حالة من التلاحم، والانتماء، والالتفاف حول هدف وطنى، عاشتها الجماهير المصرية طوال مباريات بطولة أمم أفريقيا، حيث تصاعدت الآمال والأحلام، كلما صعد المنتخب دورا واجتاز فريقا فى طريقه نحو نهائى البطولة.
كان طريقا شاقا جدا أمام المنتخب، التقى مع كوت ديفوار والمغرب والكاميرون، 3 فرق جميعها من أوائل المرشحين لنيل البطولة، فكانت مبارياته معها نهائى مبكر، واستطاع الفوز عليهم واجتيازهم، فكبر حلم التتويج بالبطولة الثامنة، كبر لدى كافة الجماهير، ليس فقط من أجل التتويج بالكأس الثامنة، ولكن أيضا ليقينهم بأن اللاعبين يستحقون هذا التتويج، بعد أن تحملوا كافة الظروف، وتغلبوا على التعب والإرهاق وقدموا مباريات كبيرة وقوية، ولعبوا 3 مباريات متتالية لمدة 120 دقيقة ضد 3 من أعتى فريق القارة.
خسارة اللقب الذى جاءت بركلات الترجيح، لم يمنع جماهير مصر من رفع القبعة للمنتخب الوطنى، تقديرا لما قدموه، وامتنانا لما بذلوه من جهد وعرق، كافة الجماهير تعلم تماما أن المنتخب المصرى اكتسب في هذه البطولة احترام العالم، وبات يعمل له الجميع ألف حساب، بعد أن عادت إليه شخصيته، وظهرت بصمته، ولمع بريقه، وطور من أدائه، حتى تفوق على منتخبات تضم أسماء كبيرة فى عالم كورة القدم، وقدم عروضا مميزة نالت إعجاب الجميع.
لترى حجم الإنجاز الذى قدمه الفراعنة، وحصولهم على الميدالية الفضية في بطولة قوية، شاهد الفرحة الطاغية للجماهير والمسئولين الكاميرونيين بعد أن استطاعوا انتزاع الميدالية البرونزية عقب فوزهم على بوركينا فاسو بضربات الترجيح، سعادة كبيرة واحتفالات لحصولهم على المركز الثالث، رغم ما أن فريقهم مدجج بالنجوم التى تلعب فى أعظم فرق العالم، كما أن البطولة تقام على أرضهم وبين جماهيرهم.
كثيرة جدا الفوائد التي عادت على المنتخب من جراء المشاركة في تلك البطولة، والوصول إلى المباراة النهائية، من ضمنها الروح القتالية الكبيرة التي ظهر عليها المنتخب، وأداءه 4 مباريات متتالية بنفس القوة، رغم امتداد كل منها إلى 120 دقيقة وأمام منتخبات لها اسمها الكبير أفريقيًا، وأيضا أدت اللحمة بين أفراد الفريق إلى ذوبان ألوان كافة الأندية، والتف الجميع كفريق وجماهير حول لون واحد فقط هو فانلة المنتخب.
ومن أبرز مكاسب المنتخب من تلك البطولة، تدعيم الفريق بوجوه جديدة، صغيرة السن، أثبتت أنها تستطيع ارتداء فانلة الفراعنة، ومنهم محمد عبد المنعم، ومهند لاشين ومروان حمدى وإمام عاشور وعمر كمال، كما رسخ البعض الآخر اسمه في قائمة المنتخب كأحمد فتوح وعمر مرموش وحمدى فتحى، وأعاد البعض اكتشاف نفسه مثل محمد الننى.
الأداء القوى للمنتخب في بطولة الأمم الأفريقية، جعل الجماهير المصرية تثق بشكل كبير في قدرة الفراعنة على اجتياز مباراتى السنغال في مارس القادم لانتزاع بطاقة التأهل للمونديال، وهو الحلم الكبير الذى يعيشه المصريون، وبتوفيق الله يستطيع منتخب الساجدين تحقيقه ويظهر العلم المصرى فى سماء مونديال قطر 2022.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة