"أنا بفتخر أن أبويا أحد أبطال الشرطة.. ولازم الأجيال الجديدة تعرف تضحيات رجال مصر اللى سطروا بدمائهم تاريخ البلاد لأن اللى ملوش ماضى ملوش حاضر".. بهذه الكلمات الواضحة يمكن أن تختصر رؤية أسرة الأومباشى محمد حافظ عبده ابن محافظة البحيرة الذى شارك فى معارك بلوكات النظام بالإسماعيلية ضد الاحتلال البريطانى عام 1951 والتى استمرت حتى يناير عام 1952.
اليوم السابع حاول الاقتراب من هذا المشهد التاريخى لرصد حكاية أحد أبطال معركة الإسماعيلية وهو اليوم الذى اتخذته الدولة يوما لعيد الشرطة.
وقال عبد المنصف عبده نجل أحد أبطال معركة الإسماعيلية، إن والده كان مثالا حيا للوطنية والفداء من أجل مصر وأنه رسخ تلك القيم والمبادئ فى نفوس جميع أبنائه لكى ينقلوها لأولادهم وأحفادهم، مضيفا أن عيد الشرطة يمثل مناسبة خاصة جدا لأسرته لأنها تحيى ذكرى والده الذى قاتل مع زملائه من رجال الشرطة فى أشهر المعارك الوطنية ضد الاحتلال البريطانى ولم يستسلم حتى بعد إصابته خلال معارك بلوكات النظام بالإسماعيلية.
وتابع أن معارك الإسماعيلية ضد الاحتلال البريطانى لم تكن فقط يوم 25 يناير عام 1952 بل سبقتها بأكثر من شهرين والمعروفة باسم معركة بلوكات النظام والتى تضافرت فيها الجهود الشعبية مع كفاح أبطال الشرطة أو البوليس من أجل مواجهة الاستعمار الغاشم الذى جثم على قلوب المصريين لعقود طويلة.
وأوضح نجل بطل البحيرة، أن والده أبى ألا يغادر ساحة المعارك فى الإسماعيلية إلا بعد إصابة قائد القوات الإنجليزية فى مقتل الأمر الذى أحدث ارتباكا كبيرا فى صفوف فى الاحتلال البريطاني، مشيرا إلى قيام الملك فاروق بتكريمه وزيارته بالمستشفى بمرافقة الملكة ناريمان مثنيا على بطولاته من أجل رفعة وشرف الوطن كما منح شهادة تقدير لبطولاته فى المعارك الدامية ضد الاحتلال.
وأشار عبده إلى أن وزارة الداخلية تواصلت معه للحصول على الوثائق الخاصة بوالدة كما كرمته محافظة البحيرة فى احتفالات عيد الشرطة تقديرا لجهوده الوطنية منذ أن كان مساعدا للشرطة تنقل فيها بعدة مواقع إلى أن استقر المطاف به بمديرية أمن البحيرة حتى أحيل للتقاعد وافته المنية عام 1988.
وعن أهم المواقف التى مرت بحياة بطل معركة الاسماعيلية قال عبد المنصف عبده أن والده كان يحكى دائما عن بطولات أفراد الشرطة اللذين واجهو الاحتلال بجسارة رغم قلة عددهم وامكانيتهم المتواضعة وعدم استسلامهم وذلك تحت قيادة قائد البوليس آنذاك مصطفى رفعت ورفاقه ومنهم الفنان صلاح ذو الفقار الذى كان ضابطا بالبوليس قبل أن يدخل مجال التمثيل.
وطالب نجل بطل معركة الإسماعيلية الاجيال الصغيرة بالتعرف على بطولات الأجداد من الجيش والشرطة والاقتداء بهم من أجل الدفاع عن بلادهم ضد أى عدو يحاول تدمير وطنهم، مؤكدا: "لازم الناس تعرف تاريخ بلدها كويس ولازم تعرف بطولات أجدادهم لأن البلد اللى بلا ماضى لا حاضر ولا مستقبل لها".
يذكر ان معركة الاسماعلية التى وقعت يوم 25يناير هى من انصع موجات مقاومة الاحتلال البريطانى حيث رفضت قوات الشرطة المصرية فى هذا اليوم تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية.
وأسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن استشهاد 56 شرطيًا مصريًا و73 جريحًا، وقامت القوات البريطانية بالاستيلاء على مبنى محافظة الاسماعلية. وكان من المشاركين فى المعركة النقيب صلاح ذو الفقار الذى اتجه إلى الفن واصبح من أشهر نجوم السينما فى مصر.
وتحول يوم 25 يناير إلى عيدا للشرطة يحتفل به كل عام كما أنه أصبح عيدًا قوميًا لمحافظة الاسماعلية وفى 2009 أصبح يوم 25 يناير من كل عام يوم عطلة رسمية فى مصر.
الأومباشى محمد عبده