم بنيويورك. وفي تعاملات بورصة لندن تراجع سعر خام برنت بنسبة 0.5% إلى 96.05 دولار للبرميل تسليم أبريل المقبل.

 

أزمة خبز تطرق الأبواب

وبالتزامن مع التصعيد الممتد ، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن التوترات بين روسيا وأوكرانيا لم تنحسر تأثيرها فقط على مناطق الصراع بل ستمتد أثارها على العالم برمته وعلى منطقة الشرق الأوسط أيضا وذلك لأن الكثير من صادرات القمح تذهب إلى منطقة الشرق الأوسط، مما يشكا تهديدا كبير لأسعار السلع الغذائية وخاصة الخبز.

وبحسب الصحيفة، ساعدت التوترات المتصاعدة والحركة العسكرية المتزايدة على طول الحدود الروسية الأوكرانية في دفع العقود الآجلة للقمح المتداولة في شيكاغو إلى الارتفاع بأكثر من 7% خلال شهر يناير إلى حوالي 8 دولارات للبوشل (مكيال الحبوب) وهو أقل بقليل من أعلى مستوى له خلال 10 سنوات تقريبًا عند 8.50 دولارات للبوشل.

ويخشى بعض المحللين من أن التوغل الروسي العميق في أوكرانيا والعقوبات الغربية التي تحد من الصادرات الروسية ستمثل أسوأ سيناريو عالمى، كما يمكنها أن تحرم الأسواق العالمية من نصيب الأسد من إمدادات القمح لكلا البلدين، بحسب الصحيفة.

وتعرف أوكرانيا باسم سلة الخبز فى أوروبا، وهى مسئولة عن 10% من صادرات القمح فى العالم، كما تصل صادرات القمح الوفير فى أوكرانيا إلى دول شمال أفريقيا.

أندرى سيزوف، العضو المنتدب لشركة  SovEcon، وهي شركة أبحاث روسية تركز على أسواق الحبوب في البحر الأسود، قال إن الأضرار التي قد تحيق بالبنية التحتية الزراعية فى أوكرانيا قد تؤدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تتراوح بين 10% و20%.

ويستفيد المشترون في الشرق الأوسط من الطريق البحري القصير عبر مضيق البوسفور وسيتعين عليهم دفع المزيد في تكاليف الشحن لجلب القمح من الولايات المتحدة أو أستراليا.

وتأتي الأسعار المرتفعة في وقت صعب بالنسبة للبلدان التي تعتمد على واردات القمح، إذ دفعت تحديات الإمدادات المستمرة الناجمة عن الجائحة في دفع أسعار الغذاء العالمية إلى أعلى مستوياتها خلال عقد من الزمان.

ويحوم مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بالقرب من أعلى مستوى له منذ عام 2011.

وخلال العقد الأخير صعدت أوكرانيا إلى المراتب الأولى في صادرات الحبوب، حيث كانت تهدف هذا العام إلى احتلال المرتبة الثالثة في القمح والمرتبة الرابعة في الذرة، على الرغم من أن الصراع الأخير مع روسيا قد غرس الخوف في الأسواق بشأن ما إذا كانت جهود التصدير الأوكرانية يمكن أن تنجح.

وبحسب رويترز، فإن الاحتلال الروسى للأراضى الأوكرانية قبل 8 سنوات لم يعرقل صادرات الحبوب، لكن مخاوف عدم الاستقرار فى العملة الأوكرانية هي التي قد تؤثر على صادرات المحاصيل.

يشكل الأمن الغذائي العالمي مصدر قلق كبير في حالة ما تعرضت الصادرات الأوكرانية للاضطراب، لأن الكثير من الحبوب موجهة إلى دول الشرق الأوسط وأفريقيا التى تعتمد بشكل كبير على الواردات.

وفي الآونة الأخيرة، توجه أكثر من 40% من شحنات الذرة والقمح السنوية لأوكرانيا إلى الشرق الأوسط أو إفريقيا.

كما أدت موجات الجفاف التاريخية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العام الماضي إلى تفاقم الاحتياجات من الحبوب مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية والمخاوف المستمرة بشأن النقص.

وأدى الدور المتزايد لأوكرانيا في السوق الزراعية العالمية إلى جذب الكثير من الاستثمار الأجنبي إلى البلاد، مما أدى إلى زيادة المحاصيل الزراعية.

ومع ذلك، فقد أشار المزارعون بالفعل إلى مخاوفهم قبل موسم الذرة 2022 بشأن التأثير السلبي المحتمل لارتفاع أسعار الوقود.

وقال أليكس سميث، المحلل الزراعي في معهد Breakthrough لصحيفة Washington Post، إن التهديدات لصادرات القمح الأوكرانية تشكل أكبر خطر على الأمن الغذائي العالمي.

وأشار سميث إلى أنه في عام 2020، جاء نصف القمح المستهلك في لبنان من أوكرانيا، وتستورد اليمن وليبيا على التوالي 22% و43% من إجمالي استهلاكهما من القمح من أوكرانيا.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة