تحل اليوم ذكرى وفاة توماس كارليل وهو كاتب إسكتلندي وناقد ساخر ومؤرخ ولد سنة 1795 ورحل عن دنيانا في 5 فبراير 1881 وكان لأعماله تأثير كبير بالعصر الفكتوري، وهو من عائلة أملت أن يصبح واعظاً إلا أنه فقد إيمانه أثناء دراسته بجامعة إدنبرة ومع ذلك بقيت القيم الدينية تلازمه طوال حياته.
بدأ حياته بكتابة المقالات وبحلول عام 1821، ابتعد كارليل عن الكتابة الدينية وتركزت أعماله على الشؤون الحياتية وفى ذلك الوقت ولدت أول محاولة روائية له تحت عنوان كرثرز وجونسون، وتلت هذه المحاولة ترجمة رواية الأديب الألماني جوته سنوات تدريب فيلهلم مايستر.
كتب توماس كارليل في المرحلة التالية من حياته بعضاً من مقالاته المتميزة، وقد نشأت بينه وبين كاتب المقالات الأمريكى رالف والدو إمرسون صداقة عميقة، وفي عام 1834 انتقل كارليل إلى جزء من شاليسا ألا وهي منطقة في لندن حيث عرف هناك بحكيم شاليسا وأصبح عضو في دائرة الأدب التي كانت تضم العديد من كتاب المقالات ومنهم لي هنت وجون ستيوارت ميل.
في لندن، كتب كارليل عن الثورة الفرنسية كتاب تاريخ عبارة عن مجلدين يضم بين دفتيه دراسة تاريخية تبرز اضطهاد الفقراء وقد حقق الكتاب نجاحاً مبهراً، وكانت هذه بداية كتابته التي توالت من بعدها الأعمال العديدة التي كتبها في لندن.
ومن أشهر كتبه كتاب الأبطال وعبادتهم دراسة أدبية وتاريخية للبطولة، واختار كارليل لعرضها وتحليلها أرقى النماذج الإنسانية، البطل معبوداً في شخص أودين المعبود الإسكندينافي الأسطوري، والبطل نبياً في شخص النبي محمد، والبطل شاعراً في شخص دانتي أوشكسبير، والبطل راهباً في شخص مارتن لوثر زعيم الإصلاح الديني وجون نوكس زعيم المطهرين، والبطل كاتباً وأديباً في شخص صمويل جونسون وروسو وبرنز، والبطل ملكاً وحاكماً في شخص كرومويل ونابليون الذي كان معاصراً لكارليل.
