لا أدري، لماذا كل هذه الدماء؟!!، وكيف يقتل شابًا أربعة ويشرع في قتل خامسة، ثم ينهي حياته بهذه السهولة!! وكيف يسلم الشخص نفسه بهذه السهولة لشيطانه الأشر يتلاعب به كيفما شاء!!
ربما لا يكون حادث "الزمالك" الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، فالحوادث بهذه الطريقة متكررة، لأسباب عديدة ومتنوعة، ربما تقف الخلافات العائلية وراء معظمها، لكن كيف تنتهي العلاقات وصلات الأرحام بهذه الوحشية.
في حي الزمالك الراقي الهادئ، حيث الصمت الرهيب الذي يخيم على المنطقة، لكن صوت الرصاص من "مسدس" القاتل كان كفيلًا يهتك الصمت الذي خيم على المنطقة، عندما دارت المذبحة.
شاب لم يكمل عامه الـ22، عقد قرانه على فتاة تعلق قلبه بها من بلدته بالمنصورة، قبل 19 يومًا من الآن، وكانت السعادة تملأ جنبات المنزل في منطقة الزمالك، حيث تعيش الأسرة، لكن الشيطان تدخل، وقرر تحويل السعادة لألم وحزن، وحول مشادة كلامية لمشاجرة، استل خلالها الشاب سلاحًا ناريًا وأمطر الجميع، قتل عروسته وشقيقته وزوجها، وأصاب حماته ثم قتل نفسه، كل هذا خلال ثوان معدودات، حيث كان الدم حاضرًا والموت يكتب نهاية الجميع.
مهما كانت الخلافات، كيف يصل الأمر للقتل والدم، كيف نتهور بهذه الطريقة، ونرتكب المذابح؟!!
بحكم عملي مسئولًا عن الملف الأمني، زرت على مدار عدة سنوات، مؤسسات عقابية عديدة، دخلت خلف الأسوار، والتقيت هناك ببعض الأشخاص، ربما طالت مدة بقاء بعضهم لاتهامهم في قضايا عدة.
وأنت تتحدث مع هؤلاء الأشخاص خلف الأسوار، لا يخلو حديثهم من الندم، والدروس المستفادة، ولسان حالهم يقول:" ليتني لم أفعل كذا.. ليتني كنت نسيًا منسيا"، لكن في وقت فات فيه الندم.
يتحدثون إليك عن لحظة ضعف ووهن، استسلموا فيها لشيطانهم الأشر، فكانت العواقب وخيمة، إذا عاد بهم الزمان مرة أخرى، لتجاوزوا هذه المواقف، وتحلوا بالهدوء والحكمة والصبر، فالجريمة لا تفيد، والعنف نهايته الندم، فليكون شعارنا الحلم والصبر، والتحكم في النفس وقت الغضب.