تحدت الحياة بكل صعابها ووقف كالسد المنيع بعد مرض زوجها أمام مشاق الحياة وعبثها، "أم أحمد" كانت تدرس الموسيقى "الاوكرديون والكمنجة" وتركتهم لكى تكمل مسيرة الحياة مع أبنائها وزوجها لتكون هي العائل الوحيد لهم بعد الله عز وجل.
"الشقيانين" من أجل لقمة العيش كثيرات، ولا يخلو شارع من شوارع مصر منهن يعملن ليل نهار من أجل توفير لقمة عيش كريمة لأبنائهن منهن نماذج كافحت وعملت بعرق جبينها ورفضت ذل ومهانة السؤال والحاجة، فسؤالهم لله عز وجل فقط لا يسألون بشر بل يسألون الخالق.
وتقول "أم أحمد"، "انا شقيت من صغرى على أمى وأبويا وأخواتى واشتغلت وسيبت دراستى للموسيقى لانى كنت بلعب اوكرديون وكمنجة، وكنت محترفة فيهم جدا وحبيت الموسيقى بس الظروف مخلتنيش اكمل دراستى اكولها انا واولادى بعرق جبينى احسن ما حد يجى يقولك انا فضلى عليكى على عيالك الفضل لله عز وجل فقط".
وتابعت، "جوزى تعب وانا عندى 4 أبناء هما نور عنيا ونفسى اشوفهم في مكانة تليق بيهم وتشرف البلد مش عيزاهم يطلعوا عبء على البلد، يشتغلوا اى حاجة بس يتعلموا الصح ويعملوا الخير ده الله طلباه من ربنا سبحانه وتعالى".
واستكملت، "جوزى كان واقف هنا في الكشك ده بيعمل شاى وقهوة للتجار اللى هنا في وسط البلد ولما اشتد عليه المرض قعد في البيت وقررت انزل مكانه واقف واعمل المشاريب للعمال والتجار انا وابنى الصغير بنزل كل يوم من الساع 7 الصبح لحد 8 بالليل واقفة على رجلى وكيفى كباية الشاي".
وأوضحت، "ربنا ساترها معانا وقدرت اخرج انا واسرتى من الاوضة اللى كنا عيشين فيها فوق السطوح لشقة حجرتين وصالة كانت اقصى امنية ليا في الحياة وربنا حققهالى، الشغل في الشارع بيعلم والمعاملة مع الناس هتلاقى فيها الحلو والمر الحلو انى حد يجبر بخاطرك بكلمة حلوة والوحش أبو جمل بيبص لابو معزة وفى قهاوى هنا كتير بتحاربنى علشان بعمل فنجان قهوة مطبوخ".
واختتمت، "ربنا كارمنى ومبسوطه انى بكافح في الحياة وسعيدة بعيشتى كده وكل واحدة المفروض تقف جنب جوزها وقت المحنة بتاعته والا منبقاش ولاد أصول لان هما دول ولاد الأصول".
