تحل اليوم ذكرى ميلاد المؤرخ المعروف عبد الرحمن الرافعي الذى ولد في 8 فبراير 1889 وعاش حتى 3 ديسمبر 1966، وقد اهتم بدراسة الحركة القومية في تاريخ مصر الحديث وبقيت أعماله شاهدا على ذلك ومن أشهرها 15 مجلدا يؤرخ فيها للحركة القومية منذ أواخر القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر.
أبدى الرافعى تحفظا على فكرة الدعوة للقضايا المصرية في الخارج، وكانت دعوته ألا تمنى الأمم المهضومة الحقوق نفسها بالآمال الكبيرة إذا هي استنجدت بالعالم المتمدن، وأسمعته صوت احتجاجها ودعته إلى التدخل بينها وبين غاصبها؛ لأن الدول الآن لم تعد تصغي لصوت الضمير ولا لصوت الحق والواجب، ودائما تنظر إلى مصالحها وتسير وراءها في سياستها.
تناول الثورة العرابية وزعيمها أحمد عرابى، ووقائع محاكمته ومنفاه إلى الخارج، لمعارضته الإنجليز، البعض يرى أن عبد الرحمن الرافعى تحامل على الزعيم أحمد عرابى، وحمله نتائج فشل سياسات الخديو توفيق.
فى كتابه "الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى" تحدث عن الزعيم وحياته وعلق ببعض الأوصاف عن فكره وعسكريته، فقال: "كان ذكاؤه محدودًا، وكان على جانب كبير من الغرور، والاعتداد بالنفس، وكان يعول كثيرًا على أقوال المنجمين والعرافين، وهذه جوانب صعف كبيرة فى شخصيته"، على حد تعبيره.
وكتب الرافعى: "تولى عرابى مهمة سياسية خطيرة، لأن قيادة الثورة هى عمل سياسى قبل شىء، على حين لم يكن له من الاستعداد السياسى ما يجعله أهلا لقيادته والسير بها إلى النجاح، وكل ما ميزه هو لسان زلق، وصوت جهورى، وكونه خطيبا لبقا فصيحا".
العديد من المراجع التاريخية، تشير إلى أن المؤرخ الراحل، نشأ متأثر بالحركة الوطنية، بقيادة الزعيم مصطفى كامل، حتى إنه كان من أوائل من التحقوا بالحزب الوطنى الذى أنشأه الأخير، وكما يذكر كتاب "تاريخ الوفد" فإن الحزب الوطنى نشأ معاديا للثورة العرابية، وهو موقف الخديو عباس حلمى، الذى كان معاديا لأحمد عرابى، والشيخ محمد عبده، وسعد زعلول، والأخير كان يكتب فى جريدة الوقائع المصرية مؤيدًا لعرابى وللثورة العرابية.
فيما يؤكد كتاب "مصطفى كامل شاب من مصر" للكاتب نشأت الديهى، على العلاقة الودية بين مصطفى وعبد الرحمن الرافعى، والتى رغم قوتها إلا أنها لم تستمر طويلا بسبب رحيل الزعيم مصطفى كامل، ومن بعده زادت علاقته بالزعيم محمد فريد، حتى أنه من كتب بيان الحزب الوطنى لنعى الأخير فى 19 نوفمبر 1919.
اشترك الرافعي في ثورة 1919 وعدها أعظم الحوادث شأنا في تاريخ مصر الحديث وأبعدها أثرا في حياة البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهاجم أسلوب المفاوضات مع المحتل الإنجليزي.
عارض معاهدة 1936 التي أبرمتها الحكومة المصرية مع إنجلترا، وقال إنها تكرس بقاء الحماية البريطانية على مصر وتقر الاحتلال وتجعله مشروعا، فضلا عن أنها تضع على عاتق مصر من التكاليف والأعباء المالية لتحقيق أغراض إنجلترا الحربية ما تنوء به مواردها، ورفض أن تدخل مصر الحرب العالمية الثانية وأن تحتفظ بجيشها وقواها المالية والمعنوية للدفاع عن استقلالها وكيانها ومصالحها القومية.
من أشهر مؤلفاته: تاريخ الحركة الوطنية وتطور نظام الحكم في مصر، الزعيم الثائر أحمد عرابى، أربعة عشر عاما في البرلمان، ثورة 1919، وغيرها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة