مما لاشك أن مبادرة "حياة كريمة" أصبحت حلما يراود كل قرية فى ريف مصر بعدما رأى العالم كله ما تحدثه تلك المبادرة الرئاسية من تغيير الحياة بالقرى المستهدفة فى المرحلة الأولى، وأصبح الكل ينتظر بفارغ الصبر المرحلة التالية لدخول قريته فلا حديث يعلو عن إنجازاتها، ولسان حال الجميع يتساءل، متى نرى تحقيق هذا الحلم في قريتنا؟ ونموذجا ما رأيته من فرحة أهالى مدينة الفشن ببنى سويف فور إعلان المحافظة عن انضمام قرى المدينة إلى المرحلة الثانية من المبادرة، فرحة تجدها داخل كل بيت وفى القهاوى وعلى المصاطب، وفى المواصلات، ولم يصل الأمر إلى هذا الحد إنما غزت تلك الفرحة الفضاء الإلكترونى حيث تحولت صفحات السوشيال ميديا في المدينة والقرى إلى ما يشبه العرس الكبير الكل يكتب ويتبادل التهانى والتبريكات.
وما يستحق التقدير أيضا، أن فرحة الأهالى امتدت إلى القيادات والمسؤولين التنفيذيين، فكانوا عل قدر الحدث، وذلك من خلال تكليف رؤساء الوحدات المحلية والقطاعات المعنين بسرعة الانتهاء من إعداد خطة عمل شاملة المشروعات المطلوبة ومتطلبات ومراحل التنفيذ والجدول الزمنى للأعمال، وعقد جلسات استماع وحوار مجتمعي مع الأهالى داخل تلك القرى حتى يتسنى الوقوف على أهم وأبرز المطالب والاحتياجات لسرعة تنفيذها طبقاً للأولويات والاستعداد لتجهيز المقايسات والتصميمات عن المواقع بالقرى التى سيتم تنفيذ المشروعات بها، فلما لا يفرحون وحياتهم ستتغير إلى الأفضل، والمستحيل أصبح واقعا، فمن حق الفرحة أن تبلغ عنان السماء بعد أن عانوا وعانت قراهم من يد التهميش عقود وراء عقود.
وأخيرا.. ما تحدثه "حياة كريمة" فى قرى مصر ما هو إلا إنجاز يشبه الإعجاز، لما تحدثه تلك المبادرة من تغيير الحياة نجو الأفضل سواء بالقضاء على كافة المشكلات والأزمات من خلال تحسين المرافق العامة، والقضاء على الكثافات داخل الفصول، وتطوير مستوى الخدمات الصحية ومراكز الشباب، والعمل على تحسين مستوى الدخل لمواطنى الريف من خلال إنشاء مشروعات جديدة بما يسهم فى تطوير المهمة الرئيسية للقرية وتحقيق التكافل الاجتماعي، واحداث ثورة ثقافية فى القرى المستهدفة.. فهنيئا للريف المصرى بـ"حياة كريمة"..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة