المناضلة الجزائرية جميلة بوباشا، البالغة من العمر 84 عاما، عادت للواجهة بعد أن أعلنت رفضها منصب عضو مجلس الأمة، وذلك بعدما تم اختيارها ضمن الثلث الرئاسي من طرف رئيس الجزائر عبد المجيد تبون.
وأضافت: "لهذا أود أن أعلم الرأي العام أن جميلة بوباشا لن تكون ضمن الثلث الرئاسي المعين. لقد خدمت بلادي كمجاهدة إلى جانب إخوتي وأخواتي وعدت بعدها إلى حياتي كمواطنة وأريد أن أبقى كذلك".
ولقي قرار المجاهدة ترحيبا كبيرا في الأوساط الشعبية والثقافية في الجزائر، فقال الكاتب والروائي سعيد بوطاجين: "شكرا للمجاهدة الرمز، لأنك امتنعت عن الالتحاق بمجلس الأمة في هذه السن لتثبتي أن الكبار كبار، تاريخك يكفيك وأزيد، ما أبهاك".
وأوضح المدير السابق للمركز الوطني للبحث في الحركة الثورية، أن الدولة لم تكن عادلة ومنصفة في تعاملها مع بعض المجاهدين بعد الاستقلال، حيث طفت على السطح صراعات وخلافات بين العديد من التيارات منذ عام 1962، وقد تجسد ذلك في توزيع الحقائب الوزارية والمناصب القيادية.
من هى جميلة بوباشا؟
ولدت جميلة بوباشا في 9 فبراير عام 1938ببلدية بولوغين بالجزائر العاصمة، وقد نشأت وسط أسرة ثورية، وقد تدربت في مستشفى بني مسوس لتكون ممرضة، لكنها لم تحصل على شهادة التدريب بسبب هويتها الجزائرية.
التحقت بالثورة عام 1955 وكان عمرها حينذاك 17 عاما وقد قررت الانخراط في صفوف جبهة التحرير، وقد تم اعتقالها في 9 فبراير 1960 المصادف ليوم عيد ميلادها، على خليفة قيامها بوضع العديد من القنابل في مناطق تجمع الفرنسيين في العاصمة، لتتعرض لأبشع أنواع التعذيب ويحكم عليها بالإعدام.
وقد عرفت قصتها تعاطفا كبيرا من المثقفين والشخصيات العالمية، وفي مقدمتهم الكاتب الفرنسي جون بول سارتر والرسام العالمي بابلو بيكاسو الذي رسمها في لوحة، تقدر حاليا قيمتها بـ400 مليون يورو.
وتطوع العديد من المحامين للدفاع عنها وعلى رأسهم المحامي الشهير جيزيل حليمي، كما دافع عنها الرئيس الأمريكى جون كيندى والزعيم الصيني ماو تسي تونغ.
وقد كتبت الفيلسوفة الفرنسية الراحلة سيمون دو بوفوار، عام 1960، مقالا مطولا في صحيفة "لوموند" الفرنسية، تحكي فيه للعالم معاناة جميلة بوباشا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة