قال الدكتور تيدروس ادهانوم جبريسيوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، فى بيان جديد له، إنه لمن المذهل أن نعتقد أنه منذ أكثر من عامين فقط منذ أن بدأ فيروس كورونا في الانتشار، هناك الآن العديد من اللقاحات الآمنة والفعالة ضده، وتم إعطاء أكثر من 10 مليارات جرعة على مستوى العالم.
وأضاف، المأساة بالطبع هي أن المليارات من الناس لم يستفيدوا بعد من هذه الأدوات المنقذة للحياة، مضيفا،حاليًا، هناك 116 دولة خارج المسار الصحيح لتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في تطعيم 70% من سكان كل بلد بحلول منتصف هذا العام، أكثر من 80٪ من سكان إفريقيا لم يتلقوا جرعة واحدة بعد.
وأشار إلى أنه يرجع جزء كبير من هذا التفاوت إلى حقيقة أن إنتاج اللقاح عالميًا يتركز في عدد قليل من البلدان ذات الدخل المرتفع في الغالب، لذلك، فإن أحد الدروس الأكثر وضوحًا للوباء هو الحاجة الملحة لزيادة الإنتاج المحلي للقاحات، لاسيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، لهذا السبب، أصدرت منظمة الصحة العالمية، في أبريل من العام الماضي، دعوة للتعبير عن الاهتمام بتأسيس مركز نقل التكنولوجيا للقاحات mRNA.
الهدف من المركز هو توفير مرفق حيث يمكن للمصنعين من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط تلقي التدريب على كيفية إنتاج لقاحات معينة، والتراخيص للقيام بذلك، في يونيو من العام الماضي، أعلنا عن قرارنا بتأسيس المركز في جنوب إفريقيا، كشراكة بين منظمة الصحة العالمية، وشركة افريجين Afrigen ، ومعهد الأحياء واللقاحات في جنوب إفريقيا، أو بيوفاك Biovac ، ومجلس البحوث الطبية في جنوب إفريقيا، والمراكز الإفريقية للأمراض والوقاية منها، ومجموعة براءات الأدوية،كما نتذكر، كانت زيارة الرئيس ماكرون العام الماضي علامة فارقة في تلك العملية، نحن نقدر بشدة الدعم القوي للمحور من بلجيكا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والنرويج.
وقال،لقد تشرفت بأن أتيحت لي الفرصة لزيارة المركز الأسبوع الماضي، مع الوزيرة ميريامي كيتير من بلجيكا، كما التقينا بالرئيس رامافوزا،وقد حققت نتائج بالفعل، مع إعلان افريجين Afrigen أنها أنتجت لقاح mRNA الخاص بها، بناءً على المعلومات المتاحة للجمهور حول تكوين لقاح موجود.
بعد زيارة المؤسسة والتقينا بالرئيس رامافوزا، الالتزام القوي والقيادة من رامافوزا وكذلك الالتزام القوي من جميع المؤسسات، فإن النظام البيئي للمركز قوي جدًا جدًا، نتوقع أن تبدأ التجارب السريرية في الربع الأخير من هذا العام، مع توقع الموافقة في عام 2024، ولكن يمكن تسريع هذه العملية، وهناك خيارات أخرى يستكشفها المركز.
نتوقع أن تمتد فوائد هذه المبادرة إلى ما هو أبعد من كورونا، من خلال إنشاء منصة للقاحات ضد الأمراض الأخرى بما في ذلك الملاريا والسل وحتى السرطان، لذلك هذا استثمار استراتيجي، ليس فقط من أجل كورونا، ولكن لجميع المشاكل الصحية الرئيسية التي نواجهها، ولن يكون المحور لجنوب إفريقيا فقط، بل لأفريقيا والعالم بأسره.
وأضاف يسعدنى أن أعلن أول 6 دول أفريقية ستتلقى التكنولوجيا من المركز لإنتاج لقاحات mRNA الخاصة بها وهى: مصر وكينيا ونيجيريا والسنغال وجنوب إفريقيا وتونس، ستعمل منظمة الصحة العالمية مع الشركات والحكومة في كل بلد لتطوير خارطة طريق للتدريب والإنتاج، بناءً على احتياجاتهم وقدراتهم.
لقد كانت قيادة ودعم الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي جميعها أساسية في الوصول بنا إلى هذه النقطة، مضيفا، نتطلع إلى العمل معكم جميعًا لإنجاح هذا المشروع، من أجل إفريقيا الأكثر صحة وأمانًا وعدلاً التي نريدها جميعًا، كنت أقول بالأمس، بالنسبة لهذا المشروع، الخيار الوحيد الذي لدينا هو النجاح، الفشل ليس خيارًا.
