سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 23 فبراير 1955 الملك حسين يحضر حفل أم كلثوم ويمنحها وسام النهضة الأردنى.. وسيدة الغناء العربى تشكره قائلة: «أحلى وسام هو اتحاد الدول العربية»

الأربعاء، 23 فبراير 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 23 فبراير 1955 الملك حسين يحضر حفل أم كلثوم ويمنحها وسام النهضة الأردنى.. وسيدة الغناء العربى تشكره قائلة: «أحلى وسام هو اتحاد الدول العربية» الملك حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان الاحتفاء كبيرا بالعاهل الأردنى الملك حسين، أثناء زيارته إلى مصر التى بدأت يوم 21 فبراير 1955، وحضر خلالها عرضا عسكريا لبنات كلية التربية الرياضية، واستعراضا للإنزال الجوى، وزار بعض المصانع، وفى 23 فبراير«مثل هذا اليوم»، حضر حفلا ساهرا لسيدة الغناء العربى أم كلثوم فى نادى الضباط بالزمالك، حضره أيضا الرئيس جمال عبدالناصر، وسيف الإسلام البدر رئيس وزراء اليمن، ووفقا للكاتب الصحفى أحمد السماحى فى الملف الخاص بعنوان «الأردن قصيدة حب على شفاه المصريين» المنشور بالأهرام 28 مايو 2015، يومها غنت أم كلثوم فى وصلتها الأولى أغنية «ذكريات» كلمات، أحمد رامى، ألحان رياض السنباطى، وفى الوصلة الثانية غنت «يا ظالمنى».
 
يضيف السماحى:«بين الوصلتين وفى فترة الاستراحة، تم توسيم كوكب الشرق بوسام النهضة الأردنى من الطبقة الثالثة، وقام عونى عبدالهادى، سفير الأردن فى مصر، بإلقاء كلمة قال فيها:«يعلن حضرة صاحب الجلالة الملك حسين الأول، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، الإنعام على صاحبة العصمة مطربة الشرق، السيدة أم كلثوم الفنانة العظمية، بنيشان النهضة من الطبقة الثالثة تقديرا لها ولفنها».
 
 وشكرت كوكب الشرق الملك حسين لتفضله بالإنعام عليها بهذا الوسام وقالت:«أشكر جلالة الملك باسم بلادى، وباسم الفن فى البلاد العربية، وأرجو أن أرى الوسام الأكبر الذى نحلى به قلوبنا وصدورنا، وسام وحدة الشعوب العربية، والحكومات العربية»، وعندما هتفت الجماهير الحاضرة للحفل وطالبتها بالإعادة أضافت:«أحلى وسام هو وسام اتحاد الدول العربية ضد الاستعمار من أجل تحرير هذه الشعوب وتأكيد سيادتها»، وفى وصلتها الثالثة وبعد حصولها على الوسام المصنوع من الذهب والفضة والمكتوب عليه اسم الملك حسين، غنت رائعتها «قصة حبى»، وسط أجواء مفعمة بالسعادة والحبور. كان الوزير فتحى رضوان هو رئيس بعثة الشرف المرافقة للملك حسين أثناء هذه الزيارة، وكان حاضرا لحفلة أم كلثوم التى دار بشأنها نقاش بينه وبين جمال عبدالناصر، يذكره فى كتابه «عبدالناصر»، مؤكدا أن هذا النقاش كان فى سيارة عبدالناصر، التى كان يقودها بنفسه بعد حضوره هو وعبدالحكيم عامر عرض مسرحية «دموع إبليس»، تأليف رضوان، وتناول الكلام قصة مسرحية «دموع إبليس»، وفيلم «مصطفى كامل»، تأليف رضوان أيضا، وطلب عبدالناصر أن يكون هناك فيلم عن محمد فريد، وأثناء النقاش، وجه عبدالناصر حديثه لعامر قائلا: أنا عارف إن فتحى رضوان غير راض عن طول حفلات أم كلثوم، واستمرارها إلى الرابعة صباحا، وكثرة ترديد المقطع الواحد، عشرين مرة أو أكثر، والصياح والصراخ والوقوف على المقاعد.
 
يعترف رضوان، بأنه تعجب من كيف عرف عبدالناصر هذا الرأى.. يذكر:«حاولت أن أذكر متى سمع منى هذا الكلام، ولم أستطع، ولكنه ضحك على طريقته التى أسميها «طريقة الرشف»، وقال:«فى ليلة أقمنا حفلة غنائية لأم كلثوم فى نادى الضباط احتفالا بالملك حسين، ولما خرجنا نوصله، وكنت أنت رئيس الوفد المرافق له، كان منظر الضباط ساعة الانصراف، وعدد غير قليل منهم، نائما تماما على مقعده، لا يرضى أحدا، وكانت عيون الملك حسين حمراء، وكان يتمايل من شدة التعب، وفى اليوم التالى بدأ الحديث تعليقا على الليلة، فسمعتك تكلم أحدا على مقربة منى، ووصل إلى سمعى كل هذا.. أنا معك، ولكن محاولة تغيير هذا بمثابة الوقوف فى وجه التيار».
 
رد رضوان قائلا لعبدالناصر:«ولكننا واقفون فى وجه التيار فعلا، ألست تقيم السد العالى؟.. فقال عبدالناصر:« السد العالى معلهش، ولكن يأتى على الناس وقت لا يطيقون فيه أنفسهم، دع لهم وقتا يفرجون فيه على أنفسهم»، رد رضوان:«ولكن العمل الفنى فى كل مكان وسيلة لرفع معنوية الناس، وتزويدهم بجرعة منعشة ومنشطة ومبهجة، يخرجون بعدها أكثر إقبالا على الحياة، ولكن حفلاتالطرب عندنا عملية تعذيب، ينام الناس فى اليوم التالى إلى الظهر ويستيقظون يشكون من الصداع ووجوههم صفراء وشهيتهم مسدودة، ومزاجهم عكر».
 
يتذكر رضوان:«قاطعنى الرئيس قائلا: أنا معك.. معك، ولكن الناس ينسون أنفسهم ويعتبرون هذه الحفلة «حفلة أم كلثوم» عيدا شهريا، وفى جميع الأعياد يسهر الناس إلى الصباح، ويكونون فى اليوم التالى، بالصورة التى تصفها».. رد رضوان: «إن التكرار فى أغانينا أثره مدمر، إنه وسيلة للتنويم أشبه بأغنية النوم للطفل، فقال عبدالناصر:لا تخف، لن يستمر هذا كثيرا، ثم توقف وقال: بس أوعى تغضب أم كلثوم»، يتذكر رضوان:«ضحكت وقلت: لا سبيل لإغضابها»، فقال عبدالناصر:«هذا حق».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة