عائلة جمعها الحب الحقيقى فى محافظة الأقصر، وهو حب من نوع مختلف تماما عن الهدايا والدباديب والملابس باللون الأحمر، ولكنه حب السند والمودة، فأبطال القصة هما "كاريمان" كفيفة وزوجها "عبد اللطيف" لا يسمع ولا يتكلم، ويعيشان حياة سعيدة منذ 15 سنة، مدة زواجهما، وأنجبا إبنين هما "كريم ويوسف" ويعيشان حب حقيقى قائم على التعاون والتضحية فى سبيل الآخر.
وفى هذا الصدد، تقول كاريمان حامد إسماعيل، 37 سنة، إنها تزوجت عبد اللطيف منذ 15 سنة مضت، حيث إن فترة التعارف والخطوبة لم تدوم طويلاً، وتعرفا على بعضهما فى شهور قليلة، وتم الزواج فيما بينهم ليعيشا أجمل قصة حب، حيث شاهدها زوجها وقرر التقدم لها خلال قيامه بغسيل إحدى السيارات وهى مهنته الحالية، وبالفعل تزوجا ويعيشان فى خدمة بعضهما البعض.
وأضافت "كاريمان" أنه فى فترة الزواج كانت ترى بصورة طبيعية، ولكنها أصيب بمياه بيضاء فى العين ولم ترى من عينيها، ولكنها تحدت الظروف وعاشت حياة طبيعية مع زوجها، وعرفت مكان بيتها وتفاصيله قبل فقدان نظرها، وخلال الفترة الأولى من الزواج كانت له ضهر وسند وتعرف ما يحبه وما يضايقه، وكلاهما قبلا الموقف والظروف، ويساعدان بعضهما البعض فى الحياة الزوجية بالمنزل.
وتابعت كاريمان لـ"اليوم السابع": "لما كان أولادى كريم ويوسف صغيرين كنت أعمل له كل شىء، وهو كان عيونى اللى بشوف بيها، وأنا لسانه اللى بيتكلم بيه مع الناس، وأنجبنا كريم وهو حاليًا 14 سنة ويوسف 12 سنة، وهما بحالة صحية جيدة ولا يعانون من أية مشكلات صحية، وأتمنى أن يكونا ذرية صالحة لنا وأشوفهم متفوقين، وربنا تقبل دعوتى ونجحا فى الدراسة، وكريم تعلم حمل المسئولية مع والده ليكون سند لوالده عندما يكبر".
وأوضحت الأم أن زوجها يعمل فى مسح السيارات وتنظيفها، وأن يومهما يبدأ فى الحادية عشر صباحًا بتحضير الإفطار مع بعضهما البعض، وتنظيم وتنظيف المنزل سويًا، ثم يحضران وجبة الغداء مع بعضهما للأبناء كريم ويوسف لحين العودة من المدرسة، ويتحرك لعمله الذى يبدأ فى الساعة الواحدة ظهراً وحتى 10 ليلاً، ويتناولان ليلاً العشاء مع بعضهما وسط تعاون ومحبة كبيرة.
وعن إصابتها، قالت أنها أصيبت بمياه بيضاء فى العين وتوجهت لإجراء عملية فى أسيوط، ولكنها لم تنجح والأطباء قرروا إجراء عملية جديدة للحقن وإجراءات آخرى ولكنها فشلت، وحاليًا تعانى من بعض الآلام البسيطة فى العين، وتتناول مسكنات بصورة متقطعة لعلاجها.
وعن التعامل والتفاهم فيما بينهما، قالت كاريمان أنها إعتادت على زوجها عبد اللطيف فى التعامل فيما بينهما، حيث يقوم بالكتابة على يديها (قبل فقدان نظرها) لكى تفهم ما يريده حتى كبر الأبناء كريم ويوسف، وهما حالياً يساعدونهما بصورة أكبر فى التفاهم بالإشارة مع الوالد والكلام مع الوالدة، موجهةً رسالة له فى عيد الحب وقالت: "كل سنة وأنت حبيبى وروحى وعمرى، ويخليك ليا ومنحرمش منه أبدًا ويجعل يومى قبل يومه".
فيما قال علام رمضان، أحد جيران كاريمان وعبد اللطيف، أن بداية علاقتهما حسبما شرح له الزوج بالإشارة أنه شاهدها من قبل فهى إحدى أقاربه ولم يكن يعرفها من قبل، وأعجب بها وسأل عنها وتحدث مع والدها وتقدم لها بالفعل ووالدها طلب مهلة للرد عليه، وتوجه مع خاله لمنزل عروسته كاريمان حيث أنه فقد الأم والأب فى طفولته، وبعد أيام تمت الخطوبة بينهما على خير وهما يعيشان حالياً منذ 15 سنة فى سعادة ومحبة ويتقبلان الحياة مع بعضهما بصورة جيدة للغاية.
وأضاف علام رمضان لـ"اليوم السابع"، أن الحاج عبد اللطيف راضى وسعيد بحياته مع أم كريم ويوسف ويحلم بأن يعود لها النظر لكى ترى كما كانت فى السابق، موضحاً أن كاريمان وعبد اللطيف أبطال قصة سعيدة وجميلة، والجميع كان يستغرب من حالتهما لكونها لا ترى وهو لا يسمع ولا يتكلم ويعيشان بصورة طبيعية منذ 15 سنة، ولكنهما يتحديان كل الظروف ويعيشان حياتهما برضا وسعادة ولا يحتاجون شيئ من أحد ويسيران فى الشارع فى سعادة غامرة بإبنيهما كريم ويوسف.
وأختتم حديثه قائلًا: "حياة كاريمان وعبد اللطيف قدوة لكل شخص وقصة عظيمة يجب أن تظهر فى يوم عيد الحب، فهو الحب الحقيقى والحب بإخلاص وليس دباديب حمراء، ونتمنى له حياة زوجية سعيدة ويكرمهما الله فى يوسف وكريم الأكبر الذى يحلم بأن يصبح محامى ويتفاخر به أمام الجميع".
أبطال أعظم قصة حب في الصعيد بالأقصر
أسرة كاريمان وعبد اللطيف مع محرر "اليوم السابع"
"اليوم السابع" يرصد أعظم قصة حب فى الصعيد
سعادة بين الزوجين من ذوي الإحتياجات الخاصة
عبد اللطيف أصم وكاريمان كفيفة 15 سنة
كاريمان تحكى قصة زواجها من عبد اللطيف
كاريمان تسرد قصة إرتباطها بعبد اللطيف
لقاء "اليوم السابع" مع كاريمان وعبد اللطيف
محرر "اليوم السابع" مع كاريمان وعبد اللطيف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة