مفتى الجمهورية: المذهبية الفقهية استطاعت احتواء الجميع عبر العصور

الجمعة، 25 فبراير 2022 10:19 م
مفتى الجمهورية: المذهبية الفقهية استطاعت احتواء الجميع عبر العصور شوقى علام
كتب أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

طالب الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم، الشباب والأمة الإسلامية بأن يلجأوا فقط إلى المتخصصين من العلماء ودراسة سيرتهم، فهم الذين حصلوا العلوم ولديهم المنهجية وتدربوا على تطبيقها، وهو أمر يحتاج إلى تدرج وزمن.

 

وأضاف خلال لقائه مع الإعلامى حمدى رزق، ببرنامج «نظرة»، أن المنهجية العلمية للشرع الشريف والمأخوذة من القرآن والسنة قد عمل العلماء على ترسيخها عبر العصور، ومن بين سماتها التواضع واحترام رأى الآخرين وعدم المصادرة على أقوالهم، وهى تصب فى صالح التدين الصحيح، وتحقِّق الأمن المجتمعى، الذى به تستقر المجتمعات، وهو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم كما نرى ذلك جليا فى سيرته العطرة؛ وهذه المنهجية أثبتها الشافعى حين قال: «رأيى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب».

 

وتابع المفتى أنه عند غياب هذه المنهجيَّة العلمية فى دراسة الشرع الشريف، وغياب التَّكامل، وافتقاد الأدوات العلمية، فإنَّ مقاصد الشريعة تتوارى، ويتسلَّط الناس بأوهامهم على نصوص القرآن والحديث الشريف، ويستنبطون منهما معانى فى غاية البعد والغرابة؛ فإذا بهم يُنتجون المفاهيم المشوَّشة، والأحكام المضطربة، التى تغيب معها أنوار الشريعة تمامًا، ويتحَل صاحب هذا المنهج المضطرب المختل إلى إنسان تتلاعب به أهواؤه ومشاعره، ويظنُّ فى نفسه أنه الحكم المسلط على عقائد العباد وأديانهم، ويتعالى على عباد الله بما يظنه فى نفسه من العلم، ويستبد بالفهم فلا يسمح لغيره أن يفهم من الشريعة الواسعة الرحيمة ما يخالف فهمه، وهو يظن فى نفسه حينئذ أنه حامل الحقيقة وحده، يحتكرها لنفسه؛ وسبب ذلك كله غياب العلم، وعدم تكامله، والقفز إلى الإفتاء والاستنباط مع افتقاد الأدوات والمفاتيح.

 

ولفت الجمهورية النظر إلى أن المسيرة الفقهية لأصحاب المذاهب هى حلقات متصلة، حيث أن الفصل الدقيق لا يكون مفيدًا إلا ببيان المنهجيات المميزة لكل مذهب، فمن المعروف أن بعض أصحاب هذه المذاهب قد تتلمذ على يد غيره.

 

وأضاف قائلًا: «إن المذهبية الفقهية استطاعت عبر العصور أن تحتوى الجميع، وأن تصبغهم بصبغتها الوسطية الرافعة للحرج عن الأمة، الآخذة بيدها نحو كل ما هو يسير وسهل بفضل مسيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التى نقلت لنا عن طريق الصحابة ثم التابعين فى انسياب تام وتعاون ملموس».

 

وأشار المفتى إلى حياة الإمام الشافعى العلمية تلميذًا وعالمًا والتى تدعو للانبهار، فقد كانت رحلته فى تعلم وتعليم العلم رحلة طويلة ومثمرة، فترك بصمة ظاهرة وواضحة فى كلِّ مكان وصل إليه، وقد كان مرجعًا لعلوم العربية فضلًا عن الفقه، وكذلك الإمام مالك بن أنس لا يختلف فى مسيرته العلمية عن باقى العلماء أصحاب الخبرة والمَلَكة الفقهية.

 

وأوضح مفتى الجمهورية أن من ثراء التراث العلمى أن يختلف أتباع المذهب مع صاحب المذهب، وهو أمر طبيعى ليس مُبتدَعًا، وهو يدلُّ على سَعة الأفق والاجتهاد والسعى لتحقيق مراد الله من التيسير وليس لغرض التَّشهِّى أو حب الظهور.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة